الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ديموقراطية فرق الموت .. و التطهير الطائفي

حازم العظمة

2006 / 5 / 6
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


وقاحة من يسمون حالهم بالليبراليين " العرب"، إذ يوجهون الدعوات سافرة أو مواربة لـقدوم الجيوش الأمريكية ( المواربة تكون بأن يسمونها : الديموقراطية )، تصبح أكثر و أكثر ممجوجة و سقيمة ، فيما تزداد "جرأتهم" بصورة تتناسب مع "جرأة" ، أو ربما مع يأس ، أصحابهم- معلميهم : مجموعة بوش - رامسفيلد – رايس و بقية الزمرة من المحافظين ، أو الليبراليين ، " الجدد" لا فرق ...
"المادة الدعائية " ، كما يجري تعريفها على شاشة " العربية" و التي تظهر جنوداً عراقيين يقتحمون أبواب عراقيين في بيوتهم ليلاً في إغارات على " إرهابيين " مفترضين .. تبدو و كأنها تهديد و إرهاب هي بدورها ...
هذه المادة تذكرنا بأن جثثا " مجهولة الهوية" عددها بين ثلاثين و ستين جثة يعثر عليها يومياً مرمية في الشوارع أو في المزابل و تجمعها المستشفيات حيث تعرض هناك في المشرحة ...
هل تبدأ طريق المشرحة من حيث ينتهي فلم "العربية "الدعائي : جنود لا تكاد تفرقهم في اللباس أو في التجهيزات عن الأمريكان يقتحمون البيوت برفس أبوابها ثم يقتادون "المشبوهين" أمامهم ...
ام أن علينا أن نسمي الفيلم بـ " الإرهابي " لأن هذه ستكون تسمية أقرب إلى الدقة ...
بل أن الفيلم الدعائي هذا يستخدم اللغة نفسها التي لبوش من نوع " الأشرار " و " الأخيار " و ما إلى ذلك ... ولغة تهديد مبطنة و دعوة لإخبار " السلطات" عن أي " تحرك مشبوه" ...
" السلطات " هذه ألا تكون هي نفسها المسؤول عن " الجثث مجهولة الهوية " .. ثم أليست الدعوة لـ "إخبار السلطات" في ظروف المذابح هذه دعوة لكل ذي غرض يريد أن يتخلص من خصم له أو جار ، لسبب ما ... أو حتى دائن مثلاً ... حين بلد كالعراق يجري رده إلى شروط ما قبل الحضارة و ما قبل المدنية ...
الإدانة العالمية للمقابر الجماعية التي لصدام حسين لم تجف عباراتها على الشفاه بعد ، فيما ، تحت الرعاية الأمريكية المباشرة هذه المرة ، يفتتحون فصلاً جديداً بها ، و أقساماً جديدة ...
مئات آلاف الأسر العراقية هُجّرت حتى الآن ، من مدنها وأحيائها و بيوتها ... في عملية كبرى و منهجية في التطهير الطائفي ،
الترحيل قسراً لمن هم " غير مرغوب بهم هنا " .. بالتهديد المباشر و بالقتل .. أو بالترويع عن طريق المذابح ... المذابح التي تتصل و تتتابع بصورة منهجية
يكتب الامريكي ماكس فولر في مؤلفه :" في العراق الخيار السلفادوري يصبح حقيقة Max Fuller:‘For Iraq, the Salvador Option Become Reality’
: " ان كل المعلومات التي تسربت منذ وقت تشير إلى حقيقة ان وكالة المخابرات الامريكية على صلة وثيقة بفرق الموتdeath squads ومن المرجح انها أسستها لبناء قواعد تحتية ، تؤسس بالتالي لحرب طائفية تريدها الولايات المتحدة للعراق "
الحرب الطائفية في العراق ... و فرق الموت على الطريقة السلفادورية ... و التشيلية ، لماذا ..
لأن أمريكا تريد أن تؤسس لبقاء إلى الأبد في العراق و حوله ، لأن الإنتماء إلى العراق يعيـق الخطط الأمريكية ، على العراقيين أن يتصنفوا ، مبدئياً في ثلاثة فرق ، و أن يقتتلوا و من ثم نبحث في إنقسامات غيرها (ثانوية ) ...
لأن الحرب- الحروب الطائفية و الإثنية تسهل و تمهد للتدخل القادم في إيران ، مثلاً ، ...
إن لم ينشغل " الشيعة" في هذه الحرب فربما قاوموا التدخل في إيران .. و قاوموا الإحتلال ...
لأن على العراق أن لا ينهض بعد الآن كشعب و كوطن و كحضارة ... لديهم" حساب" قديم مع العراق ، منذ السبي البابلي ... !!!
هكذ تشتبك المصالح الإحتكارية مع الخرافات في الرؤوس الحامية لمن يديرون الإمبراطورية : المحافظون " الجدد" ... ، أو إن شئتم الليبراليون " الجدد" .. لا فرقَ ..
العالم كله يدين و يندد بالإحتلال الأمريكي و " ديموقراطيته" ، العالم كله، من أمريكا اللاتينية و آسيا إلى أوربا الديموقراطية و شعوبها الديموقراطية حقاً يصاب بالغضب و القرف و الإزدراء من ممارسات همج العصور الحديثة و إمبراطوريتهم إلا ... ليبراليو"نا" العرب ... الذين بدون هوادة يبشروننا بالعصر الأمريكي القادم
، فيما يحتضر ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتصامات الجامعات الأميركية وانعكاسها على الحملات الانتخابية


.. ترامب يكثف جهوده لتجاوز تحديات الانتخابات الرئاسية | #أميركا




.. دمار غزة بكاميرا موظفة في الا?ونروا


.. رئيس مجلس النواب الأمريكي يهدد بإسقاط التا?شيرة الا?مريكية ع




.. 9 شهداء بينهم 4 أطفال في قصف إسرائيلي على منزل في حي التنور