الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كرم سماحة الرأسمالي

قصي الصافي

2019 / 6 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


تعرض اوسكار وايلد لانتقادات شديدة لقوله أن أسوأ السادة اولئك الذين يعاملون عبيدهم باشفاق، لأنهم يحجبون عن رؤيتنا جوهر النظام العبودي. بالطبع لم يكن وايلد بقصد ادانة طيبة وعطف السادة من منظور أخلاقي إنساني، انما يشير الى ما قد ينشأ عن تلك الظاهرة من فخ ثقافي يسهم في تجميل نظام العبودية وحرف الانظار عن جوهره الوحشي القائم على ملكية الانسان لأخيه الانسان، كسلعة تباع وتشترى، وكثيراً ما نعثر في الادب الكلاسيكي على صورة مالك العبيد المحسن، في مقابل العبد ناكر الجميل، حتى ان تولستوي العظيم رائد المذهب الأنساني قد انزلق بهذا الفخ في مجموعته القصصية (الملاك). واليوم في ظل العولمة وهيمنة النيوليبرالية والسوق المتحررة من اي ضوابط أو قيود نشهد ظاهرة مماثلة تتمثل بالاعمال الخيرية لمؤسسات تمولها بسخاء كبريات الشركات متعددة الجنسية وأثرياء العالم، يعقدون عشرات المؤتمرات سنويا في دافوس وغيرها، لمكافحة الفقر وكوارث التسخين الحراري ودعم التعليم والقضاء على الامراض وخاصة في الدول الفقيرة.

تضفي تلك الاعمال الخيرية على النيوليبرالية بعداً أخلاقياً نقابله باعجاب ساذج، فهي تستثير مشاعرنا الانسانية و توقنا الطبيعي للعدالة الاجتماعية، الا انها تعالج الأعراض لا المرض، كما ان المعالجة تتم ضمن منطق السوق، دون المساس بآلياته المنتجة للفقر والمسؤولة عن الاتساع الخطير في الفجوة بين فاحشي الثراء وعامة الناس ، فحسب جداول اوكسفام العام الماضي بلغ مجموع ثروات 26 فرداً من أغنى الاغنياء ما يعادل مجموع ثروات النصف الأفقر من سكان العالم أي 3.8 مليار نسمة ، و في الهند يمثل مجموع ثروات 9 أفراد فقط ما يمتلكه نصف الشعب في أسفل السلم ، بينما يمتلك ثلاثة أفراد فقط ( بيل غيتز ، وارن بوفيت ، بيزوس) ما يعادل مجموع ثروات النصف الأفقر من الشعب الامريكي مجتمعين ، أي ما يقارب 163 مليون نسمة ، كما تشير التقارير أن أغنى رجل في العالم (بيزوس ومثله 60 شركة كبرى) لم يدفعوا دولاراً واحداً للضرائب الفدرالية ، وهذا ما يفسر تجاهل أثرياء العالم ومنظماتهم الخيرية معالجة جذر المشكلة اي نظام النيوليبرالية، الذي يتيح لهم الاثراء الفاحش وتمركز رأس المال كما تنبأ بذلك ماركس مصيبا.

مع التقدم المتسارع في التكنولوجيا، والمرونة المفرطة في الضوابط المفروضة على السوق الحرة، ينتج الاقتصاد المعولم ثروات هائلة ترافقها درجة خطيرة من اللامساواة. و كي تحمي الرأسمالية نفسها من نفسها، و لخلق حالة من الاستقرار الاجتماعي، يتعين على الدولة المبنية مؤسساتها على اسس الديمقراطية الحقيقية إعادة توزيع الثروة عبر فرض نظام ضريبي تصاعدي واطلاق مشاريع وبرامج دعم للطبقات الدنيا وتوفير التأمين الصحي والتعليم والخدمات الاجتماعية وغيرها، إلا ان العقود الاربعة الاخيرة قد شهدت تراجعاً كبيراً في دور الدولة، مما ترك فراغاً شغلته مئات المؤسسات الخيرية العائدة للشركات والمصارف الكبرى، وشاع مصطلح الرأسمالية الخيرية في الصحافة والاعلام. أي ان من يلقي بحمم النار قد آثر ان يرتدي بزة رجل الاطفاء.

تبنت تلك المؤسسات مجابهة مشاكل العالم وهي قيادات غير منتخبة، وتلك على ما يبدو احدى مؤشرات تجاوز مرحلة الدولة القومية التي كانت الحجر الاساس للرأسمالية في طور نشأتها وصعودها كطبقة حاكمة، وقد ولجنا طوراً جديداً للرأسمالية أصبحت فيه الشركات متعددة الجنسية عابرة للقومية. المؤسسات الخيرية الممولة من قبل الشركات لا تتمتع باي درجة من الشفافية، وبما ان العمل الخيري عمل تطوعي إنساني فهي لا تخضع لاي مسائله أو تقييم لخططها و ممارساتها، بل تحاسب نفسها بنفسها، غير ان الصحافة الاستقصائية الجادة قد كشفت عن تناقضات فضائحية بين اهدافها المعلنة وممارساتها في الواقع.

- المساعدات لتلميع صورة الاوليغارك :
يصف الاعلام بيل غيتز (صاحب احتكار مايكروسوفت سابقاً) بانه المحسن ذو القلب الكبير، الذي لم يتوقف عن التصريح بانه سيتبرع بكامل ثروته لعمل الخير، إلا أن ثروته تتزايد عاماً بعد عام حتى بلغت 90 مليار دولار هذا العام. حوصر في التسعينات بعشرات الدعاوى في المحاكم الاوربية والامريكية بتهم الاحتكار ومخالفة قوانين المنافسة والتهرب من الضرائب، تنبه حينها فقط ان هناك فقراء جياعاً ومرضى في العالم، فقدحت في ذهنه فكرة تنتشل صورته من الوحل وتجعل منه بطلاً منقذاً لفقراء الارض، وذلك بتأسيس مؤسسة بيل و ميليندا الخيرية، وقد صح ما وصفه به الصحفي ليونيل آرتك: إنه يغادر المطعم دون ان يدفع وجبته لكنه يترك اكرامية كبيرة للنادل.

- مساعدات ام توسع استثماري؟
إعفاء أموال التبرعات من الضرائب يكلف دافعي الضرائب في أميركا 60 مليار دولار، فهل تصل تلك الأموال الى المنتفعين أصحاب الحاجة فعلاً؟.لمعرفة ذلك ربما تكون مؤسسة بيل وميليندا نموذجاً مثالياً للدراسة لما تمتعت به من تمجيد و إطراء في وسائل الاعلام.
للمؤسسة صندوق استثماري على شكل أسهم في كبريات الشركات المثيرة للجدل (صناعة السلاح، البترول، مونسانتا، كوكا كولا، جي بي مورغان، ماكدونالد ... الخ)، ارباح تلك الاسهم -كما تدعي المؤسسة -تنفق في برامج لمكافحة الامراض والفقر وتطوير التعليم وخاصة في البلدان الفقيرة، إلا ان حسابات المؤسسة تشير الى ان 1.4 % من الاموال فقط تنفق على المرافق العامة التي تقدم خدماتها مباشرة للمحتاجين كالمدارس والمستشفيات، فكيف تصرف باقي الاموال؟ تذهب منحاً (وليس قروضاً) لكبريات الشركات تحت يافطة: الاستثمار سيرفع من مستوى معيشة الجميع بما فيهم الفقراء. المنحة الأكبر من نصيب مونسانتو وهي اكبر شركة في العالم تحتكر البذور المطورة جينياً وتسوقها بأسعار غالية جداً وتمنع استعمالها من قبل الفلاحين بعد انتهاء الموسم فعليهم شراءها ثانية، مشروع مضمون لسحق الفلاحين الصغار الذين يشكلون الغالبية العظمى في افريقيا خاصة، و التي يعتمد 80 % من مزارعيها على البذور المحلية، ومن الجدير بالذكر ان مونسانتو تواجه حالياً عدداً كبيراً من القضايا في محاكم اميركا لاستخدامها مواداً مسرطنة في صناعاتها. يقدم بيل غيتز أيضاً منحة وصلت الى 11 مليون دولار لشركة ماستر كارد كي تصدر بطاقات تامين (كردت كارد) في نيروبي وكينيا لتمكين المواطنين من استدانة ما يحتاجونه من أموال، يبدو ان الفقراء لا يعوزهم سوى بطاقة تأمين مصرفي!!، توزع المؤسسة الخيرية جداً منحها المليونية أيضاً على شركات الاعلام العملاقة ( Univisio ، ABC ، NBC ) على اعتبارها تساهم في " توعية المواطنين" ، علماً ان ايرادات تلك المحطات تبلغ عدة مليارات من الدولارات سنوياً، ولا تشغلها التوعية بقدر ما تشغلها دعايات البيتزا و الكوكا كولا. القائمة تطول والخلاصة ان المساعدات الخيرية ليست سوى واجهة أخلاقية زائفة لتمدد السوق الحرة وتعاظم نفوذها.

- الاحسان كسبيل للنفوذ والسلطة:
حقق اوليغارك الرأسمال العالمي نفوذاً واسعاً عبر ما يسمى بالعمل اللاربحي المعفى من الضرائب، وكان بيل غيتز هو الاكثر نفوذاً على اعتباره أكرم المحسنين. تبرع عام 2012 بمبلغ 300 مليون دولارا لمنظمة الصحة العالمية، لا كمنحة بل عبر مشاريع تستثمر فيها شركات صناعة الادوية واللقاحات مثلما وضحت الفقرة السابقة، تلك العطايا ونشاطاتها الاخرى قد حققت له نفوذاً وعلاقات مؤثرة مع رؤساء ووزراء العالم، وطالما شكا المسؤولون من هيمنته على خطط وقرارات منظمة الصحة العالمية، وقد تعرض للكثير من الانتقادات والتساؤلات:
- لم يستثمر نفوذه في حث اي حكومة على اطلاق برامج تأمين صحي مجاني شامل، بل لتوسيع الخصخصة و الاستثمارات في هذا المجال.
- في حين يجمع خبراء منظمة الصحة العالمية على ان العقبة الرئيسية لوصول الفقراء الى الادوية الغلاء الفاحش بسبب نظام احتكار الماركة المسجلة غير العادل، ويدعون الى السماح للشركات انتاج ادوية بديلة باسعار رخيصة، يواجه هو تلك الاقتراحات بمعارضة شديدة، ويعود ذلك كما يرى البعض الى انه جمع ثروته من احتكار مايكروسوفت وهو يسعى الى دعم استمرار الاحتكارات لشركات له فيها الكثير من الاستثمارات (باير، مونسانتو... الخ).
- يصر على صرف المساعدات على لقاحات الشلل الذي لا يصيب سوى المئات سنوياً، بينما يتجاهل الامراض المنتشرة بالسمنة والقلب والسكري، ويعزو البعض ذلك الى تجنب فرض ضوابط صحية وبيئية على شركات الغذاء والبترول والغاز التي تدر عليه استثماراته فيها أموالاً طائلة.

- فعل الخير كنشاط لوبي:
كشفت دراسة صادرة عن (المكتب القومي للدراسات الاقتصادية) في واشنطن أن التبرعات التي تقدمها الشركات باسم العمل الخيري لمؤسسة اجتماعية تزداد بشكل كبير اذا ما كان مدير تلك المؤسسة عضو برلمان أو مسؤولا يمتلك صلاحيات يمكن ان تنتفع منها الشركة المتبرعة، وما ان يترك السياسي المسؤول تلك المؤسسة تنقطع أو تنخفض مبالغ التبرعات بشكل ملحوظ، وقد قدرت الدراسة أن الأموال الخيرية التي تهدف الى التأثير على السياسيين تمثل 40 % من مجموع الاموال المدفوعة للنشاط اللوبي. على سبيل المثال لا الحصر تبرعات شركة بوينغ لمؤسسة كلينتون الخيرية قد درت عليها عقوداً مربحة مع دول عربية بوساطة هيلاري كوزيرة خارجية آنذاك.

- المساعدات للتغطية على نهب الثروات:
تتسابق الشركات الغربية ومصارفها على اطلاق المشاريع الخيرية لاعانة فقراء الدول النامية وخاصة في افريقيا للتغطية على ما يصفه توم بيرجز بماكنة النهب الممنهج (في كتاب يحمل نفس العنوان)، يوثق فيه بالتفصيل دعم الشركات الغربية للحكام الفاسدين وتمويل حملاتهم الانتخابية و تقديم العمولات والرشاوى، و تمويل مليشيات قبلية تؤمن احتكارهم للتعدين و البترول وتهريب الثروة خارج القارة، وقد أصدرت الحكومة الامريكية عام 2010 تحذيراً لعدد من الشركات من بينها آبل و لوكهيد مارتن لوقف تمويل المليشيات التي تستمر في الاقتتال فيما بينها للسيطرة على مناجم التعدين. اظهرت الاحصائيات ان مجموع الاستثمارات الاجنبيه ومداخيلها بما فيها المساعدات الانسانية المقدمة من قبل الشركات والدول الغربية الى البلدان الفقيرة قد بلغ عام 2012 ما يقارب 1.3 تريليون دولار، بينما غادرت الى الدول الصناعية عن طريق الشركات متعددة الجنسية من تلك البلدان الفقيرة 3.3 ترليون دولار في نفس العام، فمن يساعد من؟ هذا اذا ما تجاهلنا ما تتركه تلك الشركات من تلوث للبيئة و اختلال في توازن الطبيعة، مما يؤدي الى مناخات غير صحية وزيادة الكوارث الطبيعية والتصحر.

ما يسمى بالمؤسسات الخيرية التي جاوز عددها الآلاف ليست سوى واجهة أخلاقية لنظام عولمة غير عادل، يجري وفقه انتقال الثروة من القاعدة إلى القمة، ومن البلدان الفقيرة الى البلدان الغنية.

قصي الصافي

المراجع:

1- The National Bureau of Economic Research
Tax- Exempt Lobbying: Corporate Philanthropy as a Tool for Political Influence.
2- Winners Take All: The Elite Charade Changing The World, by Anand Giridharadas.
3- Why philanthropy Is Failing Democracy By Rob Reich.
4- The Looting Machine: By Tom Burgis.
5- We re ripping off Africa for decades, by Gerald Caplan, The Globe And MajI, Apr 14 2017.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ليس شيوعياً من ينافي الماركسية
فؤاد النمري ( 2019 / 6 / 10 - 07:09 )
قصي الصافي ينافي الماركسية ويدعي أن العالم ينتج ثروات هائلة في ظل النيوليبرالية
الحقيقة هي العكس تماما مما يدعيه الرفيق قصي الصافي
فالعالم لم يعد ينتج ما يسد احياجات الحياة ولذلك هو يستدين كل عام 2 ترليون دولار كيلا ينهار
وأن السوق بمكانزماتها المعلومة لم تعد موجودة أصلا
مثالنا في هذا السياق هو الولايات المتحدة آخر قلاع الرأسمالية
تعلن الولايات المتحدة أن مجمل إنتاجها القومي يتجاوز 17 ترليون دولار وحصة الفرد منه تتجاوز 53 ألف دولار
ومع ذلك خطبت رئيسة الديموقراطيين في البرلمان الأميركي تصيح وتولول لمصير الولايات المتحدة في الخريف الماضي وهي تستدين مليون دولار كل دقيقة ليلاً نهاراً
تفكيك مثل هذا اللغز ليس بحاجة لأية حصافة
فالولايات المتحدة تنفق 13 ترليونا في إنتاج الخدمات والخدمات لا تصل السوق حيث تستهلك تماماً لحظة إنتاجها وهو ما يعني أن الخدمات ليس لها قيمة تبادلية وليست من الثروة بشيء
وهكذا دورة الإنتاج الرأسمالي (نقد - بضاعة - نقد) قد تعطلت تماما ولم يعد هناك سوق وانتهت النيوليبرالية
أقترح على الرفيق الصافي وعلى مختلف الماركسيين مناقشة هذا الموضوع الحدي قبل التفوه بأية أفكار سياسية


2 - الأستاذ فؤاد
قصي الصافي ( 2019 / 6 / 11 - 19:44 )
يبدأ الأستاذ فؤاد بإلقاء مخالفة - قانونية - بوجهي، ويختتم تعليقه بإصدار العقوبة وتحذيري مع-مختلف الماركسيين- من التفوه بالسياسة قبل أن نتبنى قراءته الستالينية للماركسية. أي لم يترك حتى نافذة صغيرة للحوار.
يقول :العالم لم يعد ينتج ما يسد احياجات الحياة ولذلك هو يستدين كل عام 2 ترليون دولار كيلا ينهار، العالم يستدين ممن ؟ من العالم الأخر أم المريخ؟ كما أن ألدين العام ليس مؤشراً للإنهيار كما يعتقد الأستاذ بل هو سمة ملازمة للنظام الرأسمالي وآلية مستمرة لنقل الثروة من القاعدة إلى القمة على شكل ضرائب، وقد أوضح ذلك ماركس في رأس المال (نقد الاقتصاد السياسي) ٢-;-٤-;- القسم السابع ثم علق ساخراً أن ديون الدولة هي الثروة الوحيده التي تعود حقاً لجموع الشعب. التكنولوجيا الحديثة واستغلال قوة العمل بأرخص الأثمان وخاصةً في الصين والدول الفقيرة ينتج ثروة هائلة دون شك، ولكن يستحوذ على الجزء الأكبر منها أولغارك الرأسمال العالمي. بالمناسبة ماركس أكد في أكثر من موضع على غزارة الإنتاج في النظام الرأسمالية وقال مرةً أن الرأسمالية قد انجزت في فترة قصيرة ما يفوق بناء الأهرامات.


3 - الرفيق قصي الصافي
فؤاد النمري ( 2019 / 6 / 11 - 23:01 )
علي أن أوافقك على أنني أسد الأبواب لكن أمام أولئك الذين لم يدرسوا الإقتصاد الماركسي ويهربون من استحقاقات ثورة أكتور وتداعياتها

غير مقبول من باحث ماركسي القول بأن العالم لا يستدين من المريخ
بل يستدين من الأجيال القادمة التي عليها أن تسدد هذه الديون
العالم مدين اليوم بأكثر من 75 ترليون دولاراً وهو ما يعني أنه ينتج أقل من احتياجاته فيستدين سنوياً 2 ترليون دولار
وهو ما يعني أمراً يفوت حتى على الماركسيين وهو أن النظام في العالم لم يعد رأسماليا فالنظام الرأسمالي كما تفضلت حضرتك ينتج أكثر مما يستهلك

المؤتمر التاسع عشر للحزب الشيوعي السوفياتي قرر في أكتوبر 52 أن النظام الإمبريالي سينهار في وقت قريب
انهار النظام الرأسمالي مع بداية السبعينيات بفعل تماهي ثورة اكتوبر بثورة التحرر الوطني التي حولت أسواق مراكز الرأسمالية إلى دول مستقلةلاتستقبل فائض الإنتاج الرأسمالي

منذ السبعينيات تحولت قوى الإنتاج في مراكز الرأسمالية إلى إنتاج الخدمات والخدمات ليست منتوجاً رأسماليا وليس لها قيمة تبادلية
ففي أميركا 80% من الإنتاج هو من الخدمات ولذلك أميركا مدينة اليوم 23 ترليون دولار

هذا ما علمناه ماركس ولينين


4 - حوار شرط التوافق؟
قصي الصافي ( 2019 / 6 / 12 - 21:10 )
أستاذ فؤاد

١-;-- الحوار بداهة لتقريب وجهات نظر مختلفة بين المتحاورين أما أن تفتح أبواب الحوار لمن يشاطرك الرأي فما جدوى الحوار أصلاً

٢-;-- إنحسار القطاع الصناعي في أميركا سببه إنتقال الشركات إلى حيث العمل الرخيص في البلدان الفقيرة إلا أنها مازالت جزءًا كبيراً من الإقتصاد الأمريكي

٣-;- - الديون ليست مؤشراً للإنهيار وإنما لاستقطاع فائض قيمة خفي عبر الضرائب وغيرها من المواطنين وابنائهم من الأجيال القادمة.

٤-;-- اتمنى أن اتمتع بمخيلتك الحالمة فنحتفل سويةً بإنتهاء الرأسمالية ولكن يا أستاذي الكريم ماذا سنقول للعمال والفلاحين الذين تستنزف قوة عملهم ويعيشون بحالة مزرية وخاصة في الصين والهند وماليزيا وباقي الدول الفقيرة والشركات الكبرى الأمريكية والاروبية واليابانية تكدس الأموال من عرقهم...


5 - الرفيق قصي
فؤاد النمري ( 2019 / 6 / 12 - 23:10 )
نحن نتحاورمتناقضين
أحدنا ليس ماركسياولعل كلينا ليسا ماركسيين
والشيوعي غير الماركسي ضرره أكثر من نفعه
انهار الاتحاد السوفياتي على ايدي شيوعيين غير ماركسيين
لذلك يلزمنا التحاور لعلنا نستنير كلانا بمنارة الماركسية

يبدو أن الرفيق قصي لا يعلم بأن مجموع ما توظف أميركا في الصين هو 65 مليار دولار بينما توظف الصين في أميركا 2400 مليار دولار
ولا يعلم أن نصف الموازنة السنوية للإدارة الأميركية هو سندات صينية بقيمة 1400 مليار دولار وأن أميركا تدفع معاشات جنودها من الصين
كيف يمكن الإفتراض أن النظام الرأسمالي لم ينهر في أميركا و 80% من انتاجها هو من الخدمات والخدمات ليست منتوجاً رأسماليا، انتاجها يكلف نقودا لكنه لا يخلق سنتيما واحداَ
الرأسمالية تتحقق فقط بتحويل قوى العمل الوطنية إلى بضاعة ونقوداَ وليس تحويل قوى العمل الأجنبية لتكون الرأسمالية في البلد الأجنبي
كيف تكون أميركا رأسمالية والشعب في أميركا تتوفر أسباب حياته من قوى عمل شرق أسيوية


6 - الرأسمالية نظام عالمي
قصي الصافي ( 2019 / 6 / 13 - 03:12 )
لقد بدأ النقاش عن النظام الرأسمالي العالمي ثم إنعطف نحو هل النظام الأمريكي رأسمالي أم لا، الصين أو الهند أو أي بلد بالعالم يستثمر في أميركا أو العكس، النظام السائد في العالم قائم على تكديس رؤوس الأموال من إستغلال قوة العمل واستقطاع فائض القيمة، فماذا تسمي هكذا نظام كتشكيلة إقتصاديةإجتماعية.


7 - عزيزي قصي
فؤاد النمري ( 2019 / 6 / 13 - 07:48 )
تقول حضرتك ..
-النظام السائد في العالم قائم على تكديس رؤوس الأموال من استغلال قوة العمل واستقطاع فائض القيمة-
هذا ليس صحيحاً على الإطلاق

الحقيقة الماثلة هي أن 70 - 80% من قوى العمل في العالم تستهلك في إنتاج الخدمات والخدمات تستهلك تماما لحظة إنتاجها فهي ليست ذات قيمة تبادلية فما بالك بفائض القيمة !!

وهكذا 70% من قوى العمل تستهلك دون أن تخلق سنتيماً واحدا فكيف لك أن تقول أن رؤوس الأموال المتراكمة ناجمة عن استغلال قوة العمل ؟؟

عليك أن تبحث يا رفيق في الأزمة القاتلة التي أودت ببواقي النظام الرأسمالي في السبعينيات وإعلان رامبوييه وقرار مؤتمر صندوق النقد الدولي في جمايكا في يناير 1976 حيث قرر أن الدولة هي التي تحدد قيمة نقدها السوقية بغض النظر عن امتلاكها الغطاء لنقدها
هذا ما سمح لأميركا أن تطبع دولارات قدر ما تشاء وساعدتها الصين بقيادة هيساو بنع بتغطية الدولار
النظام الدولي القائم يقوم على عمودين الولايات المتحدة تطبع الدولارات والصين تنتج بضائع تغطي هذه الأوراق
قيمة ساعة عمل في الصين ليست أكثر من 1.5 دولار تباع في أميركا ب عشرة أضعاف 15 دولار
الأموال المتكدسة ليست من إنتاج قوى العمل

اخر الافلام

.. ريبورتاج: مزارعون في الهند مصممون على إلحاق الهزيمة بالحزب ا


.. السباق إلى البيت الأبيض: حظوظ ترامب | #الظهيرة




.. ماهو التوسع الذي تتطلع إليه إسرائيل حالياً؟ وهل يتخطى حدود ا


.. ترامب: لم يتعرض أي مرشح للرئاسة لما أواجهه الآن | #الظهيرة




.. -كهرباء أوكرانيا- في مرمى روسيا.. هجوم ضخم بالصواريخ | #الظه