الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جاء الإسطواني ( قصة قصيرة)

رواء محمود حسين

2019 / 6 / 10
الادب والفن


في يوم ما كان يتجول في شوارع مدينة (س)، وهي أحد أحياء العاصمة المعروفة (ص)، مع والدته لشراء بعض الملابس، بعد هجرة في رحلة دامت أكثر من سبع سنوات بدون انقطاع.
اقترب من بائع الملابس وأخذ يسأل عن السعر وسأل البائع عدة أسئلة عن نوعية المنتجات المعروضة للبيع وأسعارها ( كان يظن نفسه في الولايات المتحدة حيث الزبون له قيمة كبرى وله كل الاحترام والتقدير في المتاجر الأمريكية، وهذا طبيعي لأنه سيدفع ثمناً مقابل بضاعة يريد البائع أن يبيعها، وله، إذا لم تعجبه البضاعة أن يعيدها خلال أسبوعين من تاريخ الشراء)..
ويعد مفهوم خدمة الزبون Costumer Service من المفاهيم التي لا تقبل النقاش في الأسواق الأمريكية فالزبون له كل الاحترام والتقدير وهو صاحب الحق فيما يقول ويفعل، وما على صاحب المحل إلا أن يرضيه..
المهم، إن صاحبنا المشتري توهم لبرهة أن السياق الثقافي في مجال التعامل مع الزبون بين المدينتين واحد..
لكنه تفاجأ بالبائع يقول لصاحبه بلهجة صادية خالصة يتلمس منها المرء رائحة الغمز واللمز:
( من أين طلع لنا هذا الأسطواني)..
وهنا التفت لوالدته، وأخذ يهمس في أذنها قائلاً:
أمي تعرفين من المقصود بالأسطواني؟
قالت: من؟
قال لها: أمي المقصود أنا وأنت.
وقال لأمه: هل تعرفين من هو الأسطواني؟
قالت: ايش المقصود؟
قال: المقصود بالأسطواني الانسان الهمجي المتخلف الذي يسأل أسئلة تافهة لا قيمة لها..
وهنا غضبت الأم غضباً وشديداً وقالت: لن أفوتها له، سأريه من هو الأسطواني.
وهنا أخذ يهدأ من روع والدته، قال لها:
أمي الملابس عنده بفلس ونصف، دعينا نشتري منه البضاعة وسأشرح لك شيئاً بعد أن نمضي.
وبالفعل اشترى الملابس والبائع يتصور أنه كسب الجولة قولاً ومعنى..
مضى مع والدته وهو يضحك من أعماق قلبه، قالت والدته: ما الذي يضحكك وهو للتو وصفك بالأسطواني؟!
قال: أمي أنا أضحك ولكن في قناعتك هل أنا أسطواني؟
قالت: لا.
قال: أمي هل تعلمين كم هو مهم أن يتم تشخيصك في هذه المدينة (ص) بشكل خاطئ، لأن الاخر لن يستطيع أن يعرف حقيقتك أما حقيقته فمكشوفة لك بالكامل.
ثم التفت لأمه قائلاً:
أمي، اللاعبون الكبار هم كبار لان الصغار يتصور كل واحد منهم أنه أسطواني.
مضى هو والدته في شوارع المدينة (ص) وهما يضحكان من أعماق القلب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال


.. محمود رشاد: سكربت «ا?م الدنيا 2» كان مكتوب باللغة القبطية وا




.. جائزة العين الذهبية بمهرجان -كان- تذهب لأول مرة لفيلم مصري ?


.. بالطبل والزغاريد??.. الاستوديو اتملى بهجة وفرحة لأبطال فيلم




.. الفنان #علي_جاسم ضيف حلقة الليلة من #المجهول مع الاعلامي #رو