الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المجلس العسكري الدكتاتوري ينفي قيادة الحركة الشعبية إلي جنوب السودان

سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي

2019 / 6 / 10
حقوق الانسان


دلف المجلس العسكري الدكتاتوري إلي مستنقع الإستبداد بقوة السلاح الناري وإنتهاك حقوق وحريات الإنسان السوداني عاكسا بذلك وجه الإنقلاب ووجهته الإرهابية وعدم رغبته في التحول المدني الديمقراطي، وبعد مداهمات قوات المجلس العسكري لمقر إقامة وفد الحركة الشعبية لتحرير السودان بالخرطوم وإعتقال الرفيق ياسر عرمان نائب رئيس الحركة الشعبية ورئيس وفد حسن النوايا مطلع الشهر الجاري وتكرار المداهمة بشكل وحشي وبربري ليتم إعتقال الرفيق خميس جلاب الأمين العام للحركة الشعبية ونائب رئيس وفد حسن النوايا والرفيق مبارك أردول الناطق الرسمي باسم الحركة الشعبية وعضوا وفد حسن النوايا، قام المجلس العسكري الإقصائي نهار اليوم بتنفيذ "النفي القسري" علي الرفاق ياسر عرمان وخميس جلاب ومبارك أردول المعتقلين في سجونه منذ أيام وذلك بترحليهم قسرا من الخرطوم إلي جوبا عاصمة جمهورية جنوب السودان حيث وجدوا الترحيب الحار من حكومة وشعب الجنوب، وتمثل هذه الخطوة إنتهاك للحقوق الإنسانية والوطنية وخيانة ثورة السلام والحرية والعدالة ومحاولة فاشلة لتعطيل عملية التغيير والتحرر وبناء دولة السلام والديمقراطية والمواطنة بلا تمييز.

تبرهن الإعتقالات التعسفية والإبعاد القسري الذي تعرض له رفاقنا ممثلي وفد الحركة الشعبية مرة آخرى إصرار المجلس العسكري الإنقلابي علي المضي في طريق مظلم ومجهول كان قد سلكه قبلهم النظام الإنقاذي الإسلاموعسكري الذي سقط بأمر الشعب السوداني، فبعد جريمة مجزرة "القيادة العامة" وإعتقال قادة الحركة الشعبية ونفيهم من وطنهم الأول "السودان" إلي الوطن الثاني "جنوب السودان" أضحى الشارع السوداني وقواه الحية أمام خيار التعامل الثوري الحاسم مع المجلس العسكري الإنتهازي من أجل إخراج الوطن من دائرة الإنقلاب والإنقلاب المضاد والفساد والإستبداد المستشري علي مدار تاريخ السودان الحديث، فلا يمكن القبول أبدا باجراء إستنساخ لتجربة الإنقاذيين الإنقلابيين بعد إندلاع الثورة السودانية العظيمة، والخيار الثوري هو الطريق الذي سيؤدي بالسودانيين جميعا إلي السودان الديمقراطي الجديد الذي ينشده الجميع.

الثورة ستسمر وتنتصر رغم الإعتقالات والإغتيالات والنفي الإجباري الذي يعبر عن تسلط السلطات العسكرية المسيطرة علي كراسي الحكم، فقد أكد الشعب تماسكه وتمسكه بقضيته الثورية عبر تنفيذ "العصيان المدني" الذي نجح بنسبة كبيرة رغم قطع "النت" وإحتلال الشوارع بكميات هائلة من "العربات" المحملة بقوات الدعم السريع والجيش وجهاز الأمن وكتائب الظل الجهادية، وهذا الإصرار الشعبي علي التغيير والتحرر سينقل البلاد إلي مرحلة جديدة تكون فيها كلمة الشعب أعلى وأقوى من ضجيج الرصاص.

الحركة الشعبية عندما بادرت وقررت العودة إلي الخرطوم أخذت مكانها الصحيح ولعبت دور بحجم تاريخها الثوري والسياسي ومسؤليتها تجاه الوطن، وأبدى المجلس العسكري وقوى الثورة المضادة رفضهم لقرار الحركة الشعبية قبل وصول وفدها إلي أرض الوطن، ولما كان حلم السلام والحرية مترسخا في قلوب وعقول الرفاق ويمثل هدف سامي للحركة الشعبية لم يلتفت وفد النوايا الحسنة لرفض او قبول المجلس العسكري وبقايا النظام السابق وتهديداتهم باستخدام "كرت" أحكام الإعدام الصادرة بحق قادة الحركة الشعبية من قبل المحاكم الإنقاذية المسيسة، فعلي جناح السلام عاد الوفد بنية حسنة حاملا رايات الحرية والعدالة والمساواة والديمقراطية، حيث دخل أرض الإعتصام مباشرة ووجد ترحيب الجماهير والتنظيمات الديمقراطية الحرة، ورغم الإعتقالات والإبعاد القسري ستواصل الحركة الشعبية مشوار التحرير والتغيير سواء في الداخل او الخارج من أجل الوصول إلي سودان جديد ديمقراطي وموحد، ولن نقف عند هذا المنعطف رغم خطورته بل سنتقدم خطوات إلي الأمام، وسيأتي يوم نسير فيه مواكب العودة الثانية إلي الخرطوم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحيفة لومانيتيه: -لا وجود للجمهورية الفرنسية دون المهاجرين-


.. السلطات الجزائرية تدرس إمكانية إشراك المجتمع المدني كمراقب م




.. جلسة مفتوحة في مجلس الأمن لمناقشة الوضع الإنساني في غزة وإيج


.. أحداث قيصري.. اعتقال المئات بتركيا وفرض إجراءات أمنية إثر اع




.. المغرب.. المجلس الأعلى لحقوق الإنسان يصدر تقريره لعام 2023