الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن السوشل ميديا و الأدب الرخيص

علي الشمري

2019 / 6 / 11
الادب والفن


عن السوشل ميديا والادب الرخيص
لازالت دور النشر – الشبابية منها خصوصًا – تتصدر دور النشر المشهورة بإصداراتها الأدبية، وخصوصًا إصدارات الخواطر و النصوص، ولا ادري ما الفرق بين النص و بين الخاطرة، وماهو تعريف هذين المصطلحين من فهم الكاتب و صاحب دار النشر عندما يكتب تحت عنوان الكتاب خواطر، او نصوص، مع ان الكتابات لا تعدوا اكثر من ان تكون انشائية وكلام يقوله حتى الأطفال، وحتى الذين لم يقرأوا في حياتهم ولو كتاب واحد.
ساهمت ولازالت تساهم مواقع السوشل ميديا بصناعة المحتوى الفارغ، وتقديمه للجمهور، وكُتّاب الصدفة الذين ازكموا انوفنا يشكلون جزءً كبيرًا من هذا المحتوى، فهناك الكثير من الكتّاب الشباب الذين يمتلكون اعدادًا هائلةً من المتابعين، يقدمون محتوىً فاشلاً وخاليًا من أي قيمة فنية او أدبية، فما بالك عن كاتب يخصص صفحةً كاملةً من كتابه، ليكتب فيه نصًا عن زر الاعجاب او "القلب الأحمر في الانستاغرام"، حتى اصابني النص بحالة ضحك هستيرية، وكأنني اقرأ ورقة لطالب في الصف الأول الابتدائي يعبر فيها عن مشاعره المهدورة، لا لكاتب من المفترض ان يكون قد وصل الى مرلحة من النضوج الادبي كي يكتب وينشر.
كما وان لدور النشر التي أصبحت قبلة للكتّاب الشباب، والتي لا تُخضع اصداراتها لأي عملية رقابية او مراجعة أدبية قبل طبعها ونشهرها دور كبير في هذه الظاهرة المدمرة، بل كل ما يهمها هو التطبيل للأدب الرخيص الذي يقدمه هؤلاء الكتاب من اجل المزيد من الأموال.
في كتاب (رسائل الى شاعر شاب) ينصح الشاعر الألماني ريلكه صديقه الشاعر الشاب كابوس في احدى رسائله بالبحث في السبب الذي يدفعه الى الكتابة، واذا كانت جذوره متوغله في اعمق مكان في القلب، واذا سألنا اليوم احد هؤلاء الكتّاب، وبحثنا في قرارة نفسه، لوجدنا ان السبب هو الشهرة فقط، وليس الكتابة من اجل الكتابة نفسها، ولأن مرض الشهرة هو مرض معدي " اعاذنا الله و اياكم" فقد اصبح طريق الادب من اقصر الطرق للوصول الى هذه الغاية.
يقول الروائي محسن الرملي ( من يريد ان يكتب رواية، فعليه ان يقرأ اكثر من مئة رواية، حتى يستطيع ان يكتب) وهذه العبارة تنطبق على كل من يحاول ان يكتب نصًا، او روايةً، او حتى سطرًا واحدًا، فالقراءة هي الحل الوحيد لأن يتعلم منها الكاتب الشاب، ويكتسب مختلف الخبرات، ويكتشف طرقًا جديدة، ويمسك السر، لا ان يقرأ كتابين او ثلاث، ويشاهد مقطعين على اليوتيوب بعنوان " كيف تكب رواية، او نص" ثم يبدأ بتقيؤ خليط ما تناوله وبالتالي علينا ان نتقبل الامر.
أخيرًا، وقبل ان ينام الكاتب، الذي يتخذ من الكتابة طريقته الوحيدة في العيش ومواجهة قبح العالم، عليه يسأل نفسه " ما معنى الحياة بأدبٍ رخيص، و بكتابٍ رديء، ونص رديء، و محتوىً فارغ، ومتابعين مراهقين لايفقهون في الكتابة شيء، وما معنى الحياة، بكتابٍ رصين، ونصٍ رصين، ومحتوى يعجز عن تقديمه الاخرون، وفئة قليلة جداً من المثقفين الذين يتابعون، ويقرأون ما يكتب وينشر، وايهما الأكثر ربحًا للكاتب...
انتهى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج كريم السبكي- جمعتني كمياء بالمو?لف وسام صبري في فيلم


.. صباح العربية | بمشاركة نجوم عالميين.. زرقاء اليمامة: أول أوب




.. -صباح العربية- يلتقي فنانة الأوبرا السعودية سوسن البهيتي


.. الممثل الأميركي مارك هامل يروي موقفا طريفا أثناء زيارته لمكت




.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري