الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليس التعذيب الذي اختفى من المغرب بل المبادئ

جمال رداحي

2019 / 6 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


كعادته خرج علينا وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان مصطفى الرميد، ليقول وبدون استحياء أن التعذيب لم يعد موجودا في المغرب، وأن الشكايات بخصوص التعرض للتعذيب لا تكاد توجد، وإن الحالات المسجلة معزولة، عندما يقال هذا الكلام لشخص بعيد عن المغرب ولا تربطه به أية صلة قد يصدقه، لكن أن يدفع وزير اللاحقوق الصنطيحة (وهذا ليس بجديد عليه)، ويتبجح به فهذا يدفعنا إلى القول أنه معندو علاش يحشم، ففي الوقت الذي يخرج علينا وزير حقوق  الإنسان أمام الكميرات و في لقاء رسمي هو والذين يهللون ويصفقون لمثل هذه الخرجات، في هذا الوقت بالضبط   ترتكب الدولة جريمة في حق الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد المشؤوم الذي يكرس العبودية والعمل بالسخرة الذي قطعت معه الدول الديمقراطية التي تحترم الإنسان لإنسانيته ولا تعتبره ألة وتفقده إنسانيته كما هو الحال مع هذه الحكومة التي وجدت الفئات الضعيفة الحيط القصير وانهالت عليها  بالقرارات الجهنمية الانتقامية، ما تعرض له المربون على يد القوات الأمنية  يبين بالملموس أن السلطة لا تأمن إلا بالمقاربة الأمنية وأن الحوار ليس في قاموسها، ألا يعتبر هذا نوعا من التعديب أمام أعين الناس في الرباط.
قمة الظلم والطغيان هو أن تعاني يوميا على المستوى المادي والنفسي وعندما تخرج لتعبير عن رفضك للواقع الذي تعيش فيه يتم قمعك وتسليط الزرواطة عليك عن أي حقوق تتحدثون،  و في نفس السياق كيف يتعامل  المخزن مع الشباب من قمع وتنكيل ورمي في السجون كعقاب على ذنب كبير اقترفوه ألا وهو أنهم درسوا وحصلوا على شواهد جامعية عالية، ويطالبون بالعمل كحق من حقوق الإنسان الذي تضمنه كل المواثيق الدولية لكن في وطني الحبيب تحول طلب العلم  إلى ذنب ، لم أكن اعلم آن الدراسة ذنب يعاقب عليه ، في هذا الوقت بالذات نجد نساء يلدنا على أرصفة الشوارع وفي أبواب المستشفيات لأنها لم  تقبلهم داخلها نظرا لضعف التجهيزات أو انعدامها أصلا وكذلك قلة الأطر الطبية المشتغلة فيها،  وفي نفس الوقت نجد أطفال وفتيات ونساء وشيوخ الكل متشرد في عز هذا البرد ، ، البلاد تعرف أزمة على جميع المستويات،  فحوالي أكثر من نصف سكان المجتمع المغربي لا يعرف القراءة والكتابة، ونسبة كبيرة تعيش تحث عتبة الفقر وحسب الفاو مليوني مغربي يعانون من الجوع لكن الحكومة لا تجتهد في تحسين ظروف عيش الإنسان المغربي ولا تجتهد في محاربة الفساد كأجرأة لهذا الشعار الذي رفعته قبل وصولها إلى سدة الحكم بل تجتهد فقط في جمع المعطيات والأرقام لكي تقدمها للمغاربة ، متناسية عن قصد أن  المواطن  المغربي لا يهمه  الأرقام بقدر ما يهمه رؤيتها على ارض الواقع فمؤشر  البطالة والفقر و الأمية  ،و ادخار الأسر المغربية ، والهدر المدرسي ، والتنمية البشرية ، واستفادة المغاربة من التطبيب ......كل هذه المؤشرات ظلت ثابتة في مكانها بل الأكثر من ذلك عرفت ارتفاعا ملحوظا في السنوات الأخيرة أين الديمقراطية؟ أين العدل ؟ أين التنمية ؟ أين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية؟ أين مغربهم أين مغرب المساواة المغرب الجديد  ودولة الحق والقانون هذه أسئلة كثيرة من الصعب الإجابة عليها في هذا الوطن الحبيب لكن وما يحز في النفس الكل متفق على إجابة واحدة جاهزة وصالحة لكل زمان ومكان وهي أن  "المغرب زين وكلشي مجود فيه،  وحتى واحد ما تيموت بجوع" ، عن أي حقوق الإنسان يتحدثون ولأي مغرب يهللون فالتعديب أنواع وأشكال وليس نوع واحد فقط، بل أصبح التعذيب جزء من الهوية خاصة أنه لم يعد يشمل فقط التعذيب الجسدي بل أيضا النفسي، حيث أصبح الكل معذب لكن حسب موقع الشخص وهذا ما  نلاحظه كل يوم في هذا الوطن الحبيب،ربما الذي قصده السيد الرميد هو تعذيبه هو عندما كان من عامة القوم وكان يتعرض للتعنيف والقمع خلال القيام بمظاهرات وكان يحس بنوع من الحكرة والظلم، أما الأن وهو من علية القوم ومن خدام الدولة ويتمرغ في بحبوحة النعيم وريعه، فلم يعد للتعذيب وجود في نظره  و له أن يقول ما شاء، فعلا الضحك على الذقون








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حاكم دارفور: سنحرر جميع مدن الإقليم من الدعم السريع


.. بريطانيا.. قصة احتيال غريبة لموظفة في مكتب محاماة سرقت -ممتل




.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين يضرمون النيران بشوارع تل أبيب


.. بإيعاز من رؤساء وملوك دول العالم الإسلامي.. ضرورات دعت لقيام




.. بعبارة -ترمب رائع-.. الملاكم غارسيا ينشر مقطعاً يؤدي فيه لكم