الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وهكذا أضيئت مدن العراق ، كما أضيئت شوارع بكين !!!

هرمز كوهاري

2006 / 5 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


في الثلا ثينيات من القرن الماضي ، سافر الوزير الاول لحكومة " شاي كاي شيك " في الصين الى الولايات المتحدة الامريكية ، تعجب مما رآه من الانوار الساطعة في الشوارع والمنتزهات والمطاعم والبيوت وكافة مرافق الحياة ، المضاءة بالكهرباء ،بما فيها الملون منها، في نيويورك، قرر أن يطرح مشروع إضاءة شوارع بكين لدى عودته الى بلاده ، وفي أول جلسة وافقت الوزارة على تخصيص – عشرة ملايين دولار لمشروع إنارة شوارع بكين ، أذاعوا بيانا: أن الحكومة خصصت خمسة ملايين دولار !! لإنارة شوارع بكين ، يوزع على كل قطاع مليون دولار، تسلمَ مجلس كل قطاع مبلغ مليون دولار، إجتمعوا المجالس ووزعوا بيانا، : بأن الدولة خصصت – نصف مليون دولار !! لكل قطاع لإنارة شوارع القطاع .
وهكذا الكل يستلم المبلغ ثم يعلنون عن نصف المبلغ المستلم !! حيث يستقر النصف الثاني في الجيوب ! الى أن وصل جزء ضئيل ! من المبالغ الى المختارية ، ورأوا أنهم إذا أخذوا حصتهم ، نصف المبلغ ، فالباقي " لا يسوى !" ولا يكفي لأي عمل! فكلفوا المبلغين أن يمروا على البيوت ويبلغوهم بأن الحكومة أمرت : بأن على كل بيت أن يعلّق فانوسا في الباب الخارجي لداره لإضاءة الزقاق !! وليظهر بمظهر حضاري !! وهكذا أضيئت شوارع وأزقة بكين!!!

وهكذا يجري إضاءة شوارع بغداد وأزقتها وبقية المدن العراقية !!
منذ سقوط عصابات البعث ، نسمع بمشاريع " عملاقة " أو خطط لمشاريع كهربائية عملاقة !! ووضع خطط محكمة!! لحماية محطات كهربائية وخطوط !! ومخططات لكذا وكذا !! وصرفت مليارات الدولارات !! وكل ما تزاد التخصيصات وتزدحم المخططات كلما تقل ساعات الاضاءة ! وكلما زادت المخصصات زاد ثراء البعض أو كلما إستفاد مالكوا المولدات الكهربائية !! على القاعدة التي يكررها المؤمنين جدا " الله يرزق من يشاء ! وكلهم على باب الله !!.

وكما يقال " إن بعض الظن إثم " اليس من حق البعض أن يسيئوا الظن بمالكي المولدات الذين قد يكون بعضهم من المسؤولين أ نفسهم أو مساهمين من الداخل طبعا! وفي العراق كل شيء جائزوكما يقال ، في الحرب كل شيئ جائز فكيف إذا إجتمع الجائزين في آنِ واحد !! الحرب و العراق !!

وهناك قاعدة ذهبية في التحقيق التي قد تقود المحقق الى الحقيقة وهي
" إبحث عن المستفيد "
إذا إبحثوا عن المستفيدين من إستمرار إنقطاع الكهرباء ، وإنقطاع الماء الصافي ، وفقدان الامن !!.
وقد يتهمني البعض بأنني مغفل ! ويضحكون قائلين لا حاجة للبحث والاستقصاء عنهم ف: " المستفدون منّا وبينا ومن عدنا...!!! "









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تقارير تتوقع استمرار العلاقة بين القاعدة والحوثيين على النهج


.. الكشف عن نقطة خلاف أساسية بين خطاب بايدن والمقترح الإسرائيلي




.. إيران.. الرئيس الأسبق أحمدي نجاد يُقدّم ملف ترشحه للانتخابات


.. إدانة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب توحد صف الجمهوريين




.. الصور الأولى لاندلاع النيران في هضبة #الجولان نتيجة انفجار ص