الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذٰلِكَ ٱلْغَبَاءُ ٱلْقَهْرِيُّ ٱلْتَّكْرَارِيُّ: طُغَاةُ ٱلْتَّقَدُّمِ أَمْ بُغَاةُ ٱلْتَّهَدُّمِ؟ (11)

غياث المرزوق
(Ghiath El Marzouk)

2019 / 6 / 13
مواضيع وابحاث سياسية



إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ ٱلْسَّاعَةِ ٱلْهَرْجَ. قِيلَ: وَمَا ٱلْهَرْجُ؟ قَالَ: ٱلْكَذِبُ وَٱلْقَتْلُ [أَيْضًا].
قَالُوا: أَكْثَرَ مِمَّا نَقْتُلُ ٱلْآنَ؟ قَالَ: إِنَّهُ لَيْسَ بِقَتْلِكُمْ [أَعْدَاءً]، وَلٰكِنَّهُ قَتْلُ بَعْضِكُمْ بَعْضًا!
مُحَمَّدٌ بْنُ عَبْدِ اللهِ


قلتُ مُؤَكِّدًا تأكيدًا كذاك قَبْلَئِذٍ، في القسمَيْنِ الآنِفَيْنِ منْ هذا المقالِ (في القسمَيْنِ التاسعِ والعاشرِ منهُ)، وعَلى الأخصِّ في قرينةِ الكلامِ بشيءٍ من التَّفْصِيلِ والتَّمْثِيلِ عَمَّا سَمَّيْتُهُ حِينَذَاك تَسْمِيَةً نَفْسَانِيَّةً بـ«الحَمَاسِ فوقَ-الثوريِّ» Hyper-Revolutionary Fervour، قلتُ إنَّهُ لَمِنَ الخَطَأِ الفادِحِ بالفِعْلِ أنْ يلجأَ جٍنْسُ «التَّحْلِيلِ السِّيَاسِيِّ»، أيًّا كانَ، مُحَفَّزًا بِزَخْمِ هذا «الحَمَاسِ فوقَ-الثوريِّ» أيَّمَا تحفيزٍ إلى استعمالِ فَيْضٍ (أو حتَّى فُيُوضٍ) منْ بلاغيَّاتِ ذلك اللِّسَانِ التَّخْيِيريِّ، ومَا تَنْطَوِي عليهِ هذهِ البلاغيَّاتُ بدورِهَا منْ دلالاتٍ تمييزيةٍ، أوْ منْ دلالاتٍ تفضيليَّةٍ – لا بَلْ جِدِّ تفضيليَّةٍ، في مَعْرِضِ «التَّحْلِيلِ» مَاسًّا مِسَاسَ التَّحْلِيلِ الجَادِّ بـ«إنجازاتِ» ثورةٍ شعبيةٍ عربيةٍ دُونَ سِوَاهَا (كالشقيقةِ السُّودَانيَّةِ، مثلاً)، ودُونَمَا الأخْذِ بعَيْنِ الاعتبارِ بَتَّةً مَا يُنَاظرُ هذهِ الـ«إنجازاتِ»، في الأصْلِ، منْ أسَاسٍ مَادِّيٍّ (تاريخيٍّ) وَ/أوْ لامَادِّيٍّ (لاتاريخيٍّ) تأسَّسَتْ عليهِ بنحوٍ أوْ بآخَرَ أيَّةُ ثورةٍ شعبيةٍ عربيةٍ أُخرى، سَوَاءً كانتْ هذهِ الثورةُ قدْ وَاكَبَتْهَا في الهَيَجَانِ والغَلَيَانِ (كالشقيقةِ الجزائريَّةِ، بسَيْرِهَا) أمْ كانتْ قدْ سَبَقَتْهَا بمرحلةٍ أوْ أكثرَ في الزَّمَانِ والمَكَانِ (كالشقيقةِ السُّوريَّةِ، وغَيْرِهَا)، كما رأيتُما في مَظِنَّتِهِ إذْ ذاكَ – نَاهِيكُمَا، بالطَّبْعِ، عنْ أنَّ هذا الخَطَأَ المُتَكَلَّمَ عنهُ منْ هكذا خُصُوصٍ إنَّمَا يزدادُ فَدَاحَةً أكثرَ فأكثرَ حينمَا يَصْدُرُ هكذا «تحليلٌ سياسيٌّ» اِنتقائيٌّ اِصطفائيٌّ (حَائِدٌ) عنْ مَصْدَرٍ مَرْبُوصٍ عَلى «اليسارِ العربيِّ» الماركسيِّ أوِ اللاماركسيِّ أوْ حتَّى الـ«مَا بَيْنَ بَيْنَ». ومعَ ذلك، وعلاوةً عَلى مَا أشرتُ إليهِ منْ تمثيلٍ مَلْمُوسٍ ومَحْسُوسٍ يُبَيِّنُ قُدَّامَ كِلْتَا العَيْنَيْنِ البَصَرِيَّةِ والعَقْلِيَّةِ مَا يكْفِي منْ بلاغيَّاتِ اللِّسَانِ التَّخْيِيريِّ التي تَنْجُمُ عن ذلك الحَمَاسِ فوقَ-الثوريِّ عَلى كِلا المُسْتَوَيَيْنِ الجَمْعِيِّ والفَرْدِيِّ، لَمْ نَزَلْ نَرَى مِنْ بينِ أولئك المُحَلِّلِينَ السياسيِّينَ والكَتَبَةِ الصِّحَافِيِّينَ رَأْيًا ورُؤْيَةً بهٰتَيْنِ العَيْنَيْنِ البَصَرِيَّةِ والعَقْلِيَّةِ ذَاتَيْهِمَا، لَمْ نَزَلْ نَرَى مِنْ بينِهِمْ مَنْ يتحدَّثُونَ جَادِّينَ عنْ «أسْرَارِ التَّفَوُّقِ والتَّمَيُّزِ» في المشهدِ الثوريِّ الشَّعْبِيِّ السُّودَانيِّ، أو حتَّى عنْ «أسْبَابِ الإخْفَاقِ والإحْبَاطِ» في سَائر مَا خَلاهُ منْ مشاهِدَ ثوريَّةٍ عربيَّةٍ قدْ تأجَّجتْ منْ قبلُ في المقابلِ، يتحدَّثُونَ جَادِّينَ بذاتِ الزَّخْمِ الرِّوَائِيِّ، أو «الشِّعْرِيِّ»، الدِّعَائيِّ والدِّعَاوِيِّ الذي تختصُّ بهِ وسَائلُ الإعلامِ الغَنِيَّةُ عن التعريفِ في الشَّرْقِ قبلَ الغَرْبِ – منْ حيثُ قُدْرَتُهَا الوَلائِيَّةُ كُلاًّ عَلى الإشْهَارِ، إشْهَارِ فَرْدٍ أو جَمَاعَةٍ في حِينٍ، ومنْ حيثُ قُدْرَتُهَا العَدَائِيَّةُ كُلاًّ كذاك عَلى الإغْمَارِ، إغْمَارِ هذا الفردِ أو هذهِ الجَمَاعَةِ، أو حتَّى عَلى الإفْنَاءِ، إفْنَاءِ كُلٍّ مِنْهُمَا إفْنَاءً كُلِّيًّا، في حِينٍ آخَرَ. فإذا كانتِ الحُجَّةُ المُثْلَى عندَ هؤلاءِ المتحدِّثِينَ الجَادِّينَ، في أغلبِ الظَّنِّ تارةً، أنَّ الحَرَاكَ الشَّعْبِيَّ السِّلْمِيَّ في السُّودانِ يمتازُ امتيازًا بوُجُودِ قيادةٍ ثوريَّةٍ تَنْظِيمِيَّةٍ يقودُهَا قادةُ ذلك الائتلافِ المدنيِّ المُسَمَّى بـ«قوى (إعلان) الحرية والتغيير»، مدعومينَ تحتَ لوائِهِمْ، إنِ اقتضى الحَالُ (التَّنْظِيمِيُّ)، منْ لَدُنْ قادَاتِ تَحَالُفَاتٍ مدنيَّةٍ أُخرى، كذلك التَّحَالُفِ المدنيِّ المَدْعُوِّ بـ«تجمُّع المِهَنِيِّينَ السُّودانِيِّينَ» أو غيرِهِ، فإنَّ قرارَ مَا يَحْدُثُ الآنَ منْ عِصْيَانٍ مدنيٍّ على نطاقٍ واسعٍ يكادُ أنْ يكونَ شاملاً في طُولِ البلادِ وعَرْضِهَا إنَّمَا هو، أوَّلاً وآخِرًا، قرارٌ مُتَّخَذٌ منْ طَرَفِ الشعبِ السُّودانيِّ الصَّعْتَرِيِّ الخِنْذِيذِ بوَعْيٍ جَمْعيٍّ بوُجُودِهِ السَّليبِ، سَواءً تمسَّكَ بهذا القرارِ لأجَلٍ مُسَمًّى (أو حتَّى بأيِّمَا قرارٍ سِوَاهُ، لذاتِ الأجَلِ المُسمَّى) قادةُ هذا الائتلافِ المدنيِّ أو أيٌّ منْ قادَاتِ تلك التَّحَالُفَاتِ المدنيَّةِ أمْ لمْ يتمسَّكُوا بِهِ لأيِّمَا أجَلٍ مُسَمًّى آخَرَ بَتَّةً، وسَواءً كانَ القادةُ المَعْنِيُّونَ أو أيٌّ من القادَاتِ المَعْنِيِّينَ مجتمعينَ عَلى التفاوضِ (الجَادِّ والحَادِّ) منْ أمَامِ قادةِ «المجلسِ العسكريِّ الانتقاليٍّ» أمْ كانوا حتَّى متفرِّقينَ فيما بَيْنَهُمْ، وقدْ كانوا كذلك، في واقعِ الأمرِ. ذلك لأنَّ جَذْوَةَ، أو جِذَاءَ، العِصْيَانِ المدنيِّ المُتَكَلَّمِ عنهُ، هَا هُنَا، كانتْ تشتدُّ اتِّقَادًا وتوهُّجًا في ألْبَابِ السُّودانِيَّاتِ والسُّودانِيِّينَ، ومَا زَالتْ تشتدُّ في قلوبِهِنَّ وفي قلوبِهِمْ، حتَّى قبلَ أنْ لجأتْ في مطلعِ هذا الشهرِ عناصرُ لاإنْسِيَّةٌ مَا دُونَ-بَهيمِيَّةٌ منْ «قواتِ الدعمِ السريعِ» (أو منْ «ميليشياتِ الجَنْجَويدِ» الشَّبِيهَةِ بـ«الشَّبِّيحَةِ»، سَابقًا)، بإيعازٍ مَرْئِيٍّ منْ فَلِّ الطُّغَاةِ الفُسَلاءِ طُغَاةِ الثوَرَانِ المُضَادِّ من المملكاتِ والإماراتِ (بما فيها مصرُ، والحَبْلُ البحرينِيُّ والعثمَانيُّ عَلى الجَرَّارِ)، وبإشرافٍ لامَرْئِيٍّ كذاك منْ أسيادِ هؤلاءِ الطُّغَاةِ الفُسَلاءِ الفِسَالِ منْ ذاك الغربِ الإمبرياليِّ الرُّوسِيِّ والأمريكيِّ والفرنسيِّ والإنكليزيِّ الأشَدِّ فُسُولَةً والأشَدِّ فَسَالَةً (بما فيهِ إسرائيلُ، والحَبْلُ الصِّينِيُّ والإيرانيُّ عَلى الجَرَّارِ، كذلك)، حتى قبلَ أنْ لجأتْ عناصرُ كهذهِ إلى ارتكابِ تلك الجَرَائِرِ النَّكْرَاءِ والمَجَازِرِ الشَّنْعَاءِ بحَقِّ مَنْ كانوا يعْتَصِمُونَ، ومَنْ كُنَّ يعْتَصِمْنَ، اعْتِصَامًا سِلْمِيًّا في الخَارجِ من مَقَرِّ الدِّفَاعِ بالذاتِ، مِمَّا أسفرَ عنْ عَشَراتٍ من القَتْلى قابلةٍ للزِّيَادَةِ وعنْ مِئَاتٍ من الجَرْحَى كذاك قابلةٍ للنُّقْصَانِ لكيمَا تزدادَ العَشَرَاتُ الأولى أكثرَ فأكثرَ – وهذهِ الجَرَائِرُ النَّكْرَاءُ والمَجَازِرُ الشَّنْعَاءُ بغَايَاتِها الجَلِيَّةِ في فَضِّ الاِعتصَامِ السِّلْمِيِّ ذاك باستخدامِ قوَّةِ الحَديدِ والنارِ، في حَدِّ ذاتِهَا وذَوَاتِهَا، ليسَ لهَا إلاَّ أنْ تُذَكِّرَ تذكيرًا بَدْئِيًّا دُونَ لَبْسٍ ودُونَ التِبَاسٍ بنظيراتِهَا الدَّمَوِيَّاتِ أيَّامَ ميدانِ اللؤلؤةِ في البحرين في أوَائِلِ شهرِ آذارَ عامَ 2011 (وبارْتِكَابِهَا بالعَمْدِ، فضلاً عنهُ، عَلى أيدي عناصرَ لاإنْسِيَّةٍ مَا دُونَ-بَهيمِيَّةٍ نظيرةٍ منْ أرْجَاسِ السُّعوديِّينَ والنَّهْيَانِيِّينَ)، منْ جهةٍ أولى، وأنْ تُذَكِّرَ تذكيرًا بَدْئِيًّا أيضًا بمثيلاتِهَا الأكثرِ دَمَويَّةً أيَّامَ ساحةِ رابعةَ العدويةِ في مصرَ في أوَاسِطِ شهرِ تمُّوزَ عامَ 2013 (وباقْتِرَافِهَا بالقَصْدِ، عِلاوَةً عليهِ، على أيدي عناصرَ لاإنْسِيَّةٍ مَا دُونَ-بَهيمِيَّةٍ مثيلةٍ من أنْجَاسِ السِّيسِيِّينَ)، من جهةٍ أخرى.

وإذا كانتِ الحُجَّةُ المُثْلَى عندَ أولئك المتحدِّثِينَ الجَادِّينَ كذاك، في أغلبِ الظَّنِّ طَوْرًا، أنَّ الحَرَاكَ الشَّعْبِيَّ السِّلْمِيَّ في السُّودانِ ينفردُ انفرادًا بحُضُورِ دَوْرٍ طليعيٍّ ملحوظٍ تلعبُهُ قيادةُ، أو قياداتُ، ذلك الحزبِ السِّيَاسِيِّ اليَسَارِيِّ (الفِعْلِيِّ) المَوْسُومِ منذُ نشأتِهِ عامَ 1946 بـ«الحزبِ الشيوعيِّ السُّودانيِّ»، عَلى اعتبارِهِ إذْ ذاكَ بمَعِيَّةِ «الحزبِ الشيوعيِّ العراقيِّ» حتَّى ذلك العامِ المشؤومِ، عامِ الانْحِسَارِ الأيديولوجيِّ المَزْؤُومِ، عامَ 1971، عَلى اعتبارِهِ إذْ ذاكَ أكبرَ حزبٍ ماركسيٍّ في العَالَمِ العربيِّ بأسْرِهِ – رَغْمَ كافَّةِ المَحْدُودِيَّاتِ المَادِّيَّةِ والمَعْنَوِيَّةِ لَدَى نُشُوءِ «طبقةٍ عاملةٍ» سُودانيَّةٍ كانتْ قدِ اقترنتْ بِهذا الحزبِ الماركسيِّ في أعقابِ تَمَرْكُزِ الاستعمارِ الإنكليزيِّ واتِّكَائِهِ بالبَسَاطِيرِ على الرِّقَابِ منْ أنْذالِ الجيشِ المصريِّ بالذاتِ، فإنَّ ذلك الاِنقلابَ المدرُوسَ الشَّهِيرَ الذي قامَ بِهِ (في ذلك العامِ) بعضٌ من الأعضاءِ القادةِ والأعضاءِ غَيْرِ القادةِ منْ تلك القيادةِ، أو منْ تلك القياداتِ، عَلى العسكريِّ «اليَسَارِيِّ» اللاماركسيِّ جعفر النميري بعدَ استعانتِهِمْ بعسكريَّتِهِ «المَتِينَةِ»، حَسْبَ ظَنِّهِمْ إبَّانَئِذٍ (وهو، عَلى فكرةٍ، اِنقلابٌ مدرُوسٌ لمْ يتكلَّلْ بأكاليلِ النَّجَاحِ خَلا أيَّامٍ معدُوداتٍ (ثلاثةٍ أوْ يزيدُ) قبلَ قيامِ هذا العسكريِّ «اليَسَارِيِّ» اللاماركسيِّ، منْ طَرَفِهِ هو الآخَرُ، بانقلابِهِ المدرُوسِ «المُضَادِّ» الأكثرِ شُهْرَةً)، فإنَّهُ لا يختلفُ منْ حيثُ المبدأُ، ولا حتَّى منْ حيثُ المَنْهَى، عن أيٍّ منْ تلك الانقلابَاتِ السِّيَاسِيَّةِ، أو منْ حتَّى تلك الانقلابَاتِ العسكريَّةِ، التي قِيمَ بِهَا في أجْزَاءٍ مُتَفَرِّقَةٍ ومُخْتَلِفَةٍ منْ هذا العَالَمِ العربيِّ الحَزِينِ منذُ ذلك الحينِ: فَثَمَّةَ فارقٌ جَوْهَرِيٌّ جِدُّ كبيرٍ، والحَالُ هذهِ، بينَ عَيْنِ «الثورةِ السِّيَاسِيَّةِ»، دَعْكُمَا منْ ذِكْرِ «الثورةِ العسكريَّةِ» إنْ جَازَ استعمَالُ المُفْرَدَةِ الأولى في هذهِ القرينةِ، وبينَ عَيْنِ «الثورةِ الاِجْتمَاعِيَّةِ» التي نحنُ بصَدَدِ الكلامِ المُحَاوَلِ عَنْهَا الآنَ، في هذا المشهدِ الثوريِّ الشَّعْبِيِّ السُّودَانيِّ بالذاتِ، ذلك الفارقِ الجَوْهَرِيِّ الذي يتبدَّى لِنَاظِرِ البَدَاهةِ حَسْبَمَا كانَ يُسْتَنْبَطُ استنباطًا منْ خلالِ مبادئِ التنظيرِ الماركسيِّ عَيْنِهِ، وحَسْبَمَا كانَ يُسْتَقْرَأُ استقراءً كذاك منْ جَرَّاءِ مَنَاهِي التنظيرِ التروتسكِيِّ عَيْنِ عَيْنِهِ. ولٰكِنْ، ولٰكِنْ، وبالرَّغْمِ منْ كلِّ مَا بَانَ، هُنَا وهُنَاكَ، منْ إرْهَاصَاتِ المُتَوَارَثِ مِنْ ذلك العامِ المشؤومِ، عامِ الانْحِسَارِ الأيديولوجيِّ المَزْؤُومِ، وعلى الرَّغمِ منْ كلِّ تلك الأحَابيلِ والأبَاطيلِ التي باتَ عناصِرُ قادةٌ أو حتَّى غيرُ قادةٍ من «المجلسِ العسكريِّ الانتقاليٍّ» (أوْ، وِفَاقًا لتَسْمِيَتِهِ بالعُرْفِ والاصْطِلاحِ المُعَارِضَيْنِ، بـ«المجلسِ العسكريِّ الانقلابيٍّ»)، بَاتُوا ومَا بَرِحُوا، يَخْتَلِقُونَها اخْتِلاقَ أسْلافِهِمْ من الطُّغَاةِ العُتَاةِ المُصْطَنَعِينَ الذينَ «سَادُوا» وَ/أوْ بَادُوا، ويَجْتَرِحُونَهَا منْ ثَمَّ اجْتِرَاحَ مُعاصِرِيهِمْ منهُمْ، منْ أجْلِ إخْمَادِ لَهَبَانِ هذا الثَّوَرَانِ الشَّعْبِيِّ ومنْ أجْلِ القَضَاءِ عَليهِ كُلاًّ وكُلِّيَّةً بأسْرَعِ مَا يُمْكُنُ لّهُمْ زَمَانًا (وبالإيعاز «المَحَلِّيِّ» المَرْئِيٍّ وبالإشرافٍ الدُّوَلِيِّ اللامَرْئِيٍّ، كمَا أُشِيرَ إليهِمَا قبلَ قليلٍ)، إلاَّ أنَّهُ لا بُدَّ من القَوْلِ بالإشَادَةِ والاسْتِحْسَانِ، دُونَمَا الإغْرَاقِ في أيٍّ منهُمَا، ودُونَمَا الوُقُوعِ بالتَّالي في شَرَكِ «الحَمَاسِ فوقَ-الثوريِّ» المُتَحَدَّثِ عنهُ، هَا هُنَا، فيمَا لهُ مِسَاسٌ بالدَّوْرِ الذي كانَ، ولَمْ يَزَلْ، يقومُ بِهِ أعضاءٌ قياديُّونَ، أو غيرُ قياديِّينَ، من «الحزبِ الشيوعيِّ السُّودانيِّ» بالذاتِ في سَيْرُورَةِ الحَرَاكِ الشَّعْبِيِّ السِّلْمِيِّ في البلادِ، وفي اسْتِمْرَارِيَّةِ هذا الحَرَاكِ عَلى أكثرَ منْ صَعِيدٍ، ذلك الدَّوْرِ اللَّافتِ للانتبَاهِ الذي يَكادُ أنْ يتفرَّدَ بِهِ هكذا حزبٌ يَسَارِيٌّ ماركسيٌّ منْ بينِ كافَّةِ الأحزابِ اليَسَارِيَّةِ الماركسيَّةِ في العَالَمِ العربيِّ كافَّتِهَا، والذي يكادُ أنْ يَتَرَجَّحَ بالكِفَافِ تَرَجُّحًا حتَّى على النَّظِيرِ اليَسَارِيٌّ الماركسيِّ في تونسَ المَعْرُوفِ بـ«الاتحادِ العامِّ التونسيِّ للشغلِ»، -union- Générale Tunisienne du Travail (UGTT)، والضَّامِّ كذاك بمعيَّةِ النَّظِيرِ اليَسَارِيٌّ الماركسيِّ الآخَرِ المَدْعُوِّ بـ«حزب العُمَّالِ (الشيوعيِّ التونسيِّ)» وُجُودًا طُلاَّبِيًّا من الأهميَّةِ بمكَانٍ من صُلْبِ الاتحادِ المَعْنيِّ بـ«الاتحادِ العامِّ لطلبةِ تونسَ»، في حَدِّ ذاتِهِ. وبالأخْذِ بِلُبِّ الحُسْبَانِ هكذا دَوْرًا لافتًا للانتبَاهِ لهكذا حزبٍ يَسَارِيٍّ ماركسيٍّ منُ كلِّ جَانبٍ مُمْكِنٍ، وبالأخْذِ بِعَيْنِ الاِعْتِبَارِ، إضافةً إليهِ، مَا قدْ ترتَّبَ عَلى تلك الجَرَائِرِ النَّكْرَاءِ والمَجَازِرِ الشَّنْعَاءِ التي ارتكبتهَا المؤسَّسةُ العسكريَّةُ السُّودانيَّةُ (بالإيعازِ «المَحَلِّيِّ» المَرْئِيِّ وبالإشرافِ الدُّوَلِيِّ اللامَرْئِيِّ ذاتَيْهِمَا)، وبغَايَاتِها الجَلِيَّةِ قبلَ كلِّ شيءٍ في فَضِّ الحَرَاكِ الشَّعْبِيِّ السِّلْمِيِّ في غِرَارِهِ الاِعتصَامِيِّ ذاك باستخدامِ قوَّةِ الحَديدِ والنارِ، صَارَ واضِحًا للعِيَانِ أكثرَ منْ أيِّ وَقْتٍ مَضَى أنَّ كلَّ الأحزابِ اليَسَارِيَّةِ الماركسيَّةِ واللاماركسيَّةِ والـ«مَا بَيْنَ بَيْنَ»، وعَلى الأخصِّ تلك الأحزابَ التي كانتْ، ومَا فَتِئَتْ، تبتغي برغبتِهَا المَاسَّةِ ابتغاءً نوعَ التباحُثِ والتفاوُضِ الجَادَّيْنِ بُغْيَةَ التَّوَصُّلِ إلى أنواعِ التَّسْوِيَاتِ مَعَ هذهِ المؤسَّسةِ العسكريَّةِ عَيْنِهَا، إنَّمَا هي الآنَ في موقفٍ قراريٍّ ليسَ لَهَا فيهِ سِوَى أنْ تَنْخَرِطَ بالحَشْدِ انخراطًا في حُشُودِ المُعْتَصِمَاتِ السُّودانيَّاتِ والمُعْتَصِمِينَ السُّودانيِّينَ طُرًّا، وليسَ لَهَا فيهِ كذاك، في آخِرِ المَطافِ، سِوَى أنْ تَتَمَاهَى، عنْ سَبِيلِ «المَنَابِ الإنسَانيِّ الفَرْدِيِّ» لكُلٍّ منْ أعضائِهَا، بمَا سُمِّيَ في موضعٍ آخَرَ بـ«المَنَابِ الإنسَانيِّ الجَمْعِيِّ» Collective Human Agency، وخاصَّةً حينمَا يكونُ هذا المَنَابُ مُدَجَّجًا بقُوَّةِ الإرادَةِ الإنسَانيَّةِ الجَامِعَةِ – وللتذكيرِ، هَا هُنا، بمَا قِيلَ وَقْتَئِذٍ: حتىَّ أفراخُ الطَّيرِ تستطيعُ أنْ تُحَلِّقَ في السَّمَاءِ أعْلى مِمَّا تستطيعُ (أنْ «تُحَلِّقَ» عَلى الأرضِ) بقُوَّةِ الإرادَةِ في حَدِّ ذاتِهَا، لا بقُوَّةِ الجَنَاحَيْنِ، كَمَا كَانَ الحُكَمَاءُ القُدَامَى يقولونَ وقدْ كانوا عَلى يَقِينٍ مُطْلَقٍ من هذا القَوْلِ، وأوَّلُهُمْ كُونْفُوشْيُوسْ.

غَيْرَ أنَّ الفارقَ «الموضُوعيَّ» الوحيدَ الذي يبدو أنَّهُ قدْ غَابَ غِيَابًا كُلِّيًّا عنْ أذْهَانِ الكثيرِ من المُحَلِّلِينَ السِّيَاسِيِّينَ والكَتَبَةِ الصِّحَافِيِّينَ (بمنْ فيهِمْ كذاك أولئك «الماركسيِّونَ» المَعْنِيُّونَ، عَلى الأقلِّ حتَّى لحظةِ نَقْرِ مِفْتاحِ هذهِ «النُّونِ» الأخيرةِ)، إنَّمَا يَتَكَمَّنُ في الفارقِ الجَوْهَرِيِّ بينَ التَّسْيِيبِ «النَّاسِخِ» للسِّلاحِ الآلِيِّ والعَتَادِيِّ وبينَ التَّسْيِيبِ «المَنْسُوخِ» للإسْلامِ المَالِيِّ والجِهَادِيِّ. إنَّ غَبَاءَ الطَّاغِيَتَيْنِ العسكريَّيْنِ المُصْطَنَعَيْنَ المَعْنِيَّيْنِ في زَمَنٍ مِثْلَ هذا الزَّمَانِ، عبد الفتاحِ البرهانِ وسَاعِدهِ اليَمِينِيِّ محمد الـ«حمدانِ» الـ«دقليِّ» ذي اللقبِ العَامِّيِّ الغَنِيِّ عنِ الذِّكْرِ «حميدتي» (أيْ دَاجِرِ أرْدَأِ التُّمُورِ وتاجِرِ البُعْرَانِ، تحديدًا)، إنَّهُ لَغَبَاءٌ لا يَطْفِرُ هكذا، دُونَمَا سَابِقِ إيمَاءَةٍ، طَفْرًا فُجَائِيًّا، أو بالحَرِيِّ «طُفْرَانًا اِفْتِجَائِيًّا» Abrupt Mutation، عنْ ذلك الغَبَاءِ القَهْرِيِّ التَّكْرَارِيِّ الذي يتحلَّى بِهِ الآخَرُونَ من الطُّغَاةِ العُتَاةِ المُصْطَنَعِينَ، بُغَاةِ التَّهَدُّمِ لا التَّقَدُّمِ، حتَّى يَلْجَآ طَافِرَيْنِ إلى تلك الأحَابيلِ والأبَاطِيلِ الدَّنِيَّةِ والدَّنِيئَةِ كَيْمَا يُوقِعَا إيقاعًا مُتَعَمَّدًا أشتاتَ الأُبَاةِ العُصَاةِ المَدَنِيِّينَ في شَرَكِ الاجترارِ إلى أوْكارِ العِصْيَانِ المُسَلَّحِ، في المُقَابِلِ: فالتَّسْيِيبُ «النَّاسِخُ» للسِّلاحِ الآلِيِّ والعَتَادِيِّ في البُيُوتِ والمَيَادِينِ، كَمَا يكونُ المَآلُ هذا اليومَ في المَشْهَدِ الثوريِّ الشَّعْبِيِّ السُّودانِيِّ، شَيْءٌ، والتَّسْيِيبُ «المَنْسُوخُ» للإسْلامِ المَالِيِّ والجِهَادِيِّ من السُّجُونِ والزَّنَازِينِ، كَمَا كانَ الآلُ بالأمسِ في المَشْهَدِ الثوريِّ الشَّعْبِيِّ السُّورِيِّ، شَيْءٌ آخَرُ.

[انتهى القسم الحادي عشر من هذا المقال ويليه القسم الثاني عشر]

*** *** ***

لندن، 11 حزيران 2019








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سلمت لنا وسلم يراعك يا غياثنا الفذ على القسم 11..
آصال أبسال ( 2019 / 6 / 14 - 18:48 )
سلمت لنا وسلم يراعك يا غياثنا الفذ على القسم الحادي عشر.. !!
مقال غاية في الروعة أيضا وفي منتهى العمق في التحليل السياسي النفسي والأسلوب الأدبي المتألق والمتميز كعهدنا بك.. وتأكيدا على إشارتك إلى جرائم المجلس العسكري السوداني الفظيعة.. أقرّ المجلس أمس بأنه هو الذي أمر بفض الاعتصام في الخرطوم في 3 حزيران.. ولكن أضاف بأن “بعض الأخطاء والانحرافات حدثت وتم توقيف عدد من الضباط والجنود”.. وبأن “هناك أكثر من محاولة انقلاب تم التخطيط لها في الفترة السابقة ضد المجلس وتم إحباطها”وهذا كله يذكّر باعترافات وكذبات النظام السعودي المستبد بعد جريمة قتله للصحفي جمال الخاشقجي/..
وللتمويه أكثر قامت السلطات السودانية بإغلاق خدمة الإنترنت منذ أسبوع عقب فض الاعتصام لأنها “تهدد الأمن القومي” كما تدعي بكذباتها المسترة.. وتطالب الآن قوى الحرية والتغيير وتحالفات مدنية غيرها بعودة خدمة الإنترنت كشرط من شروط للعودة للتفاوض مع المجلس الذي أوقف عقب فض الاعتصام.. وأشار المجلس أيضا إلى رفضه لاقتراح رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد بنقل المفاوضات بين المجلس والمعارضة بشأن المرحلة الانتقالية إلى العاصمة أديس أبابا..


2 - سلمت لنا وسلم يراعك يا غياثنا الفذ على القسم 11-2
آصال أبسال ( 2019 / 6 / 14 - 21:26 )
/تابع/..
غياثنا العزيز.. وتأكيدا على ما قلته عن الإشراف اللامرئي بتعبيرك.. /وبإشرافٍ لامَرْئِيٍّ كذاك منْ أسيادِ هؤلاءِ الطُّغَاةِ الفُسَلاءِ الفِسَالِ منْ ذاك الغربِ الإمبرياليِّ الرُّوسِيِّ والأمريكيِّ والفرنسيِّ والإنكليزيِّ الأشَدِّ فُسُولَةً والأشَدِّ فَسَالَةً/.. عجبتني هذه كتير.. نشرت في The Guardian وثائق تكشف أن روسيا حثت الجيش السوداني على قمع الاحتجاجات لتشويهها باعتبارها ضد الإسلام ومع إسرائيل.. وهذا من مخططات روسيا في تحويل إفريقيا لمركز تأثير روسي في عدة دول إقريقية /أكثر من 13 دولة/.. من خلال إقامة علاقات مع حكامها المستبدين /مثل صفقات الأسلحة/ وتحضير جيل عملاء سريين جدد /مثل محاولة إنقاذ البشير ودعم حفتر/.. فالهدف الرئيسي هو تقوية الوجود الروسي في القارة ودفع أمريكا وبقايا لاستعمار السابق البريطاني والفرنسي للخروج منها.. وروسيا تهتم بالقارة منذ عام 2000 لكن العقوبات التي فرضت عليها /بسبب ضم شبه جزيرة القرم/ دفعتها للبحث عن فرص جيوسياسية جديدة.. فروسيا طلبت من الجيش السوداني قمع الاعتصام وبأقل خسائر ممكنة لأنها ترغب بشدة في استغلال النزاع الحدودي في جزر القمر ..


3 - الأخ غياث المرزوق: مقال جيسون بيرك يؤكد كلامك!؟
وداد الصفدي ( 2019 / 6 / 15 - 05:46 )
الأخ الكريم غياث المرزوق: مقتطفات من آخر مقال للصحفي البريطاني جيسون بيرك عن استئناف الاحتجاجات في السودان يؤكد كلامك بأن قرار العصيان المدني هو قرار الشعب وليس قرار قوى إعلان الحرية والتغيير الذي أعلن عن إيقافه لكن الشعب ما كان يريد ذلك:
Hundreds of people have turned out in Khartoum for the first demonstrations since security forces attacked a protest camp in the Sudanese capital last week.
The latest protests came after Sudan’s military rulers admitted that security forces had committed abuses during the attack on the camp. They appear to have been spontaneous as frustration grows after opposition leaders called off a general strike intended to force the generals to agree a transition to civilian rule.
Ahmad Mahmoud, who took part in the earlier Khartoum protests, said he had wanted the civil disobedience campaign to continue until the military leaders gave up power. “People went on strike based on that understanding and then the [opposition leaders] abruptly changed their mind


4 - الأخ غياث المرزوق: مقال جيسون بيرك يؤكد كلامك-2
وداد الصفدي ( 2019 / 6 / 15 - 06:14 )
تابع المقتطف:
In Omdurman, hundreds of people protested on Thursday night chanting slogans demanding a civilian government and pledging “a revolution forever”.
“We will continue taking to the streets until we get a civilian government,” Huda El-Fatih, a member of the neighbourhood committee in Wad-Nubawi said.
A protester in Shamabat Bahri in the north of Khartoum who refused to give her name for fear of reprisals, said she had been furious after listening to the “lies of the TMC”.
“We chanted for a civilian government, and we went to the houses of the martyrs and greeted their families, but we couldn’t make it to the main road because the police was standing there,” she said.
With the internet cut off since the crackdown, the protests have been organised by word of mouth and SMS messages. “I shouted to my neighbours telling them about the time of the protest, and in some cases people knocked on each other’s doors and called on them to come out,” another protester said.


5 - الأخ غياث المرزوق: مقال جيسون بيرك يؤكد كلامك-3
وداد الصفدي ( 2019 / 6 / 15 - 06:28 )
الأخ غياث المرزوق: مقال جيسون بيرك يؤكد كلامك-3
تابع المقتطف:
There were also protests in the eastern city of Port Sudan.Hafiz Ismail, an analyst with Justice Africa Sudan said the “demands of the street were clear”, but there has been no reaction to the protests from the Forces for the Declaration of Freedom and Change, a coalition of political groups that has represented the protesters in recent months.
A TMC spokesman earlier said an investigation had been launched into the attack on the protest camp earlier this week and that several military officers had been arrested over the “violations”.
كل المحبة ودمت بخير
وداد الصفدي - فلسطين


6 - عزيزي الكاتب المحترم غياث المرزوق خالص التحية
سليم نبهان ( 2019 / 6 / 15 - 15:57 )
عزيزي الكاتب المحترم غياث المرزوق خالص التحية والتقدير .
في كل مرة أقرأ مقالا جديدا خطه قلمك الحر تعجز كلماتي عن التعبير عن روعته وعمقه فلا يسعني في هذه الزاوية إلا أن أقول نفس الذي قلته عن الجزء الماضي.
مقال رائع بكل معنى الكلمة في العمق بالتحليل السياسي النفسي والأسلوب الأدبي المتميز.
مقال يحتاج إلى قراءة متأنية ومتعمقة أكثر من مرة حتى يدخل في الذهن ويتبين من روعته وعمقه.
شكراً لك ولكلّ الأقلام الحرة وفي مقدمتها قلمك الحر الذي يدافع بلا هوادةٍ أو كللٍ عن كرامة و كبرياء الانسان العربي.
شكراً لقلمك الحر والمقدام الذي لا يهادن ولا يتوانى بأي شكل في فضح شرور الطغيان ورذيلة الطغاة المعتوهين.
نعم إنه قرار الشعوب في التغيير الثوري وليس قرار أي قيادة ثورية تحاول أن تمتطي الشعوب.
المجد كل المجد للأقلام الحرة والمقدامة والشجاعة حينَ تصطفُّ هكذا مع الشعوب ضدّ الطغاة.
والعار لكل المنافقين والانهزاميين والانتهازيين الذين اصطفوا مع الطغاة فسحقاً لهم ولطغاتهم.
خالص الود والتقدير والاحترام لك وللأخوات المساهمات في هذا الحوار المنور
سليم نبهان – السويد


7 - تحية شكر وتقدير خاصة للأخ غياث المرزوق على مقاله..
ثائر المقدسي ( 2019 / 6 / 16 - 15:21 )
تحية شكر وتقدير خاصة للأخ غياث المرزوق على مقاله الجديد القسم (11)...
وتحية شكر خاصة أيضا للأختين آصال ووداد على ذكرهما لآخر المستجدات في السودان... وبالمناسبة أشار الأخ يحيى مصطفى كامل في مقاله «السودان: كلاكيت ثاني مرة!» إلى أهمية تعلم الثورة السودانية من محن أخواتها السابقات خاصة مصر، كما كنت تشدد عليه في الأقسام الأخيرة من مقالك... وبكلام الأخ يحيى ... [لقد تعلم ثوار السودان من هزائم وانتكاسات جيرانهم، خاصةً مصر الأقرب لاعتباراتٍ عديدة، ربما ارتكبوا أخطاءً في التحليل وربما اندحروا نتيجة هذه الأخطاء في النهاية، إلا أن مصير مصر لم يردعهم ولم يفقدهم الإيمان بحتمية الثورة وقيمتها، كمخرجٍ وحيد وتعلموا عدم تصديق الضباط؛ الأهم من ذلك فقد طورا أدواتهم أو نقبوا في كتاب الثورة وأسفارها عن أسلحةٍ يستطيعون اللجوء إليها، وخرجوا بالإضراب والعصيان المدني]...
وقلت للإفادة... الاسم العامي «دقلو» مشتق بطريقة ما من كلمة «الدقل» بالعربية التي تعني أردأ أنواع التمور، وعبارة «داجر الدقل» تعني من يسكر على أردأ أنواع التمور ... وقد أشار إلى ذلك الأخ غياث المرزوق في نهاية مقاله الأخير القسم (11)... !!!


8 - بورك الأخ غياث المرزوق على المقال الجديد ق 11
منتهى النواسي ( 2019 / 6 / 17 - 19:00 )
بورك الأخ غياث المرزوق على المقال الجديد ق 11 كسابقه قمة في الرقي في التعبير السياسي الأدبي ؛ وتعمقه النفسي في أغوار المستور وتعريته للنفسيات المريضة للحكام المستبدين العرب ورذائلهم ومؤامراتهم مع أسيادهم الأجانب على الشعوب العربية على قمع الثورات في السودان والجزائر بهيدا الزمان المعقد لأبعد الحدود ؛
على فكرة حسب آخر تقرير عن الحوثيين اليوم يثبت إشارتك إلى تدخل إيران القادم من قولك بالإشراف اللامرئي (والحَبْلُ الصِّينِيُّ والإيرانيُّ عَلى الجَرَّارِ، كذلك) ؛ ورد في التقرير أن الحوثيين هددوا بضرب السودان ومصر بالصواريخ والطائرات المسيرة إذا لم تنسحب قواتن من التحالف العربي وقالوا “بأن أي سفينة نفطية في البحر الأحمر ستكون هدفاً مشروعا لهم، في حال عدم الانسحاب“ ؛ وأكدوا أن “استهداف مضخات النفط السعودية قرار يمني كبداية” ؛ وعن علاقة الحوثيين بإيران قالوا متذرعين بالكذبات ياللي يتذرع بها كل واحد: “إيران دولة إسلامية شقيقة ساندتنا في التصدي للعدوان، ومن حقها علينا مساندتها في التصدي لأمريكا واسرائيل وأذيالها من العرب” ؛
بورك الأخ غياث المحترم ويسلم لنا دائما في هيدا المنبر الحر !!!


9 - تحية شكر وتقدير خاصة أيضا للأخت الكريمة منتهى
ثائر المقدسي ( 2019 / 6 / 17 - 20:05 )
تحية شكر وتقدير خاصة أيضا للأخت الكريمة منتهى النواسي على ذكر آخر المستجدات في اليمن... بالفعل إشارة الأخ غياث المرزوق منذ حوالي أسبوع إلى التدخل اللامرئي في المستقبل من قبل إيران عن طريق أذنابهم الحوثيين في اليمن أتت في محلها من مقاله الأخير... قرأت هذا التقرير الأحدث عن الحوثيين (مصدر مأرب) في أكثر من مكان عندما كنت أبحث عن خبر وفاة رئيس مصر السابق محمد مرسي في المحكمة... حتى تنكشف أكثر كل أكاذيب عبد الفتاح السيسي ويتبهدل أمام العالم أكثر... !!!


10 - بوركت أخ ثائر وبالفعل الطاغية السيسي ح يتبهدل أكثر
منتهى النواسي ( 2019 / 6 / 18 - 12:51 )
بوركت أخ ثائر وبالفعل الطاغية المصنوع السيسي ح يتبهدل أكثر على أثر وفاة الرئيس المسجون محمد مرسي رحمه الله ؛ هناك غضب في عدة بلدان عربية كتونس التي تعتبر الوفاة وصمة عار في تاريخ نظام السيسي الهمجي ؛ ودعا بعضهم إلى التحقيق في الوفاة متهمين نظام السيسي باغتيال مرسي بسبب منع المداواة عنه ؛ وأشاد حزب الحراك بالشهيد كأول رئيس منتخب ديموقراطيا في تاريخ مصر قتلته فئة باغية حركتها إرادات خارجية ومصالح داخلية ؛ رحل العفيف الشريف مرسي وبقي المجرم الخائن السيسي كوصمة عار في جبين مصر الى أن يهب شعبها ثانية ويستعيد كرامته المهدورة وحريته المغدورة ؛ أيضا حزب التيار الديمقراطي تحت هاشتاغ “لا للمحاكمات الظالمة” كتب (موت مرسي في سجون الانقلابي السيسي بتهمة التخابر مع حماس المضحكة هو وصمة عار أخرى في تاريخ الدكتاتور. رحم الله الرجل والاختلاف السياسي معه ومع الإخوان لا يفسد للمبدأ وللإنسانية قضية) ؛ قد نختلف مع مرسي في عدد من سياساته لكنه تعرض إلى انقلاب فاضح وإلى ظلم حقوقي كالعديد من المعارضين في مصر تحت حكم الاستبداد الحالي ؛ حتى أن منصف المرزوقي بكى على الهواء أثناء كلامه الشجي عن الشهيد !!!


11 - منتهى النواسي
جرجس شحادته ( 2019 / 6 / 18 - 14:01 )
أنتم الإنسانية الحقيقية بأروع صورها
تحياتي .


12 - أتقدم بتحيات الشكر والتقدير للأخ غياث المرزوق
أحلام خالد ( 2019 / 6 / 18 - 21:16 )
أتقدم بتحيات الشكر والتقدير والإعجاب للأخ غياث المرزوق
أقسام المقال 9 و 10 و11 بتزداد في العمق والتحليل النفسي السياسي أكتر لحكامنا المجانين أقسام غاية في الإبداع والتنوير وكمان كالعهد بأسلوب غاية في الروعة والجمال فيه روح أدبية نفسية فائقة بتهز المشاعر الإنسانية لأقصى ما يمكن وبرضه فكل مناسبة أتقدم بتحيات الشكر والتقدير والإعجاب للأخ غياث المرزوق وكمان بتحيات الشكر والتقدير لجميع الأخوات والإخوة على تعليقاتن المفيدة – ربنا يخليك ويحميك ي غياث وما يحرمناش من كتاباتك المبدعه والجميلة يا أعز الناس.


13 - Again this is fabulous Ghiath!
Sarah Williams ( 2019 / 6 / 20 - 20:33 )
Again this is fabulous Ghiath!
I’m still following your in-depth analysis from the psycho-political perspective
I’ve read so many later essays by professional journalists from the West
Most of them seem to echo your emphasis on what you call Collective Human Agency and the collective will of the masses and the secondary role of leadership
especially in the cases of popular uprisings in Sudan, Algeria and Hong Kong
Well done again
Big HELLO from Katherine and John
Keep it up
Sarah


14 - الأخ غياث المرزوق: عن آخر تقرير في Financial Times
وداد الصفدي ( 2019 / 6 / 21 - 14:56 )
بإشارتك إلى حميدتي تاجر البعران ورد في تقرير توم ويلسون عنوانه Sudan paramilitary leader Hemedti closes in on power أن هذا الابتدائي التعليم هو القائد الفعلي للسودان رغم أنه نائب رئيس المجلس العسكري. يظهر بانتظام على الشاشة بلقاءاته مع المسؤولين الأجانب وهناك خوف من أن سعيه وراء السلطة قد يؤدي لانقسام كارثي داخل المجلس. وهدعي أنه رفض أمر البشير اليائس بقمع التظاهر بالقوة لكن هذا لا ينطلي على أحد حين أمر بفض الاعتصام وقتل العشرات وجرح المئات وهناك حوادث اغتصاب. ورغم هذا يتظاهر حميدتي بأنه لا يطمح للوصول إلى السلطة وأنه يقوم بدوره جيدا كقائد عسكري لا سياسي وأنه ليس الرجل الأقوى في الخرطوم (ربما كان في دارفور). وفي عام 2013 تفاوض حميدتي على نشر عناصره في اليمن للقتال مع التحالف السعودي الإماراتي وأقام علاقات (ودية) مع المحمدين مما ساهم في تلميع صورته. وعناصر الجنجويد هي المسؤولة عن الفتك بقرى دارفور ونهب البيوت وحرقها وقتل واغتصاب سكانها و(اغتنت) من هذه الجرائم. وهناك دلائل بأن قرارات التظاهر والاعتصام والعصيان هي قرارات الشعب وليس أي جهة تحاول امتطاءها.
كل المحبة
وداد الصفدي - فلسطين


15 - بورك الأخ غياث على تحذيره من ثنائية الاستفراد
منتهى النواسي ( 2019 / 6 / 26 - 11:45 )
بورك الأخ غياث المرزوق على تحذيره من ثنائية الاستفراد بالتفاوض دون بقية أطراف الشعب السوداني ؛ جاء الآن عن حزب المؤتمر الشعبي أنه يرفض أي اتفاق بين المجلس العسكري الانتقالي و”قوى إعلان الحرية والتغيير”، باعتباره “اتفاق ثنائي” يُقصى قوى سياسية أخرى لها دور في الثورة والتغيير ؛ وقال الأمين العام للحزب ادريس سليمان ان “إقصاء القوى السياسية الأخرى هو بمثابة ردة عن ثورة جاءت لبسط الحريات” ؛ فالاحتجاجات الشعبية بدأت من الشعب قبل كل شيء تنديدًا بتردي الأوضاع الاقتصادية ؛ وكشف سليمان عن إجراء الحزب (كان يتزعمه الراحل حسن الترابي بعد انشقاقه عن حزب البشير، المؤتمر الوطني) اتصالات مع المجلس العسكري وقوى التغيير، بغرض الخروج من الأزمة السياسية الراهنة، عبر توافق كل القوى السياسية على الفترة الانتقالية، وصولًا إلى إجراء انتخابات في نهايتها ؛ خاصة بعد انهيار المفاوضات بين المجلس العسكري وقوى التغيير، الشهر الماضي، ويتبادل الطرفان اتهامات بالرغبة في الهيمنة على أجهزة السلطة المقترحة خلال الفترة الانتقالية ؛ رغم أننا قد نختلف كثيرا مع سياسات سليمان لكن رفضه لهذا الاستفراد الثنائي جاء في محله!!!


16 - بورك الأخ غياث على تحذيره من ثنائية الاستفراد
منتهى النواسي ( 2019 / 6 / 26 - 11:46 )
بورك الأخ غياث المرزوق على تحذيره من ثنائية الاستفراد بالتفاوض دون بقية أطراف الشعب السوداني ؛ جاء الآن عن حزب المؤتمر الشعبي أنه يرفض أي اتفاق بين المجلس العسكري الانتقالي و”قوى إعلان الحرية والتغيير”، باعتباره “اتفاق ثنائي” يُقصى قوى سياسية أخرى لها دور في الثورة والتغيير ؛ وقال الأمين العام للحزب ادريس سليمان ان “إقصاء القوى السياسية الأخرى هو بمثابة ردة عن ثورة جاءت لبسط الحريات” ؛ فالاحتجاجات الشعبية بدأت من الشعب قبل كل شيء تنديدًا بتردي الأوضاع الاقتصادية ؛ وكشف سليمان عن إجراء الحزب (كان يتزعمه الراحل حسن الترابي بعد انشقاقه عن حزب البشير، المؤتمر الوطني) اتصالات مع المجلس العسكري وقوى التغيير، بغرض الخروج من الأزمة السياسية الراهنة، عبر توافق كل القوى السياسية على الفترة الانتقالية، وصولًا إلى إجراء انتخابات في نهايتها ؛ خاصة بعد انهيار المفاوضات بين المجلس العسكري وقوى التغيير، الشهر الماضي، ويتبادل الطرفان اتهامات بالرغبة في الهيمنة على أجهزة السلطة المقترحة خلال الفترة الانتقالية ؛ رغم أننا قد نختلف كثيرا مع سياسات سليمان لكن رفضه لهذا الاستفراد الثنائي جاء في محله!!!


17 - بورك الأخ غياث على تحذيره من ثنائية الاستفراد
منتهى النواسي ( 2019 / 6 / 26 - 11:46 )
بورك الأخ غياث المرزوق على تحذيره من ثنائية الاستفراد بالتفاوض دون بقية أطراف الشعب السوداني ؛ جاء الآن عن حزب المؤتمر الشعبي أنه يرفض أي اتفاق بين المجلس العسكري الانتقالي و”قوى إعلان الحرية والتغيير”، باعتباره “اتفاق ثنائي” يُقصى قوى سياسية أخرى لها دور في الثورة والتغيير ؛ وقال الأمين العام للحزب ادريس سليمان ان “إقصاء القوى السياسية الأخرى هو بمثابة ردة عن ثورة جاءت لبسط الحريات” ؛ فالاحتجاجات الشعبية بدأت من الشعب قبل كل شيء تنديدًا بتردي الأوضاع الاقتصادية ؛ وكشف سليمان عن إجراء الحزب (كان يتزعمه الراحل حسن الترابي بعد انشقاقه عن حزب البشير، المؤتمر الوطني) اتصالات مع المجلس العسكري وقوى التغيير، بغرض الخروج من الأزمة السياسية الراهنة، عبر توافق كل القوى السياسية على الفترة الانتقالية، وصولًا إلى إجراء انتخابات في نهايتها ؛ خاصة بعد انهيار المفاوضات بين المجلس العسكري وقوى التغيير، الشهر الماضي، ويتبادل الطرفان اتهامات بالرغبة في الهيمنة على أجهزة السلطة المقترحة خلال الفترة الانتقالية ؛ رغم أننا قد نختلف كثيرا مع سياسات سليمان لكن رفضه لهذا الاستفراد الثنائي جاء في محله!!!


18 - بورك الأخ غياث على تحذيره من ثنائية الاستفراد
منتهى النواسي ( 2019 / 6 / 26 - 11:47 )
بورك الأخ غياث المرزوق على تحذيره من ثنائية الاستفراد بالتفاوض دون بقية أطراف الشعب السوداني ؛ جاء الآن عن حزب المؤتمر الشعبي أنه يرفض أي اتفاق بين المجلس العسكري الانتقالي و”قوى إعلان الحرية والتغيير”، باعتباره “اتفاق ثنائي” يُقصى قوى سياسية أخرى لها دور في الثورة والتغيير ؛ وقال الأمين العام للحزب ادريس سليمان ان “إقصاء القوى السياسية الأخرى هو بمثابة ردة عن ثورة جاءت لبسط الحريات” ؛ فالاحتجاجات الشعبية بدأت من الشعب قبل كل شيء تنديدًا بتردي الأوضاع الاقتصادية ؛ وكشف سليمان عن إجراء الحزب (كان يتزعمه الراحل حسن الترابي بعد انشقاقه عن حزب البشير، المؤتمر الوطني) اتصالات مع المجلس العسكري وقوى التغيير، بغرض الخروج من الأزمة السياسية الراهنة، عبر توافق كل القوى السياسية على الفترة الانتقالية، وصولًا إلى إجراء انتخابات في نهايتها ؛ خاصة بعد انهيار المفاوضات بين المجلس العسكري وقوى التغيير، الشهر الماضي، ويتبادل الطرفان اتهامات بالرغبة في الهيمنة على أجهزة السلطة المقترحة خلال الفترة الانتقالية ؛ رغم أننا قد نختلف كثيرا مع سياسات سليمان لكن رفضه لهذا الاستفراد الثنائي جاء في محله!!!

اخر الافلام

.. أكلات عيد الأضحى مع الشيف عمر.. لحوم بنكهة مميزة ????


.. إسرائيل من أوحال غزة إلى أوحال لبنان.. دُر! | #التاسعة




.. دعما لغزة.. المعركة بين أنصار الله وأمريكا وصفت بـ-الأكثر كث


.. على كرسيه المتحرك.. جريج من غزة يؤدي تكبيرات العيد بمشاركة م




.. شاب جزائري: -تعرضت للتنمر وكنت أشعر بالنقص وأنا اليوم لاعب ق