الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجغرافيا السياسية في العراق متاهة رعب ..وتشاؤم

فخر الدين فياض
كاتب وصحفي سوري

(Fayad Fakheraldeen)

2006 / 5 / 6
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


من الصعب على الباحث اليوم أن يقدم قراءة سياسية للأحداث ولتوجهات القوى المؤثرة في المشهد العراقي ..
فالبلاد تبدو وكأنها على كف عفريت والمستقبل القريب يمتلىء غموضاً وتوحشاً ، بحيث أضحى من المستحيل فهم المعادلات السياسية وتوازنات القوى المحلية والإقليمية والدولية .. والأهداف التي تختفي وراء ممارساتها السياسية والعسكرية .
فطبول الحرب الأهلية تملأ الفضاء العراقي ضجيجاً وصخباً .. وتنبىء بتحولات مرعبة وحرب لا تبقي ولا تذر .. إنها حرب النخيل ضد النخيل .. وحرب الرافدين ضد الرافدين .. وحرب الأزقة والشوارع المنقسمة ضد الوطن !!
الحكومة العراقية ما زالت في علم الغيب .. والذي يتوقع من المالكي أكثر مما توقعه من الجعفري فهو متفائل بسذاجة وعلى وهم كبير ، لأن المكتوب يقرأ من عنوانه ويكفي هذه المحاصصة الطائفية لتوزيع الأدوار لتنبؤنا بالقادم ولتوضح لنا المستقبل الحكومي الذي ينتظر أبناء هذا البلد في ظل انفلات الميليشيا المذهبية من جهة ، واحتكام الناس إلى المرجعيات الدينية في خياراتها السياسية .. فضلاً عن الوصاية الإيرانية ومصالحها (المقدسة!!) في العراق تبعاً لتوجهات التشكيلة الحكومية المرتقبة .
الاحتلال الأمريكي يبدو بين نقيضين ، إما أن يبادر إلى جمع معداته وجنوده للخروج من الشوارع المدنية نحو قواعد عسكرية نائية عن المناطق الآهلة ، أو أنه سيعاود احتلال العراق من جديد ..ومن أقصاه إلى أقصاه لوضع حد لطموحات إيران وأطماعها في العراق !!
التدخل الإيراني الذي امتد بهدوء وتنظيم عاليين إلى القلب العراقي تحول إلى احتلال علني ووصاية وقحة على الحكومة والبرلمان والشرطة والجيش ..وحتى على المؤسسات المدنية العراقية .. دون رادع أو رقيب .
الإيرانيون انسلوا نحو العراق مثل أفعى عبرت تحت القش .. قش الاحتلال والفوضى والانقسام المذهبي !!
وهم اليوم على استعداد لجعل العراق جحيماً يأكل الملايين من أبنائه في سبيل تمرير مشروعهم النووي وحماية أنفسهم من خطر ضربة عسكرية أميركية أو إسرائيلية لأراضيهم .
إنها الجغرافية السياسية اليوم للمشهد العراقي .. مع الأسف .
وضمن منعرجات هذه الجغرافيا وكهوفها المعتمة يجد الباحث نفسه أنه أمام متاهة سوداء أقل ما يمكن القول فيها أنها تدعو إلى التشاؤم والرهبة مما هو آت وكأنه وحش خرافي مغرم بالخراب .. والقتل .
وإن كان هذا شأن الباحث فالسؤال المر ما هو شأن المواطن العراقي الذي يبحث وسط (الأرض اليباب) عن لقمة عيشه وأمن صغاره في انتظار غد لا يعرف إن كانت ستشرق شمسه حقيقة .. أم ماذا ؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 200 يوم على حرب غزة.. ماذا جرى في «مفاوضات الهدنة»؟| #الظهير


.. مخاوف من اتساع الحرب.. تصاعد التوتر بين حزب الله وإسرائيل| #




.. في غضون أسبوع.. نتنياهو يخشى -أمر- الجنائية الدولية باعتقاله


.. هل تشعل فرنسا حربا نووية لمواجهة موسكو؟ | #الظهيرة




.. متحدث الخارجية القطرية لهآرتس: الاتفاق بحاجة لمزيد من التناز