الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كولمبيا - بطاقات الموت المجان لثوار السودان

سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي

2019 / 6 / 15
حقوق الانسان


شهد تاريخ السودان الماضي والمعاصر أسوء الجرائم ضد الإنسانية، والمجازر البشرية في السودان ترتكب دون حساب، الأمر الذي شجع المجرمين علي إعادة الكرة مرات عديدة وباستمرار، وما حدث في ساحة كولمبيا السودانية واحدة من أبشع حلقات الإبادة الجماعية وهي جريمة مدبرة من قبل جيوش المجلس العسكري، وجاء الإعتراف بجريمة كولمبيا والقيادة العامة علي لسان الكباشي الناطق باسم المجلس العسكري.


إتخذ الكباشي مبررات ساذجة لتضليل الرأي العام وصرفه عن لب الحقيقة وقوننة هجوم قواتهم علي كولمبيا وفض إعتصام الثوار في القيادة العامة، ومن ضمن مبررات الكباشي ملاحقة المجرمين المتهمين ببيع المخدرات وما إلي ذلك، ولكن رغم لا يمكن أبدا أن نصدق هذه الفرضية للعلم بخطط وأهداف المجلس العسكري الذي لا يريد إستقرار السودان بتسليم السلطة لنظام مدني ديمقراطي، تخطي العسكر خارطة كولمبيا المعروفة وذهبوا لفض الإعتصام بالقوة، وعليه وجب السؤال عن المنطق الذي يبرر فتح فوه البنادق علي المواطنيين دون فرز فقط بمجرد الإشتباه او التنبؤ بمحاذير تمارس في الخفاء من بعض المتفلتين العزل؟ ألا يمكن القبض علي المشتبه فيهم وتقديمهم للعدالة بالشكل القانوني المعمول به؟ وهل هناك قانون في العالم يسمح بقتل الناس هكذا وبمبررات لا يمكن أن يتم القبول بها مهما فعل الكباشي الناطق باسم المجلس العسكري؟ هل هؤلا لا يعلمون أن القتل خارج القانون جريمة يجب أن يحاسب كل من يقدم علي إرتكابها.


نستطيع أن نقول المجلس العسكري باقدامه علي فض إعتصام القيادة العامة بزرائع الإشتباه في ممارسات غير قانونية للمواطنيين داخل كولمبيا شوه صورته أكثر مما كانت مشوهة في العقل الجمعي للمجتمع السوداني، وثمن قتل الثوار هو رحيل المجلس العسكري وتقديم كل من شارك في تلك المجازر لمحاكمة عادلة، وشعب السودان ظل يردد شعاره الحقوقي المعروف "الدم قصاد الدم ما بنقبل الدية"، ولتحقيق ما يطلبه الشعب السوداني لا بد من تكوين لجنة تحقيق دولية تنزل علي الأرض وتعمل بجدية وحياد لتكشف ما حدث بالظبط وتقدم الجناة إلي العدالة.


ستظل حادثة فض الإعتصام الجماهيري وسمة عار علي جباه العساكر الذين وزعوا بطاقات الموت المجان علي المعتصمين السلميين سواء في كولمبيا او ساحة القيادة العامة او مناطق سودانية آخرى، وسيكتب التاريخ أن شعب السودان الثائر قد أبيد بسلاح الجيش الذي إحتمى به.


الحقيقة أن الثورة السودانية كشفت عدم مهنية وحياد المؤسسة العسكرية رغم وجود ضباط وضباط صف شرفاء وصادقين في إنحيازهم لشعبهم، فالعيب ليس في شرفاء الجيش إنما في بعض القادة العسكريين الذين يستغلون مواقعهم لضرب السودانيين وقتلهم حفاظا علي تلك المواقع، ولا يمكن تجنيب البلاد من التحكم العسكري علي الساحة السياسية إلا ببناء مؤسسة عسكرية مهنية ومحايدة تقوم بمهام حماية الشعب والدفاع عن السودان، فدولة المستقبل لا تقبل خلط الأوراق وهيمنة العسكر علي القرار السياسي، وتجربة السودانيين مع الحكم العسكري تجعلهم يتمسكون بضرورة تشكيل نظام مدني وديمقراطي إنتقالي يتولى مهام ترتيب دواليب العمل في السودان الجديد.


الرحمة لشهداء كولمبيا والقيادة العامة، وعاجل الشفاء للجرحى، والحرية للمعتقلين، والثورة مستمرة ومنتصرة.


سعد محمد عبدالله
14 يونيو - 2019م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جلسة مفتوحة في مجلس الأمن لمناقشة الوضع الإنساني في غزة وإيج


.. أحداث قيصري.. اعتقال المئات بتركيا وفرض إجراءات أمنية إثر اع




.. المغرب.. المجلس الأعلى لحقوق الإنسان يصدر تقريره لعام 2023


.. بعد أعمال العنف ضد اللاجئين السوريين في تركيا.. من ينزع فتيل




.. تركيا وسوريا.. شبح العنصرية يخيم وقطار التطبيع يسير