الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا صديقتي العزيزة... يا صديقي العزيز...

غسان صابور

2019 / 6 / 15
سيرة ذاتية


يـا صـديـقــتــي الـعـزيـزة... يـا صـديـقـي الـعــزيـز...
يا صديقي العزيز.. أو يا صديقتي العزيزة.. كلمة يستعملها غالب المشرقيين والعرب.. بمحادثاتهم ومراسلاتهم.. كما يستعمل الغربيون فقط كلمات سيداتي سادتي.. وبعد مراسلة أو مراسلتين تتحول ـ غالبا ـ إلى سيداتي سادتي العزيزين.. حتى بالمراسلات الرسمية التي نعلن فيها انتقادا أو ملاحظة سلبية...
هناك من يفتخر على الفيسبوك بأن لديه أكثر من مائة صديقة أو صديق.. أو حتى أكثر.. من محترفي "صداقة الفيسبوك" .. لا تربطهم أية علاقة.. أو ثقافة... فقط (بكبسة زر) على كلمة : أكــد Confirmer تتوارد كل صباح مساء على صفحتك الفيسبوكية.. يمكنك أن تحصد بها افتخار امتلاك مئات ومئات البشر اللذين لا تربطك بهم أية معرفة أو صلة حقيقية.. حتى ممن يحملون أسماء مستعارة.. أو صورا شخصية ليست صورهم على الإطلاق... بــشــر يعيشون وحدة عصورنا ووحدتنا الصعبة الأليمة.. باحثين مثلك عن "عــكــازة " يتكؤون عليها بتخيلات تخرجهم من هذه الوحدة الحقيقية التي أصبحت المرض البسيكولوجي الذي هيمن على البشرية كلها.. وتمزق العلاقات الشخصية والصداقات الحقيقية.. بعالمنا الذي هيمنت عليه وجودية قيمة ثروتك الشخصية.. وبراعتك بالاختلاق والدجل والربح المشروع.. أو غالبا اللامشروع.. حسب القيم الأخلاقية القديمة العتيقة!!!...
أنا لا أطالب هنا بالعودة للعصور الوسطى وعاداتها... أنا أحب اليوم وغدا.. وتطور العالم للأمام.. والتقنيات العلاجية والثقافية التي تطور سعادة الإنسان وحياته.. بشرط ألا تبعدنا نهائيا وألا تحولنا وتطورنا إلى روبوت Robot ميكانيكي بأزرار متعددة حسب العرض والطلب.. يستبدل البشر.. بأكبس على الرقم واحد.. أو إثنين.. أو ثلاثة.. تختارها من مجموعة أجوبة.. لا تفهم غالبها.. ولا علاقة لها بما تريد أن تختار... فقدان العلاقات الإنسانية الطبيعية العادية.. أو حتى المشاعر الإنسانية الطبيعية العادية.. والتي تدرب المؤسسات التجارية اليوم كوادرها على التخلص منها.. ومن لا يندمج بهذا التخلص من المشاعر الإنسانية.. تتخلص المؤسسة التجارية الحديثة.. مــنــه!!!...
ــ أنظروا إلى البشر بالمواصلات العامة.. بالشوارع.. بباحات المدارس والجامعات والكليات.. حتى بساعات الخروج من المكاتب والمؤسسات.. أو بدقائق قبل الوصول إليها.. وحتى بسياراتهم الخاصة.. رؤوسهم "مدحوشة" بهواتفهم المحمولة.. لا يرون الآخر.. حامل الهاتف المحمول.. آخر طراز.. قالوا لنا أن التلفون المحمول سوف يقرب البشر.. بالعكس بشر يتكلمون ساعات وساعات عن الطقس والشمس.. فقط.. ناسين مشاغل العالم.. أو يدهسون عابرا آخر على ممر المشاة.. يتكلم مع زوجته أو عشيقته التي غادرها من دقائق معدودة.. والآخرون يتابعون مشوارهم الغبي اليومي.. وكلامهم الغبي على هاتفهم المحمول...
عالمنا.. عالمنا يغرق بالغباء العادي.. وكل ما هو عادي.. عادي جدا.. بلا أي ذكاء!!!... تحركه مؤسسات "فــبــركــة" لعالم يحارب الذكاء.. محررا الغباء.. كطريق لعالم معتم.. يبيع الضوء.. والبترول.. والخبز الصباحي... بأشكال ميكانيكية روبوتية.. إخترا بأزرار.. واحد.. إثنين.. ثلاثة.. أو أكثر بالأرقام.. ما تعرضه آلة بلا حس.. استبدلت فيها كل وسيلة اختيار إنسانية...
ــ كلمة صديق.. أو صداقة.. لم يعد لهما أي تفسير حقيقي.. سوى باقة مصالح مشتركة.. ولا أي شـيء آخر بعالمنا الروبوتي هذا... والبشر.. كل البشر أصبحوا أرقام أنترنيت... وبالأيام القادمة حتى من يديرون ويبيعون الأنترنيت ــ عالميا ــ سوف يصبحون أرقاما.. ببنوك محصنة.. تديرها روبويات...
أعتذر من صديقاتي وأصدقائي النادرين المنتخبين المعدودين.. من تشاؤمي الحقيقي الصحيح.. والإيجابي... وأرجوهم أن ينظروا بتحليل صادق.. للعالم الذي أحاط بنا بالسنوات الحالية... وعصر الأنترنيت والهاتف المحمول.. والأنترنيت.....
بــــالانــــتـــظـــار.......
غـسـان صـــابـــور ــ لـيـون فـــرنـــســـا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تسعى إلى إنشاء -منطقة ميتة- في جنوب لبنان


.. دعم واسع لكييف باتفاقية مع الاتحاد الأوروبي




.. سلاح الجو الإسرائيلي يجري تدريبات على مهاجمة أهداف بعيدة


.. خليل العناني: هذه أول مناظرة بين رئيس أمريكي حالي ورئيس سابق




.. ملفات داخلية وخارجية تواجه بايدن وترمب تعقد إقناع الناخب الأ