الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طفح الكيل 1

عطا مناع

2019 / 6 / 15
حقوق الانسان


طفح الكيل 1
بقلم : عطا مناع
نعيش في عين الشتاء الذي لا نهاية له، ما أن يرتاح الفلسطيني من ضربة حتى يعالجه القدر بثانيه، وكأن التيه قدرنا ، هذا ما يخيل للمراقب الذي يقف عاجزا أمام تسارع الاحداث التي تأتي كصفعات لا مناص منها.
أكوام من المواقف تعكس حالة التخبط والفراغ، غضب مفتعل، ليخيل لك أن كل ما تعيشه مبرمج، وهذا لا يعطيك فرصة حتى لتتنفس، قطعاِ انه الشتاء الذي لا شبيه له، شتاء يضربنا في اعماقنا ليصل حتى العظم.
الحالة الفلسطينية مركبة ومعقده، وهذا ليس بفعل العوامل الموضوعية فقط، فالعامل الذاتي حاضر بقوة ما يدفع المرء لإعادة التفكير بأبجديات المطلق الفلسطيني، والاقرار بضرورة نفض الغبار عن العقول قبل القلوب، وهذا يتطلب جلد الذات واحتقار كل أسباب الخوف، سواء كانت أسباب خوفنا خارجية أن داخليه.
احتقار الخوف يتطلب من كل فلسطيني التصالح مع نفسه، المقصود هنا الشريحة المتضررة من الممارسات التي ترتقي لحد الجرائم، واحتقار الخوف هنا أن لا نكون كما الفراشة التي تحوم حول الضوء لتلقى نهايتها الطبيعية بالاحتراق.
وحت لا نتشبه بالفراشة لنعيش جحيم الاحتراق لا بد من رفع الصوت لحد الصراخ، خاصة أن الذي نواجهه كشعب تعجز عن تحمله الجبال، وهذا يتطلب ممن لا زال أجسادهم بعض الحياة أن يسموا الاشياء بأسمائها.
اذن: علينا الابتعاد عن التعميم، وعلينا أن لا نختبئ خلف العناوين العريضة، وأن لا نسمح بأن يساق مجتمعنا للذبح بتقبل الفوضى التي لا تخدم الا من يستثمرنا اقتصاديا ووطنيا وفكريا، وعلينا أن نؤمن بأن خدعنا من مهدنا حتى لحدنا، وأننا عشنا حياتنا معتقدين بأننا ندافع عن أفكارنا ومعتقداتنا وفي الحقيقة أننا ندافع عن معتقدات الاخرين.
في ظل غياب المعتقد لصالح المكتسبات الفردية سنعيش الجحيم ، وهذا ما يحث بالفعل، ولذلك أصبحنا نتقبل المحرمات، زالت الخطوط الحمر، سادت القيم الحيوانية، أصبح سلوكنا شرطيا، كأن تثور على حكومة الحمد الله ونحن نتابع عمليات السطو على مقدراتنا، ونراكم عبر وسائل التواصل الاجتماعي عشرات الالاف من البوستات التي تعكس حالة التحلل التي نعيش.
شتاءنا الذي لا نهاية له أفقدنا البصر والبصيرة، غابت الفوارق، واشتقنا لزمن الرويبضه، أختلط الابل بالنابل، الفساد يرتدي العباءة الكفاحية، التطبيع وطني بامتياز، المثقف أتقن فن لحس الاحذية، ثقافة أتت على كل ما راكمه شعبنا من تضحيات عبر سنوات كفاحه.
انحراف النخب التي قادت العمل الوطني كان له تأثير واضع على الشارع، لا رق هنا بين يسار ويمين، فالفساد لا دين له، والفساد لا يقتصر على سرقة مقدرات الشعب، الفساد كما الشيطان يسرق الروح، ولذلك لنتخيل شعب بلا روح وطنيه، هذا يعني أن كل شيء مباح، لا محرمات، وكل ما في متناول الي خاضع للبيع.
في ظل مارثون البيع الذي نعيشه، لا يمكن غض النظر عن القضايا الكبيرة والتمسك بالصغار مثل أن ننصب المشتقة لمطبع غبي كالذين حملوا المستوطنين على اكتافهم في قرية ير قديس ونتناسى أباطرة التطبيع الذين أسسوا لهذا الواقع المميت.
قد ننجح في الهروب من الحقيقية ولكن الى متى؟؟؟؟ لكن ما هي الحقيقة ؟؟؟؟أنها الخدعة الكبيرة التي تقول بأننا نعيش التنوع، خدعة مضحكة مبكية لسان حالها يقول دع الف زهرة تتفتح في بستاننا، والحقيقة أن البستان هذا أصبح كابوس يلاحق شعبنا في الليل والنهار، ما يتطلب منا الوقوف على المشهد السياسي الفلسطيني بكل تلاوينه ووضع الاصبع على أسباب الفساد والافساد.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حرارة الجو ..أزمة جديدة تفاقم معاناة النازحين بغزة| #مراسلو_


.. ميقاتي: نرفض أن يتحول لبنان إلى وطن بديل ونطالب بمعالجة ملف




.. شاهد: اشتباكات واعتقالات.. الشرطة تحتشد قرب مخيم احتجاج مؤيد


.. رغم أوامر الفض والاعتقالات.. اتساع رقعة احتجاجات الجامعات ال




.. بريطانيا تبدأ احتجاز المهاجرين تمهيداً لترحيلهم إلى رواندا