الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مضمون الديمقراطية: الأصل التاريخي

حسن عادل

2019 / 6 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


شكل تطور الديمقراطية في دولة المدينة القديمة إلهاماً بالنسبة للفكر السياسي من حيث المفردات والمفاهيم التي استوعبتها تلك الدولة للتعبير عن نظامها الديمقراطي مثل المساواة بين المواطنين، والحرية، واحترام القانون( )، والعدالة، كل ذلك أدى لتناول المفكرين السياسيين والاجتماعيين لمفهوم الديمقراطية باعتباره جزءاً من الحكم الصالح وحق من حقوق الأفراد على الحكام .

حيث كان لأفكار جان لوك ومونتسكيو وجان جاك روسو أثراً في انتشار فكرة الديمقراطية والمطالبة بسيادة الشعب والفصل بين السلطات ومنح الحقوق، وتجسد ذلك في الثورة الانكليزية 1688، والثورة الأمريكية 1776، والثورة الفرنسية 1779( ).

وعلى الرغم من كل تلك الأفكار التي طرحها هولاء المفكرين، الا ان حق الانتخاب لم يكن يشمل جميع المواطنين في الدول الأوربية والولايات المتحدة الأمريكية، حيث كان استخدام ذلك الحق يعتمد على مقدار ثروة الفرد ومكانته الاجتماعية( ).

مضمون الديمقراطية:

لغةً:كلمة الديمقراطية بالانجليزية ((democracy، أصلها باليونانية (demosKratia) حيث تتكون الكلمة من جزأين: الجزء الأول من كلمة ديموس باليونانية (Demos) ومعناها عامة الناس، أو الشعب، والجزء الثاني كراتوس باليونانية (Kratia/Kratos) وتعني حكم، فيُعطى مجموع الكلمة معنى وهو حكم الشعب، أو حكم عامة الناس( ).

اصطلاحاً: هي أحد أنظمة الحكم القائمة، الذي يكون فيها الحكم، أو التشريع، أو سلطة إصدار القوانين من حقّ الشعب، أو الناس، أو الأمّة (التي كان ظهور مفهومها لاحقاً لمفهوم الشعب). وباختصار فإن الديمقراطية تعني أن يكون الحكم للشعب (حكم الشعب للشعب) وهي أهمّ خاصيّةٍ تميّز الديمقراطية عن غيرها من أنظمة الحكم( ).

يحدد موريس ديفرجيه مفهوم الديمقراطية بأنها (النظام الذي يختار فيه المحكومون، الحاكمين، عن طريق الانتخابات الصحيحة الحرة( ).

كما يصفها الباحث الأمريكي مارتن سي نيدلر على أنها تعني (المساهمة العامة في العملية السياسية)( )، ويرى نهرو (1889-1964) ان الديمقراطية ليست سياسية فحسب ولا اقتصادية فقط، أنها شئ عقلي ككل شئ في النهاية، أنها تقتضي بالضرورة فرصاً متكافئة لكل الناس سياسياً واقتصادياً، أنها تعني حرية الفرد في ان يعمل بكل قدراته وإمكانياته، كما أنها تعني عدم الضيق بآراء الآخرين وان كانت معارضة لرأيك، أنها تعني البحث الدائب عن الحقيقة( ).

أما جوزيف شومبيتر فقد وصف الديمقراطية بأنها (ذلك الترتيب المؤسسي الذي يتم من خلاله وصول الأفراد أو الجماعات إلى السلطة عن طريق صراع تنافسي على الأصوات)، وعرّفها بيتر سنغر (أنها ذلك الإجراء لاتخاذ القرار الذي يتميز بأنه الحل الوسط المُنصف بين المطالب المتنافسة للحصول على السلطة، ويتمثل شرط الإنصاف عنده بتوفير شروط ضرورية، من بينها، معاملة الأكثرية للأقلية بقدرٍ متساوٍ من الرعاية والاهتمام، واحترام الحقوق، والحريات الأساسية للأفراد، وإفساح المجال أمام المواطنين للمشاركة في صناعة القرار والتأثير في اتخاذه)، أما روبرت دال قد عرّف الديمقراطية بأنها (عبارة عن بُنية وآليات ومُمارسة سياسية تقوم على المشاركة السياسية الواسعة عبر قنوات المؤسسات السياسية وعلى أساس من التنافس)( ).

وعلى صعيد الكُتّاب العرب فقد عرّفها محمد عابد الجابري على أنها (سلطة الشعب مُعبّراً عنها بمؤسسات تنتخبها انتخاباً حُراً)( )، كما عرفها جواد الهنداوي أنها (مجموعة من الآليات الوظيفية الهادفة الى تداول السلطة وممارستها على أساس الانتخاب أو الاستفتاء ووفقاً للقواعد الدستورية التي تحكم المجتمع)( ).

خاتمة:

يمكن القول ان فكرة الديمقراطية كما يراها جهابذة العلوم السياسية تقوم على ضرورة استعداد الحكام لتقبل أراء الأفراد ومشاركتهم بإدارة الحكم بطرق مختلفة، وضرورة ان يحافظ هولاء الحكام على حقوق هولاء الأفراد السياسية والاقتصادية والاجتماعية بموجب العقد الذي تم التنازل به عن حقوقهم للسلطة من اجل إدارة المجتمع بشكل قانوني ومسيطر عليه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ظاهرة غريبة.. السماء تمطر أسماكا في #إيران #سوشال_سكاي


.. مع تصاعد الهجمات في البحر الأحمر.. تعرف على أبرز موانيه




.. جنود الاحتلال يحتجزون جثمان شهيد من المنزل المستهدف في طولكر


.. غارة إسرائيلية استهدفت منزلا بمنطقة الصفطاوي شمال غزة




.. قائمة طويلة من لاعبين بلا أندية مع اقتراب فترة الانتقالات ال