الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وطنٌ على الغارِب

باسم السعيدي

2006 / 5 / 6
الارهاب, الحرب والسلام


إهداء : الى .. مأتم شهيد

خاطبتُ فيك فجيعة الأهـــــوار وفجيعة التقوى مع الأخـــــيار

والأهل والأصحاب من أشياخنا جثثٌ تطوف بكعبة الأحــــــرار

عاتبت فيك منابراً مهجـــــــورةً وقصائداً صُمّاً بلا أشـــــــــعار

عاتبت فيك شباب من نسج الصِّبا صفراً فضاع بزحمة الأصــفار

وجمت جنان الخُلد عند جراحــنا خجلى تراقب من وراء ستارِ

جسدُ الوليد تلاقفتـــــــه قذائفٌ حممٌ تجود لطفلة بـــــــــدثارِ

وفم الرضيــــــع إذا همى لرفادةٍ رفدته حُلمة مدفعِ المغــــوارِ

أضحت مرابعنا جدوث شبيـــــــبةٍ زرعت جفونَ مدامع الثُّـــــوارِ

مذ طل وجه البعث من حصبائــها بيدٌ تحاصر خُضْرَةَ الأشــــجارِ

حتى بدتْ حُجُبُ الرذيلة مغــــنماً والزيف أضحى لعبَةَ الأعــــذارِ

فانسلَّتِ الخضراء بين أصابــــعي حتّى تغور بمَيْتَم الإصــــــــحارِ

وتواترت سُحُبُ الشقـــــــاء مَريرةً عكستْ زوابعها صدى الإعصارِ

فتفاقمت شُعَبُ القَتادِ كــــــؤودةً وابيضَّتِ العينان عن إبصـــاري

أيُّ الرجال تخضَّبت عبراتـــــــــها مثلُ الحِسان توشَّحت بخـمارِ ؟؟

إني حملتُ الجرح من بلدي حجا...راً عاد في كفَّيَّ جَمرَ إســـــاري

وإذا السقيفة أوقدت عاد القـــنا عودَ الضِّياحِ على شِفا عمّـــــــارِ

وإذا ركزت رماح معركــــة الهوى بين الضلوع فأورقت بـــــجواري

إنَّ الذي أكلت مطامعه الــــحمى فقد اليمين فأشفعت بـــــيسارِ

ما عدتُ أنتصف المعاني فهــي في حدِّ السُيوفِ وبرقة الأشفارِ

***

يا أيها الوطن المكفَّن بالذهـــــــــــــــــــول تَمزَّقُ الآمالُ بالأعذارِ

وطنٌ يلوذ بنخلــــــــــهِ متوارياً بالسعفِ حتى عَورَة الجـــــــمّارِ

والريح تنفض حبَّ طلعِ ربيــــعنا عصفت به عصفاً وبالتــــــــــمّارِ

آثرت فيــــك مواجعي وصبابتي شوقاً فقبَّلتا يدَ الإيـــــــــــثارِ

إنّي احتضنتُ السعف فيك مغازلاً رُطَبَ الفرات وتَمْرةَ العشَّــــــارِ

قل للتبرزل يستفيق مـــــــــنادياً شفة الخلال بدمعةِ الإثــــــــمارِ

ورِضابُ برّحي العراق سفيـــــنةٌ ثكلى فلا تقوى على الإبـــحارِ

أَبْكَرْتُ في حُبِّ الفرات مناجــــياً خِصْرَ النخيلِ ودفقة الأطــــيارِ

إني احتضنت قباب مجدكَ راكعاً كصبيةٍ في حضرةِ الكـــــــرّارِ

عُدْ لي فمجــدك لن يذلُّ وإنـني صَدِعٌ لأمرك عازم الإصــــــرارِ

إن كان حُبك كالقيـــــــــود فإنما هو زينتي وقلادتي وسواري

****

واكبت فيك تعاقباً وتبـــــــــــدلاً كتغيُّرِ الأشـــــخاصِ والأدوار

يا أيها الرجل الذي كفرت أسىً كفّاه منذ نعومة الأظـــــــفارِ

إني قرأت الموت في عينيك من زمنٍ وقبل توافد الأقــــــــدارِ

عادت حكايانا تحوك نسيـــــــجها حتى تلوك زنازن الأعــــــــمارِ

وأفاقت الذكرى بُعَيدَ فجيـــــعتي ذكراك من ضيقٍ ومن إعـسارِ

ذكرىً تقضّ مضاجع الأطفال في وطن يُقادُ لضيعة الأذكــــــــار

أيّانها الذكرى التي خاطبـــــــــتها تعساً لكِ يا غصّة الأبــــــــــرار

يا أخــــــــــت قارون التي ذهبت كيما تعود مضاجع الفُـــــــجّارِ

يا بنت ماخور الرذيلة والبِـــــــــغا أو تَدّعين براءة الأبــــــــــكارِ ؟

ذكراك عارٌ يستعاب لقاؤهــــــــــا فاذهب يداك تلطَّخت بالعــــارِ

إني سأصرخ والفضاء يلمُّــــــــني حَبْراً يقيئ بشلَّةِ الأحـــــــــبارِ

ولقد وقفت على الدهـــــورِ مُراقباً نزو القرود على ردا الأطـــــهارِ

صعَّرتَ خدَّ المـــــــوت في وطني وطناً يضيق بغصَّةِ التبــــــّار *

حتى إذا أفِلَتْ شموس الناظريـــــــــــن ورحْتُ ألعنُ مقلةَ الإبصارِ

وطنٌ يلوذ بنخلــــــــــــــهِ متوارياً بالسعف حتى عورة الجـــــمَّار

لتسافر الأحلام من وطنٍ فـــــــما فتئت تضجًُّ طفولةُ الأســـــفارِ

وأدت لواعجُها جنيــــــــــــنَ براءةٍ سكرى ..غريـــبةَ موطنٍ بقطارِ

فتوضأت صمتاً وصلَّت جــــــــوعها والصوم كان عقيدة الإقـــــــتارِ

والحج كان نحيــــــــــبها فتطاولت لتطوف بالشكوى الى الجبَّـــارِ

وزكاتها دمها وظلَّ جهـــــــــــادها أرق الى أبديةِ الأســــــــــــحارِ

حُلُمٌ يذوب كشمعةٍ في ظلــــمةٍ فتيبَّسَتْ حدقاتها بالنـــــــــّـــارِ

صدِئت عيون الحالميـــــن بدمعها صدأ السجين بمحجر الإقـــــرارِ

وتوارت الآمال خلف سرابهــــــــا فزعى تلوذ بخيمة الأقـــــــــدارِ

الأمر أفلت من يديك فخلِّنــــــي لأشذَّ عن أفقي وعن معــياري

إني عبدت الله في وطني لــــذا دعني أبيح عبادة الكفّـــــــــارِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[email protected]

* التبّار - الهلاك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بثلاث رصاصات.. أخ يقتل شقيقته في جريمة بشعة تهز #العراق #سوش


.. الجيش الإسرائيلي: دخول أول شحنة مساعدات إنسانية عبر الرصيف ا




.. الاحتلال الإسرائيلي يدمر مستوصف الزيتون بمدينة غزة


.. بحضور نقابي بارز.. وقفة لطلاب ثانوية بباريس نصرة لفلسطين




.. من أذكى في الرياضيات والفيزياء الذكور أم الإناث؟