الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين الملثمين الجميلين والقبيحين

عميرة هيس

2019 / 6 / 17
القضية الفلسطينية


هآرتس- 2/6/2019



* المجهولون الاسرائيليون الذين قاموا بمداهمة قرية جالوت موجودون ضمن الطيف الذي يوجد فيه الكوكلاكس كلان في امريكا. والمتظاهرون الفلسطينيون موجودون في التواصل التاريخي لمن يناضلون من اجل الحرية *



عندما يكون الملثمون من اليهود، مثل الذين قاموا بمداهمة قرية جالوت في 5 حزيران، يكونون قبيحين وحقيرين. وعندما يكون الملثمون فلسطينيون يتظاهرون عند الجدار في غزة أو كفر قدوم أو النبي صالح، يكونون جميلين ومؤثرين. لا يوجد أي شبه بين هاتين المجموعتين رغم التشابه الخارجي والآني بسبب اخفاء الوجه. المجهول الاسرائيلي يعرف أنه لن يصيبه أي ضرر حتى لو كان مكشوف الوجه. ملف التحقيق سيتم اغلاقه بسبب عدم اهتمام الجمهور.

تغطية الوجه هي جزء من فرض الخوف. الفلسطيني الذي يقوم بتغطية وجهه يفعل المفهوم ضمنا: تصعيب اعتقاله على الشرطة والجيش والشباك الانتقاميين حتى بعد عشر سنوات من تظاهره عندما كان فتى.

عندما يقوم شاب من فتيان التلال برشق الحجارة على المزارعين الفلسطينيين والسيارات الفلسطينية فهو يكون مخالف للقانون يسير في اعقاب جرائم الدولة. هذه هي الجرائم التي أقامت الفيلا لوالديه في المستوطنة، وتضمن سلامة البؤرة الاستيطانية التي ستولد من البؤرة التي يعيش فيها بسعادة.

وعندما يقوم شاب فلسطيني برشق الحجارة على الجنود وعلى الشرطة وعلى موقع عسكري محصن وعلى سيارات اسرائيلية فهو يعكس الحق والواجب التاريخي للاحتجاج على كل مخالف للقانون وكل مستبد أينما كان. ايضا اذا كان ما فعله يثير الشفقة ويائس، واحيانا ينبع من نزوة وجاء كتقليد، والآن أصبح غير ناجع لأنه لا يعتبر جزء من انتفاضة شعبية جماهيرية.

عندما داهم الملثمون اليهود جالوت وأحرقوا حقل قرب المدرسة، فقد عبروا بالصورة الوقحة والمميزة بأنهم محميون من أي عقاب. الشرطة والجيش حلفاؤهم، سيحصلون على جوائز على شكل تبييض بؤرتهم الاستيطانية، ودعم لكروم الزيتون التي يزرعونها في اراضي سلبت من الفلسطينيين بطرق الخداع. النار الحقيقية والمجازية التي يقومون بإشعالها كل يوم لا تمس الجمهور الاسرائيلي في الدولة.

هذا الجمهور سيشتري ويثني على النبيذ والزيت الذي يتم صنعه من كروم العنف وحقول الزيتون الذي يزرعونه في اراضي ليست لهم. عندما يطلق الغزيون البالونات الحارقة على البلدات والكيبوتسات التي تقع خلف جدار معسكرات الاعتقال التي يعيشون فيها فهم يعبرون بذلك عن اليأس والخنق وابداعية الضعيف. وهم يعرضون حياتهم للخطر. والنار التي يشعلونها تؤجج المشاعر الحزينة التي دبرتها اسرائيل والتي تتجاهل بشكل عنيد الاسباب.

الملثمون الاسرائيليون من يهودا والسامرة (الضفة) يوجدون في الطيف العنصري، المرضي الذي يوجد فيه الكوكلوكس كلان في امريكا. هؤلاء ايضا عملوا على تعزيز وتشجيع اجهزة القمع الحكومية. اخفاء الوجه والعنف في هذا الطيف يهدف الى زيادة النجاعة المادية التي تنبع من مكانتهم كعرق متفوق. أما الملثمون الفلسطينيون فيوجدون في التواصل التاريخي لمقاتلي الحرية، سواء عملوا بشكل سري أو علني. الانصار في يوغسلافيا وكتاب الكتابات المناوئة للإمبراطورية السوفييتية ومن ينظمون الاضرابات من اجل يوم عمل من ثماني ساعات والذين يناضلون من اجل حق الاقتراع.

مقابل على كل متظاهر فلسطيني ملثم هناك مئات الآلاف الذين يناضلون من اجل عدم قيام الحكومة وممثلوها في الادارة المدنية وفي المستوطنات بسلب قطعة الارض التي ورثوها من الاجداد وأجداد الأجداد. هم ابطال حقيقيون. بطل كهذا كان فوزي ابراهيم الحاج محمد من قرية جالوت، الذي توفي قبل سنتين.

لقد كان مريضا بالقلب، لكن الألم هزمه على ارضه التي سلبها اليهود وطمعوا بها من يهودا والسامرة. لقد هزم قلبه من حقيقة أنه من اجل منع الاحتكاك مع المستوطنين العنيفين، قام الجيش بمنعه من دخول ارضه وفلاحتها في الاعوام 2000 – 2007، وسمح له بالدخول اليها مرتين في السنة فقط، نحو خمسة ايام في السنة. لقد اورث أبناءه البطولة رغم أنفه وأنفهم.

"في كتلة شيلو اعتبروا ابراهيم شخص مستفز وخدم المنظمات اليسارية في محاولاتها الكثيرة من اجل التنكيل بسكان المستوطنات اليهود"، هذا ما كتب عند موته في "الصوت اليهودي". موقع انترنت للقوزاق المسروقين. وذلك بسبب أنه لم يتوقف عن العمل، واحيانا بنجاح، على استرجاع ارضه (بمساعدة مستمرة ومخلصة من المحامية قمر مشرقي اسعد).

في "سروغيم"، موقع قوزاقي آخر، قيل في 6 حزيران الحالي بأن ارهابيين عرب قاموا باشعال النار في موقعين قرب مستوطنة أحيا. حقيقة أن الاغلبية الساحقة من الاضرار حصلت في حقول فلسطينية وأن الحريق اندلع عندما قام ملثمون يهود باقتحام مدرسة في جالوت، لم تذكر في الخبر.

التقرير في "سروغيم" يبين لماذا المصدر المشترك المجهول لموقعهم ولوسائل الاعلام الاخرى يسارع الى نشر المعلومات المشوهة. في الخبر الذي نشر هناك كتب "في مستوطنة احيا قالوا إن الحريق حدث بسبب معرفة مشعلي النار للمنطقة". وحسب اقوال سكان المستوطنة "فقط قبل شهر دخل سكان عرب من جالوت بحماية قوات الامن للحراثة قرب موقع الحريق، والآن يتبين مرة اخرى أن كل دخول كهذا له ثمن".

هذا بسيط جدا. سكان البؤرة الاستيطانية احيا يؤلمهم أنه بقي للفلسطينيين خمسة ايام لفلاحة اراضيهم. وهم يطلبون من الجيش أن يمنع بشكل كامل أبناء فوزي ابراهيم بشكل خاص والفلسطينيين بشكل عام من فلاحة الاراضي التي توجد بملكية العائلة منذ أجيال كثيرة. وبهذا الشكل لا يعودوا يعرفون اراضيهم واليهود في يهودا والسامرة يسيطرون عليها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمليات بحث تحت الأنقاض وسط دمار بمربع سكني بمخيم النصيرات في


.. مظاهرات في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وإعادة المحتجز




.. رغم المضايقات والترهيب.. حراك طلابي متصاعد في الجامعات الأمر


.. 10 شهداء في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في حي النصر شمال مدينة




.. حزب الله يعلن قصف مستوطنات إسرائيلية بعشرات صواريخ الكاتيوشا