الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من أوراق معلم بالأرياف المغربية

علي أحماد

2019 / 6 / 17
سيرة ذاتية


هيأت وجبة غذاء متواضعة من بيض وطماطم ، ومثل هذه الوجبة السريعة تغنيك عن صحن مرق من لحم وخضر يكلفك مشقة الإعداد وعناء طول الإنتظار . ظلت وستظل هذه الوجبة رديفة المعلم بالقرى والأرياف المغربية ، وكانت سببا في نسج نكات دسمة حول بخله والعيش على بيض العجائز كما يردد دائما احد أعمامي ويقول : " أينما مررت بقرية ووجدت قشور بيض وطماطم فثمة يسكن معلم " .. بعد الأكل احتسيت كأس شاي ب " الشيبا " فضل عن فطور الصباح ، وعلى رأي كاتب مصري ( إننا نحتسي الشاي لننسى مرارة ما أكلناه ) . مرارة لقمة العيش نستلها من الصخر بعريق الجبين . أنا معجب بهذه القولة لأن كل طعام البسطاء طعمه في مرارة الحنظل ... غسلت شعر رأسي وحلقت ذقني ثم اندسست في الفراش وقد وجدته دافئا لأني عرضته لأشعة الشمس فوق حائط قصير من التراب المدكوك قرب سكناي. نمت ليس طلبا للراحة ، فأنا بطبعي أكره وأبغض النوم نهارا ، ولكن أفعل ذلك مرغما لتجزية الوقت ، فأمامي عشية تطول والوقت يزحف بطيئا كسير السلحفاة . وليس ببيتي جهاز تلفاز أو مذياع . لا أبرح سكناي والبرد صقيع وكل الأماكن تهربني . لا مؤنس ..القرية صغيرة يرعاها جبل العياشي الذي ارتدى حلة بيضاء ومنظره يسر الناظرين ويدخل البهجة الى قلوب الفلاحين عربون موسم جيد . أزقتها متربة وأغلب بيوتها طينية لم يخالطها بعد الإسمنت ولكنها فخمة من الداخل فهي مزينة بالفسيفساء والجبص تشي بثراء بعض الأهالي الفاحش استحقت عليه بعض القرى لقب "الكويت".... ( إنها ثمرة / فاكهة التفاح التي أغوت آدم وأخرجته من الجنة ستُدخِل بعضكم جهنم ) هذا قول رجل من الريف يشتري غلة ضيعات التفاح وهو يخاطب الأهالي ...نهضت من النوم و عقارب الساعة تشير الى الثانية بعد الزوال . أججت نارا في مدفأة من صنع محلي من القصدير ولا شك أن منه متحت إسمها في بعض قرى الجنوب الشرقي من الوطن ( أقزدير ) ووضعت فوقها مرجلا صغيرا ( غلاي / مقراج ) من الألمنيوم بهت لونه الأصلي مما علق به من اوساخ ترسبت عبر سنوات العزوبة / تازوفريت ، والحق أن نساء المنزل المجاور – جزاهن الله خيرا – يلمعن الأواني عندما أنقل أمتعتي اليه خوفا عليها من السرقة . أعددت كأس قهوة سوداء لعلها تنعش جسمي وتبعد عني الخمول . خرجت من الغرفة ووقفت أستند الى الحائط أرقب المارة وأكرر العملية في سيزيفية ورتابة . هيأت بعض الحطب للتدفئة ليلا بفأس طلبتها من الجيران . عند المساء جاء شابان وبدأنا نلعب الأوراق ونأكل الفول السوداني وهو دأبنا وعادتنا ، ولعب الأوراق ( الرامي ) خير وسيلة للتسلي وهو قاتل للوقت بامتياز ويلهيك عن أمور تأبى أن تحشر أنفك فيها. يغادرني الشابان عند العِشاء للعَشاء وهو موعد يحترمانه، لأن من تخلف عنه لا تقبل منه شكاية . جاء شاب بعد ان خلت الغرفة ليدخن سيجارة وسألني : " هل سمعت الضجة في الخارج ؟ " قلت : " لا " .
كنا جلوسا ب " أخربيش " نتسامر ونصطلي وفجأة بدأ (... ) في مزاح خارج يعيب على (... ) أنه يشتري السجائر لوالد عشيقته ، بل وينفق على الأسرة بكاملها . ثارت ثائرة الشاب وفقد صوابه فصفع غريمه . ولأن الغريم يتيم لا يملك من الأمر شيئا ويخشى العواقب و تكفله جدته فقد فضل أن يرفع اليها شكواه . التقت الأسرتان تختصمان مما دفع الناس للخروج من بيوتهم فالفضول ينخر العقول . تراشق الطرفان بكلمات بديئة وفاحش القول دون حياء . اقترب الخال من (...) وأوسعه ضربا مبرحا وبدأ يصرخ بصوت جهوري وبشكل هستيري ( أحبها...أحبها ...لست أدري كيف ملكوا على جوارحي ...إنه السحر ... ) . صرخ في وجهه الخال ( لقد احببنا فتيات ووطئنا نساء محصنات وأرامل ومطلقات دون ضجة ، أما أنت أيها الطائش فقد مرغت وجوهنا في الوحل ) . تفرقت الجموع وآوى كل الى منزله وتناقلت الألسن الحكاية وربما زادت عليها من فرط الخيال الجامح . أعرف الخال زير نساء ( دون جوان زمانه ) أوقع في غرامه ثلة من إناث القرية ولقب من وقتها ب (....) لوسامته وجمال طلعته في زمان كان الزنا سمة الفحولة ، وتقاس قيمة المرأة / المحصنة بعدد عشاقها وتغيير أزواجها في بعض القرى المغربية وتفاخر بذلك غيرها من نساء الدوار . أكد لي رجل من القرية أنه كان الرجل منهم إذا ضاجع محصنة / زوجة غيره حافظ على ثيابه ، لا يغيرها أطول مدة لتلازمه ريح ضجيعته ويتباهى ويزهو بذلك أمام أترابه . زمن ولى وبقيت مغامرات الرجال والنساء حديث المساء وحسرة على ما فات . يرى ( .... ) أن أطرد بعض الذين يجتمعون عندنا بالغرفة ويعجب كيف نسمح لهم بذلك وهم من الرعاع والغوغاء وحديثهم ضجيج بليد جله حول النساء ومغامرات مواخير بومية ...ولكني لا أرى رأيه وأومن بقول فيكتور هيجو [ ليس لأحد الشرف أن يعيش حياته بمعزل عن الآخرين ] . إنهم يسعون وتبتغون صداقتنا وينشدون القرب منا ولنا فيهم مآرب ولهم علينا آلاء فمنذ عرفناهم لم نعد ينقصنا ماء للشرب أو خبز او حطب تدفئة وإذا أردنا مشاهدة برنامج تلفزي وجدنا لديهم الترحاب دون تأفف مع كرم الضيافة . كيف لنا ان نمنعهم دخول بيت هو أهون من بيت العنكبوت ، ولو رأوا منا فظاظة لا نفضوا من حولنا وتركونا في عزلة ....
عشيقة الشاب في عمر الزهور بيضاء البشرة ، ممشوقة القوام ، مكتنزة الأرداف ، نحيلة الخصر ، عاجية الأسنان ، فارعة الطول ، عيونها واسعة عسلية وشعرها كستنائي حريري طويل . ورثت الجمال عن الأم و العمات . ذات ليلة ضربا موعدا عند الواذي . فطنت الأم الى غيابها وتربصت بها عند الباب ، وعند رجوعها عنفتها فأغمي عليها وبدأت تتمرغ متشنجة وتهذب بكلام غير مفهوم ....فجلبوا لها فقيها يصرع الجن . ولسان أبيها ( عندما تكتنز أنثى الديك الحبشي تبيت خارج الخم )....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينتزع الحراك الطلابي عبر العالم -إرادة سياسية- لوقف الحرب


.. دمر المنازل واقتلع ما بطريقه.. فيديو يُظهر إعصارًا هائلًا يض




.. عين بوتين على خاركيف وسومي .. فكيف انهارت الجبهة الشرقية لأو


.. إسرائيل.. تسريبات عن خطة نتنياهو بشأن مستقبل القطاع |#غرفة_ا




.. قطر.. البنتاغون ينقل مسيرات ومقاتلات إلى قاعدة العديد |#غرفة