الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعقيب على ردود الفعل ضد ورقة عرب وأمازيغ

عبد السلام أديب

2019 / 6 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


تحياتي لكافة الرفاق الذين عقبوا مباشرة لي وبشكل شخصي بحدة على مقالي السابق عرب وأمازيغ الوارد في الحوار المتمدن في الرابط التالي:

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=637577

واستسمحكم في هذا التعقيب أن أعبر لكم عن رأيي الشخصي حول ما قيل حول تلك الورقة، في البداية أود التأكيد على انني لست شوفينيا ولا عنصريا وأنني مع ذلك أمازيغي الأصل من أسرة فلاحة فقيرة عاشت بقرية جبلية نائية بمنطقة أجدير أو ما كان يعرف بمثلث الموت بالريف لكونها كان شكلت مهد المقاومة الريفية وتأسيس جيش التحرير سنة 1955، وسأضل أفتخر بأصلي الأمازيغي رغم انني لا أتقن اللغة الريفية لأسباب موضوعية ابعدتني عن مسقط رأسي مباشرة عقب ولادتي، كما أعتبر أن الشوفينية التي نعتني بها البعض، هو بالفعل تيار عنصري عرقي، يلجأ الى تحوير الصراع الاجتماعي من صراع طبقي الى صراع لغوي عرقي سطحي.

لكن القضية الأمازيغية تظل في العمق، مع ذلك، أعمق وأشرف من كل النعوتات السياسية القدحية التي توجه لها في منطقة شمال افريقيا، لكونها شكلت، عبر التاريخ، أصل الصراع الطبقي السياسي القائم فعلا في هذه المنطقة. ومن دون تحليل ملموس للواقع الملموس على أسس مادية تاريخية ومادية جدلية، سيظل حتى هذا الصراع السياسي الطبقي سطحيا، ولن يذهب الى عمق الأشياء، فلا حركة سياسية من دون نظرية سياسية تستمد من الحركة الاجتماعية الفعلية الملموسة. وسيضل عددا من الرفاق جلد الذات وممارسة السب والقذف فيما بينهم رغم أن أغلب الشيوعين هم أنفسهم ذوي أصول أمازيغية، ومن تم تقاذف مصطلحات العنصرية والشوفينية من منطلق ميتافيزيقي مثالي، دون النفاذ نحو فهم صميم المعضلة الأمازيغية المطروحة.

ذلك ما حاولت التعبير عنه بعجالة في ورقتي السابقة المشار اليها، الا أن سرعة ردود الفعل عليها من طرف بعض الرفاق بلغت درجة العدوانية، مع أنها أنها لم تحاول حتى ان تقرأ وتفهم بعمق ما جاء في الورقة أو انها فجرت عدوانيتها انطلاقا من ردود فعل سياسية تعادي أتوماتيكيا كل ما هو أمازيغي كرد فعل على ما حدث من اعتداءات دموية لتيارات شوفينية مدسوسة بالفعل على بعض الرفاق داخل الجامعات المغربية، ففضلوا نتيجة لذلك الاستمرار في تسطيح القضية واطلاق النار على كل من يطرح قضية الامازيغية للنقاش.

ردي على كل ذلك هو أن هناك حقائق تاريخية لا يمكن القفز فوقها لتسطيح القضية وحصرها في مجرد صراع شكلي لغوي، فالمعضلة الامازيغية تنطوي على منبع الصراع الاجتماعي الطبقي العميق القائم في شمال افريقيا، منذ انطلاق الغزو العربي الإسلامي للمنطقة، لا من أجل نشر الإسلام كما تم الترويج لذلك، وانما من أجل استعباد سكان هذه المنطقة وسلب خيراتها واستباحة نسائها، واستدامة هيمنتها الاجتماعية الطبقية، وكل هذه الوقائع تحدثت عنها كتب التاريخ ومن بينها مقدمة ابن خلدون بكل وضوح. ورغم هذا التاريخ الاستعماري والثقافي اللغوي الذي استهدف طمس الهوية الامازيغية، الا أنه يمكن الادلاء بالملاحظات المادية التالية:


فأولا: جميع شعوب العالم (مثل الشعوب السويدية والنرويجية والألمانية والهولندية والانجليزية والايطالية وحتى الشعوب الافريقية والاسيوية) تتحدث لغتها المحلية الاصلية وتمكنت من ترسيمها في دساتيرها، حتى وان اضطر بعض هذه الشعوب الى التوافق على اعتماد لغة رسمية مغايرة، ما عدا الشعوب الأمازيغية لشمال أفريقيا، التي فرض عليها بعد استقلالاتها الشكلية في النصف الثاني من القرن العشرين، لغة فوقية بالقوة مع استهداف مقصود لمحو لغتها الاصلية وهذا ما يفسر نشأة حركات ثقافية أمازيغية في هذه المنطقة.

وفي المغرب بعد سنة 1956 فقد تم فرض اللغة العربية كلغة رسمية مع اعتماد فعلي للغة الفرنسية، كلغة للتسيير والإدارة والتعليم، بينما ظلت اللغة الأمازيغية تعاني من التضييق والهجوم عليها الى اليوم، وخاصة باسم الدين وباسم الشوفينية (انظر التصريح الأخير للشيخ حسن الكتاني الذي دعى الى محاربة الأمازيغ والامازيغية لأنها تستهدف محو اللغة العربية كلغة للقرآن). قبل سنة 1956 وفي ظل جميع الأسر التي حكمت المغرب سابقا وحيث كان لكل أسرة حاكمة حدودها السياسية الخاصة بها والتي وصل حدود بعضها إلى الأندلس شمالا والسنغال جنوبا وليبيا شرقا. كان استعمال اللغة حرا، حتى في المدن الكبرى، وفي الإدارة، وحيث كانت اللغة الامازيغية هي السائدة بينما اللغة العربية كان تستعمل فقط من طرف العرب غير الأمازيغ، وبنسبة 2 في المائة التي يشكلونها في المجتمع المغربي.

ثانيا، فرضت الحدود السياسية للمغرب الحالي سنة 1956 من طرف الاستعمارين الفرنسي والاسباني، وحتى العلم المغربي الأحمر ذو النجمة الخضراء تم فرضه من طرف الجنرال الليوطي المقيم العام في بداية الحماية الفرنسية. فالحدود السياسية المغربية الحالية، منقوص منها جزء كبير يوجد حاليا ضمن الحدود السياسية الجزائرية، وهي الدولة الحديثة النشأة والتي لم يكن لها وجود كدولة مستقلة قبل الاستعمار الفرنسي سنة 1830، حيث كانت أراضيها قبل ذلك التاريخ خاضعة للاستعمار التركي لمدى خمسة قرون. كما أنتقص من الحدود المغربية الحالية مدينتي سبتة ومليلية وإحدى عشرة جزيرة بالبحر المتوسط والمحيط الاطلسي ومنطقة الصحراء وكامل الأراضي الموريتانية الحالية. فمطالب الشعب المغربي تتجاوز اعتماد لغته الأمازيغية الأصلية فقط الى مطالب اقتصادية واجتماعية وسياسية تحررية أفقيا وعموديا، بمعنى التقرير الحر لمصيره والقضاء على النظام الطبقي التبعي القائم واعتماد نظام ديموقراطي شعبي ليس شكلا فقط وانما قائم على مبادئ المساواة والتضامن والتوزيع العادل للثروات مع الاشتراكية في كل شيء عبر القضاء على الملكية الخاصة والعمل المأجور والاغتراب السلعي.

ثالثا، منذ أزيد من خمسة قرون وفي ظل هيمنة الأسرتين العربيتين الوحيدتين التي حكمت المغرب، أي السعديين والعلويين، أصبحت الحدود السياسية المغربية ضيقة جدا حتى في عهد إسماعيل السلطان الأكثر جبروتا، حيث كانت تلك الحدود تقف عند ما كان يسمى ببلاد المخزن أي عند السهول الغربية فقط أو ما أصبح يطلق عليه خلال عهد الحماية بالمغرب النافع، اما المناطق الجبلية والصحراوية والشرقية والتي كانت تسمى بمناطق قبائل السيبة فكانت مستقلة بالقوة سياسيا وخاصة بالقبائل الامازيغية. ولم يتم توحيد المغرب الحالي إلا بقوة الحديد والنار وبناء على طلب نظام الحماية من طرف الأسرة الحاكمة منذ سنة 1912 ومع ذلك لم تفرض اللغة العربية كلغة رسمية وتفرض الحدود السياسية الحالية المبتورة إلا منذ الاستقلال الشكلي سنة 1956. فعمر هيمنة اللغة العربية على اللغة الأمازيغية إذن هو عمر الاستقلال الشكلي الحالي، والذي تكرست خلاله الهيمنة الطبقية العربية على البروليتارية المغربية التي تتشكل غالبيتها من أصول أمازيغية أو أمازيغية مستعربة.

رابعا، جميع الأسر التي حكمت المغرب سابقا، قبل السعديين والعلويين، كانت اسرا امازيغية قوية مثل: المرابطين والموحدين والمرينيين، وكان استعمال اللغة الامازيغية منتشرا بقوة في عهدها في جميع المناطق التي امتد اليها حكم هذه الأسر، ولم تكن تستعمل اللغة العربية إلا للدراسة أو للتخصص في الشريعة الإسلامية بالمدن الكبرى.

خامسا، عندما جاء إدريس الأكبر الى المغرب هاربا من بطش العباسيين استقبلته قبائل امازيغية صنهاجية وحمته، خاصة قبيلة أوربة، ونصبته اماما وقاضيا لها في رقعة ضيقة جدا، حوالي منطقتي تازة وزرهون وفاس، كما أن الحدود السياسية لإدريس الأصغر وأبنائه لم تتجاوز النصف الشمالي للمغرب الحالي، وكانت اللغة الامازيغية هي السائدة دون أي هيمنة للغة العربية عليها، علما ان مناطق امازيغية شاسعة لم تكن تخضع لأية سلطة سياسية فوقية، وكانت تعيش في عشائر شيوعية متضامنة بدائية ذاتية التسيير. أما قبائل بنو هلال وبنو سليم الذين جاؤوا من اليمن والسعودية نتيجة طردهم بسبب التخريب الذي تسببوا فيه هناك، فقد انطلق من القرن الحادي عشر الى غاية القرن الثالث عشر، ولم يكن لهم أي دور في نشر الإسلام أو أية حضارة، بل كان يتعاطون فقط للتخريب والحرب والاستيلاء على الأراضي الامازيغية في كامل السهول الغربية من منطقة تامسنا وحتى جنوب سوس والصحراء، بدعوى الفتح الاسلامي. فهذا الغزو العربي هو الذي دفع الامازيغ الى اللجوء الى المناطق الجبلية، واستئثار القبائل الغازية بالمناطق السهلية. وبطبيعة الحال فان هذا الواقع الجديد سيحدث وقعه السياسي والاقتصادي والاجتماعي على تطور التشكيلة الطبقية منذ ذلك الحين وعلى الصراع الطبقي الدائر حاليا، بما في ذلك مطالب أمازيغية الثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية. وبهذا المعنى فإن هذه المطالب عبارة عن حقوق شعبية طبيعية تقرها كافة الشرائع البشرية وليست مجرد نزعات عنصرية شوفينية، بل أصبحت تحارب بثورة شوفينية رجعية وعنصرية مغرضة مضادة.

ان الحدود السياسية واللغة العربية الرسمية الحالية، فرضت إذن من طرف المستعمر الفرنسي والاسباني وما يسمى بالحركة الوطنية الرجعية حليفة الاستعمار، مهندسة الاستقلال الشكلي التبعي الحالي، وعبر تحكم الهيمنة الأيديولوجية العربية الاسلامية ومحاربة المطالب الشعبية بالفصل بين الدين والسياسة، الذي بلغ عند عبد الاله بنكيران رئيس الحكومة السابق حد الدعوة الى مقاتلة كل من يطالب بفصل الدين عن الدولة.

الخلاصة هي أنه لا يحق لنا اليوم الافتخار بالحدود السياسية وباللغة الرسمية والعلم الوطني، لأنها رموز فرضت من طرف المستعمر وخدامه الرجعيين، فعن أية وحدة سياسية ولغوية سنتحدث في ظل هيمنة طبقية أحادية تابعة كلية للمستعمر السابق، والملايين من الجماهير المغربية مغتربة ثقافيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا، فمن الطبيعي أن يصبح لسان حال الكثيرون يجمع على أن ما فرض من طرف المستعمر والرجعية بالقوة يجب أن يستعاد بالقوة، انسجاما مع منطق التاريخ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - صراع طبقي أم هوياتي-طبقي ؟
أكرم ( 2019 / 6 / 17 - 13:22 )
السؤال الذي يجب طرحه هو : أي صراع يحدث في ربوع شمال أفريقيا ؟ هل هو فقط صراع طبقي ؟ أم هوياتي-طبقي ؟
الجواب قد يصعب الجواب عليه في كثير من مناطق شمال أفريقيا لكن هذا الجواب يكون كوضوح الشمس في مناطق أخرى لا تزال تتكلم الأمازيغية كالريف والقبايل ونفوسة : تهمة الشوفينية هذه لا تخرج إلا من أفواه العروبيين أولئك الأمازيغ المعربين الذين يعادون أصولهم الحقيقية , -طحن أمو- التي قيلت لمحسن فكري لم تكن -صراعا طبقيا- بل لأنه (حشرة أمازيغية) لا تستحق الحياة !
اليسار العروبي مصيره الفناء ومزابل التاريخ , غريب حقيقة أمر هؤلاء حقا , غريب كيف لا يكون اليسار عندهم إلا بمعاداة هوية شعبهم الحقيقية !

تحية وشكر .


2 - صراع طبقي أو صراع هوياتي - طبقي؟
عبد السلام أديب ( 2019 / 6 / 17 - 16:26 )
تحية للسيد أكرم، بالفعل طرحت سؤالا في غاية الأهمية: صراع طبقي أم هوياتي-طبقي؟ وعلينا مع أن نبحث عن الجواب الصحيح، وليس عن الأجوبة التي يمليها علينا عالمنا المغترب، منذ الانقسام الطبقي الأول خلال العصر الحجري النيوليتي، أي منذ ما يسمى بعهد الثورة الزراعية، حينما انقسم المجتمع الى طبقات بناء على تشكل مخزون فائض من المواد الغذائية الزراعية، وبالتالي اكتشاف فائض القيمة وما يمثله من قيمة تبادلية تنمي ثروات البعض على حساب استعباد البعض الآخر. فالهوية هي احدى تمظهرات هذا الانقسام الطبقي الذي حدث في العصر النيوليتي، وحينما شملت الانقسامية كل شيء، وتفكك التضامن الذي كان يطبع العشائر البدائية (الشيوعية البدائية) راجع كتاب فردريك انجلز حول أصل الأسرة والملكية الخاصة والدولة وأيضا أبحاث لويس مورغان. فالحالة البدائية للإنسانية كانت أفضل وضع انساني من حيث التضامن وغياب التناقضات بين الافراد داخل العشائر، وغياب الزعامة والملكية الخاصة والهوية المميزة بين الأفراد والجماعات. يتبع لطفا


3 - صراع طبقي أو صراع هوياتي - طبقي؟ تابع
عبد السلام أديب ( 2019 / 6 / 17 - 16:28 )
السقوط في التمييز الهوياتي هو سقوط في الانقسامية الطبقية والعنصرية والشوفينية وابتعاد عن الطبيعة الإنسانية الحقيقية القائمة على الوحدة والتضامن والعيش المشترك، وخروج عن ذات الانسان من أجل التشيء في هوية معينة وفي طبقة معينة وفي رأسمال معين وفي سلعة معينة. في ظل الانقسامية تم تسليع كل شيء وأصبحت الهوية أيضا عبارة عن سلعة لتشكيل أنظمة ديكتاتورية عنصرية فاشية في مواجهة الهويات المغتربة الأخرى داخل كياناتها العنصرية والفاشية والديكتاتورية هي كذلك. لقد سبق لكارل ماركس في اطروحاته حول فيورباخ ان قال ان كافة الفلاسفة لم يعملوا سوى على تفسير العالم، (بمعنى تفسير العالم المغترب المنقسم على ذاته)، بينما المطلوب هو تغيير هذا العالم، (بمعنى فهم أسباب انقسام هذا العالم وانشطاره، في أفق تغييره نحو شكل أعلى من توحد الإنسانية، أي المجتمع الشيوعي، ليس بمفهومه البدائي، المحلي غير الواعي، وإنما بمفهومه الكوني الواعي). يتبع لطفا


4 - صراع طبقي أو صراع هوياتي - طبقي؟ تابع
عبد السلام أديب ( 2019 / 6 / 17 - 16:31 )
تلك هي وجهة نظري السيد اكرم حول مسألة الهوية، التي أعتبرها جزءا من الانقسام الطبقي القائم وأنها جزءا من مكونات الشوفينية والعنصرية، إن ما حاولت أن أدافع عنه من خلال الورقتين التي كتبتهما، هو ان الصراع السياسي في شمال افريقيا منذ الغزو العربي الإسلامي هو صراع بين نمطين من الحياة والوجود، صراع بين مجتمعات أمازيغية كانت تعيش متضامنة في هذه المنطقة في انتاج وإعادة انتاج شروط حياتها خارج فتيشية الانقسام الطبقي وتسليع الحياة والقيم التبادلية المترتبة عنها، ونمط حياة تشكل في منطقة الشرق الأوسط في احتكاك مباشر مع الحضارات الانقسامية الطبقية الكبرى لبلاد فارس والرومان والفراعنة ومنطقة الهلال الخصيب. فتشكل ما يسمى بالاستبداد الشرقي القائم على الغزو والتدمير والاستيلاء على خيرات الشعوب مع الاستضلال بالايديولوجية الدينية الإسلامية الباترياركية التي تتغذى على دماء محيطها. فالصراع القائم في شمال افريقيا هو بين هذين النمطين من الحياة :


5 - صراع طبقي أو صراع هوياتي - طبقي؟ تابع
عبد السلام أديب ( 2019 / 6 / 17 - 16:33 )
نمط محلي مسالم يشكل منبعا للإنسانية والتضامن الإنساني (الجماعات الامازيغية في شمال افريقيا) ونمط استبدادي طبقي دخيل يقتات على الاستغلال والاستعباد (الفلول العربية الإسلامية ذات التكوين الاستبدادي الطبقي التي غزت المنطقة) عمل على تحطيم نمط الحياة المحلي وقسمه الى مئات من الاشطر المتصارعة. أما الصراع الهوياتي العربي الأمازيغي العنصري والشوفيني فمجرد قناع لإخفاء طبيعة الصراع السياسي الحقيقي بين الهيمنة الطبقية الانقسامية والعنصرية والشيوعية الإنسانية المتضامنة التي هي المشترك للحياة الإنسانية البدائية.


6 - ومن لم يهديه الله فلا هادي له
عبد المفتي مراد ( 2019 / 6 / 18 - 16:58 )
الاخ الكريم كل ما جاء في شروحاتك غير صحيح، فقد حبا الله ارض شمال افريقيا بالاسلام فاخرج البربر من الظلمات الى النور، بعد ما كانوا يعمهون في الوثنية واليهودية. فبفضل الفتوحات العربية الاسلامية تم القضاء على الكفر في هذه الأرض الطيبة ودخل البرابرة أفواجا الى الايمان والاسلام وتبنوا اللغة العربية لغة القرآن. فحتى أكبر الأسر البربرية التي حكمت المغرب كالمرابطين والموحدين والمرينيين قامت على الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وعلى القرآن والسنة وعلى الاصل الشريف، ولولا هذا المعيار الثلاثي لما قامت لهم السلطة والوحدة والدولة الشريفة. لقد وحدت الدولة الاسلامية العربية بالمغرب عربا وبرابرة. فنكار نعمة الاسلام والعربية لغة القرآن سيقود المنطقة من جديد نحة عهود البربرية والتوحش.


7 - سلامي
أكرم ( 2019 / 6 / 18 - 17:49 )
لا أتفق مع بعض النقاط التي أثرتها لكن لا أرى أي فائدة ترجى من الخوض فيها , يكفيني أني رأيت يسارا لا يتجاهل الأمازيغية , يمكن أن أضع يدي في أيادي من ينتمون لهذا اليسار برغم أني لست ماركسيا . تحياتي مرة أخرى .


8 - تحياتي للسيد أكرم
عبد السلام أديب ( 2019 / 6 / 18 - 20:55 )
أعتقد السيد أكرم أن الخطر الذي داهم أبناء مازيغ في عقر دارهم ليسوا هم الماركسيين ولا أقول اليساريين، علما ان كلمة اليسار اعتمدت في برلمان الثورة الفرنسية البرجوازية حيث كان يجلس في يمين البرلمان البرجوازيين الذين يدافعون عن نمط الانتاج الرأسمالي مع المحافظة على نمط الانتاج الفيودالي السابق، بينما اليسار البرجوازي فيطالب باسقاط نمط الانتاج الفيودالي كلية والمحافظة فقط على نمط الانتاج الرأسمالي. وبعد الحرب العالمية الأولى سنة 1914، لم يعد هذا التمييز قائما رغم استمرار استعمال كلمة يسار، فهناك فقط يمين ويسار رأس المال مع بعض الاختلافات البسيطة حول درجة ومستوى تدخل الدولة عبر القطاع العمومي ومدى استعمال الادوات المالية من ضرائب ونفقات مالية في خدمة رأس المال وتوفير بعض الخدمات العمومية . إذن فلا تناقض اليوم بين اليسار والتيارات الامازيغية البرجوازية الا في مدى تنافسهما في خدمة السلعة الرأسمالية والربح الرأسمالي على حساب استغلال واضطهاد واغتراب البروليتاريا. أما الماركسية فهدفها القضاء على نمط الانتاج الرأسمالي ونظام الطبقات والعمل المأجور والاغتراب الانساني من اجل مجتمع اشتراكي/شيوعي


9 - تحياتي للسيد أكرم تابع
عبد السلام أديب ( 2019 / 6 / 18 - 21:43 )
قلت ان الخطر الذي داهم ويداهم الأمازيغ في الماضي كما هو الشأن حاليا هو نمط الانتاج الطبقي بكافة أوجهه، الخراجي والعبودي والفيودالي والرأسمالي. فهذه الأنماط من انتاج السلعة وقيمتها التبادلية التي تتم عن طريق القهر الطبقي: قهر مالكي العبيد للعبيدوقهر قوى الاستبداد الشرقي للشعوب المستعمرة التي تم اجبارها على سداد الخراج والسخرة، وقهر امراء الاقطاع ورجال الدين لأقنان الأرض لنهب الريوع المستخلصة من عرق جبين الفلاحين الفقراء، وقهر البرجوازي للبروليتارية لنهب فائض القيمة المستخلص من عملها. كما أن الدول التي انشأتها الانظمة الطبقية قديما وحديثا شكلت على مر العصور اداة الاكراه والاستعباد الطبقية وحسم الصراع السياسي للقوى المهيمنة بدون شريك. وترتكز الدولة منذ نشأتها ابان العصر النيوليتي نتيجة الانقسام الطبقي، على الشرطة والعسكر كأداة قمع مادية مباشرة للطبقات المستغلة ومنعها من التحرر. وعلى الايديولوجيا خاصة الدين والقانون والمحاكم وما يسمى بالمؤسسات الديموقراطية والانتخابات اليوم. يتبع


10 - تحياتي للسيد أكرم تابع
عبد السلام أديب ( 2019 / 6 / 18 - 21:56 )
الخطر الذي هدد ولا يزال يهدد هي الدول والانظمة الطبقية التي غزت بلاد تامزغا قديما باسم نشر الاسلام وحطمت نمطها الإنتاجي التضامني ولا زالت تغزوها الى اليوم باسم ديموقراطية السلعة ورأس المال والقيم التبادلية ومراكمة الأرباح على حساب الكادحين. وفي هذا الاطار لا خوف على الثقافة الامازيغية لكونها لا تهدد هيمنة رأس المال وفتيشية السلعة، فقد تم اعتماد اللغة الامازيغية دستوريا كما يمكن تدريسها تدريجيا. لكن الانسان البروليتاري الذي يعيش في شمال افريقيا بتعدد ثقافاته ولغاته هو المضطهد والمغترب حاليا دينيا وسلعيا وسياسيا واجتماعيا. لذلك فإن تحرر الانسان الكادح مغاربيا هو تحرر من الاستعباد الرأسمالي والعبودية المأجورة والنظام الاستبدادي الطبقي وشكلياته الديموقراطية الهادفة لتأبيد الاستغلال والاضطهاد. ولا أرى تحررا آخر غير التحرر الاشتراكي الشيوعي. علما ان الشيوعية ليست فكرة فوقية اخترعها أحد المفكرين، بل هي نمط الحياة الإنسانية الفعلية التضامنية التي سادت لملايين السنين قبل الانقسام النيوليتي وتشطير المجتمع الى طبقات.


11 - تعقيب على السيد عبد المفتي
عبد السلام أديب ( 2019 / 6 / 19 - 04:49 )
ترددت كثيرا في الإجابة على تعقيب السيد عبد المفتي نظرا للتباعد الكبير بيني وبينه فيما يتعلق بتصورنا المختلف للعالم والتاريخ الاجتماعي للإنسان، حيث يبدوا أن للسيد عبد المفتي تصورا دينيا للعالم ولحياة الانسان انطلاقا من ايمان مطلق بالأصل الالاهي للعالم كما جاء في الكتب السماوية تباعا، دون أن يترك أدنى إمكانية لمناقشة مدى صحة تلك المراجع، أو على الأقل مدى تطابقها مع النظريات العلمية. وفي المقابل أفضل من جهتي التحليل العلمي حول العالم وحول سيرورة الحياة الاجتماعية كما تحدث عنها العلماء. ثم انتهيت أخيرا الى ضرورة ان ألقي بتصوري للعالم كاملا (باختصار طبعا) والمخالف لتصور السيد عبد المفتي مراد، تاركا المجال مفتوح لمناقشة التصورين. يتبع لطفا


12 - تعقيب على السيد عبد المفتي تابع
عبد السلام أديب ( 2019 / 6 / 19 - 04:51 )
في البداية وحسب المراجع العلمية فإن تاريخ الأرض يصل الى حوالي أربعة ملايير ونصف سنة، كما أن تاريخ وجود الانسان على الأرض فيعود على الأقل الى حوالي 6 ملايين سنة أي منذ الانقراض الخامس للحياة على سطح الأرض أي منذ انقراض عصر الديناصورات بسبب احتمال ارتطام قوي لعدد من النيازك على الأرض. وتؤكد أدق المعلومات العلمية حول ظهور الانسان العاقل (الأومو سابيان) أنه حدث منذ حوالي مليونين ونصف سنة. وهناك قناعة لعدد من العلماء بأن الانسان العاقل يشكل أرقى انتاج للطبيعة يقترب تكوينها البيولوجي من بعض فصائل القردة. وحيث أصبح وعي العالم خاصا بالإنسان العاقل وانطلاقا من هذا الوعي استطاع ان يؤثر في الطبيعة وكائناتها ويعيد انتاجها في سيرورة تفاعله معها. يتبع لطفا


13 - تعقيب على السيد عبد المفتي تابع
عبد السلام أديب ( 2019 / 6 / 19 - 04:53 )
ويحدد العلماء مرحلة ما قبل التاريخ أي مرحلة ما قبل ظهور الكتابة تتمثل في كامل الفترة السابقة لحوالي 3000 سنة قبل الميلاد، كما يقسمون فترات ما قبل التاريخ الى عصور حجرية دنيا ووسطى وعليا، ثم العصر البرونزي فالعصر الحديدي، تخطاها الانسان من مرحلة الوحشية الى مرحلة البربرية ثم أخيرا مرحلة الحضارة التي تزامنت مع العصر النيوليتي أي عصر الثورة الزراعية. فحياة الانسان ستختلف جذريا منذ هذا العصر الأخير مع ما كان سائدا من قبل. لان الانقسام الطبقي والتمزق الاجتماعي والحروب الناجمة عن هذا العصر وهيمنة البعض على البعض الآخر سيكون لها مفعولها على ذهنية الانسان العاقل وعلى سلوكه اتجاه الغير واتجاه الطبيعة. فسيرورة هذا التغيير هو ما سينتج الملكية الخاصة والاسرة الأبوية وتسليع الحياة من اجل علاقات تبادلية تنافسية بدلا من العلاقات التضامنية والملكية الجماعية التي سادت قبل هذا العصر. كما شكلت الأديان منتوجا خاما لهذا العصر لدعم الوضع الطبقي الجديد وإمكانية نشأة الدول وتبرير سلطتها على أساس الحق الإلهي. يتبع لطفا


14 - تعقيب على السيد عبد المفتي تابع
عبد السلام أديب ( 2019 / 6 / 19 - 04:55 )
في الفترة السابقة للعصر النيوليتي كانت علاقة الانسان بالطبيعة علاقة روحانية وجدانية حيث كان لكل عنصر طبيعي له قيمته وقداسته حتى العلاقات التضامنية العشائرية كانت لها قيمتها وقداستها. فالرسومات التي وجدت داخل الكهوف للإنسان البدائي على شكل حيوانات او تمظهرات مختلفة للطبيعة كانت تعبر عن هذا التقديس والعلاقات الوجدانية اتجاه هذه الأشياء ولم تكن أبدا على شكل أديان بدائية. لكن التمزق والانقسام الذي حدث ابان عصر الثورة الزراعية حول هذه الطقوس البدائية الى رموز دينية وبدأ المجتمع الطبقي الجديد يختار وسائط بين الانسان والعناصر المختلفة للطبيعة، حيث أتحولت هذه الوسائط الى رجال الدين أوصياء على عقل وروح الانسان داخل المجتمع الطبقي لضمان خنوعه لسلطة الطبقة الحاكمة. ومن هنا ابتدأ التاريخ الديني الطبقي للإنسان وتعاقب ظهور الوسائط على شكل انبياء يتناقلون التعاليم الدينية. فتاريخ الدين اذن هو تاريخ الحضارة الطبقية، ووظيفته هو ضمان استمرار تحكم هذه الحضارة في اغتراب الانسان. يتبع لطفا


15 - تعقيب على السيد عبد المفتي تابع
عبد السلام أديب ( 2019 / 6 / 19 - 04:56 )
لا يشد الانسان الأمازيغي عن هذه القاعدة، فهناك دراسات لتطور هذا الانسان في شمال افريقيا عبر العصور الحجرية والبرونزية والحديدية، وكيفية انتقاله من الوحشية الى البربرية مع مخلفات احتكاك العديد من عشائره مع شعوب أخرى على ضفاف البحر الأبيض المتوسط والتي سبق لها تأسيس حضارات طبقية خاصة، كالسومريون والفراعنة واليونان والرومان. وفي ظل هذا الاحتكاك تشكلت لدى الأمازيغ أيضا مجتمعات طبقية وتأسست حضارات وممالك لها لغتها ورموزها الحضارية لا زالت آثارها التاريخية قائمة. كما تأثرت بالأديان مثلها مثل الشعوب الأخرى شكلت أداة لدعم المجتمعات الطبقية التي أنشأتها. وبطبيعة الحال حافظت العديد من العشائر الامازيغية على على عادات التضامن والتدبير الذاتي لإنتاج وإعادة انتاج الحياة المباشرة في ظل ملكية جماعية للأرض ومنتجاتها وحيواناتها. يتبع لطفا


16 - تعقيب على السيد عبد المفتي تابع
عبد السلام أديب ( 2019 / 6 / 19 - 04:58 )
ونظرا للطبيعة الغنية بخيراتها في منطقة شمال افريقيا فقد كانت دائما هدفا للأطماع الاستعمارية، حيث غزتها الحضارات المتاخمة واقامت بها معالمها واختلط الغزاة بالسكان المحليين، لكن الأمازيغ كانوا في الغالب يتبعون استراتيجية الانسحاب امام الهجمات القوية للغزاة وينتظرون فترة لدراسة نقاط ضعف العدو وتجهيز أنفسهم للانتصار على هؤلاء الغزاة وطردهم من المنطقة. أما الغزو العربي الإسلامي فلم يكن أبدا من أجل نشر الديانة الإسلامية، لأن الإسلام كان قد انتشر قبل هذا الغزو، على يد أمازيغ قاموا برحلات الى الجزيرة العربية مع بداية انتشار الإسلام، وعادوا الى اوطانهم لنشره. كما ان هرب ادريس الأكبر من بطش العباسيين ولجوئه الى قبيلة اوربة الامازيغية التي جعلته اماما وقاضيا لها تعلمت منه قواعد الإسلام. لكن طمع عدد من القبائل العربية الصحراوية التي تتعاطى للنهب والسرقة كبنو هلال وبنو سليم والتي حلت بشمال افريقيا هي من تعاطى للغزو والسيطرة على الأراضي الامازيغية في الكثير من السهول الخضراء. هذا الغزو هو الذي سيساهم في التشكيلة الطبقية القائمة الى اليوم. يتبع لطفا


17 - تعقيب على السيد عبد المفتي تابع
عبد السلام أديب ( 2019 / 6 / 19 - 05:04 )
كخلاصة للأفكار الواردة في هذا التعقيب، أود أن أقول للسيد عبد المفتى أن أوهامه الدينية العربية الإسلامية وتصوره الخرافي للعالم هي نفس الأوهام والخرافات الأيديولوجية التي كان الغزاة العرب يستعملونها لتبرير الجرائم التي قاموا بها في حق الانسان الامازيغي في شمال افريقيا وبالتالي استعبادهم في اطار علاقات طبقية استغلالية لا زالت قائمة الى اليوم. وان استمرار فرض هذه الأوهام في القرن الواحد والعشرين سوف لن يزيد الاصطدام السياسي والواقع الانقسامي الشوفيني في شمال افريقيا الا حدة بين الطرفين. كما ان الواقع الطبقي القائم وأيضا كافة المشاريع السياسية الطبقية الحالية والمستقبلية، سواء تم تبنيها من طرف عرب او أمازيغ، فمآلها اشعال المزيد من الصراع الطبقي المميت بين القوى البرجوازية المهيمنة العربية والامازيغية وطليعة البروليتاريا العربية والامازيغية معا والمتضامنة من اجل التحرر والاشتراكية/الشيوعية.


18 - تحية للحوار المتمدن على ايقافه للتهديد أعلاه
عبد السلام أديب ( 2019 / 6 / 20 - 03:03 )
أشكر ادارة الحوار المتمدن على ايقافها السريع للتهديد المبطن في التعليق رقم 18

اخر الافلام

.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات


.. مظاهرة واعتصام بجامعة مانشستر للمطالبة بوقف الحرب على غزة وو




.. ما أهمية الصور التي حصلت عليها الجزيرة لمسيرة إسرائيلية أسقط


.. فيضانات وانهيارات أرضية في البرازيل تودي بحياة 36 شخصا




.. الاحتجاجات الطلابية على حرب غزة تمتد إلى جامعة لوزان بسويسرا