الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


روسيا عكازي!

أفنان القاسم

2019 / 6 / 17
الادب والفن


لقد تَأَخَّرَ الوقتُ كثيرا
الانتظارُ لم يعدْ يعني شيئا
الموعدُ علامةْ


لقد تَقَدَّمَ اليومُ ساعةً ودقيقةْ
العدلُ لم يجدْ غيرَ الظلمِ نهرا
المحكمةُ حمامةْ


لقد تراجعَ الموقفُ تراجعًا كبيرا
النفوذُ حلقةٌ مفرغةٌ ليسَ إلا
الجغرافيا كرامةْ


لقد تصارعَ النَّمِرُ مَعَ النَّمِرِ والنَّمِرُ كانَ ورقا
النهارُ غدا تحتَ الأقدامِ غبارا
الليلُ غمامةْ


لقد تعادلَ العقربانِ في الساعةِ الحمرا
الماضي كانَ دقةً ساكنةً في المرايا
الحاضرُ دوامةْ




نحنُ كلُّنَا نريدُ الأشياءَ نفسَهَا
بعضُنَا يحصلُ عليها
وبعضُنَا لا يحصلْ


نحنُ كلُّنَا نطبخُ الأطباقَ نفسَهَا
بعضُنَا يشبعُ منها
وبعضُنَا لا يشبعْ


نحنُ كلُّنَا نحملُ الهواتفَ نفسَهَا
بعضُنَا يتكلمُ بها
وبعضُنَا لا يتكلمْ


نحنُ كلُّنَا نرى الأفلامَ نفسَهَا
بعضُنَا ينظرُ إلى نفسِهِ فيها
وبعضُنَا لا ينظرْ


نحنُ كلُّنَا نمتطي التنيناتَ نفسَهَا
بعضُنَا يقطفُ النارَ عنها
وبعضُنَا لا يقطفْ




أريدُ كلَّ شيءْ
أستطيعُ أن أصنعَ العالمَ في أنترنيتي
ولا أحصلَ على أيِّ شيءْ


أريدُ كلَّ نوعْ
أستطيعُ أن أقطعَ الموجَ بسكيني
ولا أجرحَ أيَّ نوعْ


أريدُ كلَّ لونْ
أستطيعُ أن أرفعَ العلمَ على عبوديتي
ولا أُنْزِلَ أيَّ لونْ


أريدُ كلَّ ضوءْ
أستطيعُ أن أطفئَ الظلامَ من حولي
ولا أُشْعِلَ أيَّ ضوءْ


أريدُ كلَّ صوتْ
أستطيعُ أن أحجبَ عن نظامِ الكَرَزَتَيْنِ صوتي
ولا أخنقَ أيَّ خوخْ




الجحيمُ سيبيريا
الأسودُ الجليدْ
الأبيضُ اللهبْ


النعيمُ الكرملينْ
الملاكُ بوتينْ
الشيطانُ العنبْ


الدهاليزُ الروبلْ
القوةُ ماكدونالدْ
الضعفُ السببْ


الألاعيبُ المافيا
القنينةُ الفودكا
الكأسُ اللقبْ


المجانينُ الناسْ
المصحةُ البورصةْ
الدواءُ الذهبْ




أعرفُ أنَّ الظلامَ في موسكو منيرْ
والخفيَّ مرئيّْ
أحذِّرُ التفاحْ


أرى أنَّ نابليونَ في بطرسبورجَ صغيرْ
وستالينَ صبيّْ
أزيِّنُ الأفراحْ


أدركُ أنَّ السمكَ في نهرِ الفولجا كثيرْ
والماءَ نقيّْ
أغيِّرُ الرياحْ


أفهمُ أنَّ في رأسِ راسبوتينَ السرَّ حريرْ
والقرارَ قِنَّبِيّْ
أُدْمِلُ الجراحْ


أعني أنَّ الحُبَّ في حُبِّ لينينَ الحُبُّ الضريرْ
لا الحُبُّ الغبيّْ
أُمَلِّحُ النواحْ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لم اندمج مع روسيا التي رسمتها
نبيل عودة ( 2019 / 6 / 17 - 13:04 )
هذه المرة بقيت واقفا على الشاطئ انتظر ما يدقعني لروسياك البوتينية، فلم اجد حتى عربة حمار تقلني الى الكرملين او مهد الثورة في بطرسبورغ.ربما افتقد الى لينين وستالين وسائر القابضين على الأعناق
.. روسيا تريد عكازة لنفسها .. وجدت واحدة في الشام ونصف عكازة في انقرة..
وربما تجد عكازة من الرمال او من بول البعير المجمد في السعودية


2 - أنا ركزت على الروسي لا على روسيا
أفنان القاسم ( 2019 / 6 / 17 - 14:00 )
ووضعت الروسي في فضاء كوني وزمان إنساني، فروسيا بوتين اجترتها الأقلام... أعد القراءة يا ناقدي الوحيد من هذه الزاوية.


3 - قرات مرة اخرى واضيف
نبيـــل عــودة ( 2019 / 6 / 17 - 16:13 )
المضحك ان روسيا كانت عكازا للكثير من الأنظمة، واليوم عادت لتكون عكازا لأنظمة لا تستحق البقاء.
وهذه العكاز اضحت تقليدا سارت عليه انظمة عربية جمهورية اشتراكية وحودوية.. انكسرت العصا وظلت مومياءات تتحكم باستبداد مطلق، وبالعصا مع كل معارض. لو كنت قريب منك لما تجرأت ان اكتب ذلك حتى لا تطالني عصاك الروسية!!


4 - تحليلك سليم
أفنان القاسم ( 2019 / 6 / 17 - 18:36 )
لكن في السياق الذي أنا فيه أريد من روسيا أن تكون عكازًا لي أمام أمريكا، فأعتمد عليها، مقابل أن أغير، كمشروع، وضع الروسي، هذه هي باختصار شديد الثيمة...

اخر الافلام

.. لطلاب الثانوية العامة.. المراجعة النهائية لمادة اللغة الإسبا


.. أين ظهر نجم الفنانة الألبانية الأصول -دوا ليبا-؟




.. الفنان الكوميدي بدر صالح: في كل مدينة يوجد قوانين خاصة للسوا


.. تحليلات كوميدية من الفنان بدر صالح لطرق السواقة المختلفة وال




.. لتجنب المشكلات.. نصائح للرجال والنساء أثناء السواقة من الفنا