الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رائحة التمرحنّة

مهند طلال الاخرس

2019 / 6 / 17
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


رائحة التمرحنّة رشاد ابو شاور
رائحةالتمرحنة كتاب من ٢٠٧ صفحة لرشاد ابو شاور اصدار المؤسسة العربية للدراسات والنشر سنة ١٩٩٩، وهو عبارة عن مجموعة من الخواطر والنصوص تجتمع في كتاب واحد لتنقل لنا مشاهدات وانطباعات زيارته لفلسطين، فرشاد ابو شاور ابن ذكرين واللاجيء منها منذ عام ١٩٤٨ والنازح عن فلسطين ومخيماتها منذ عام ١٩٦٧ يتحصل على تصريح زيارة بدعوة من قبل وزارة الثقافة الفلسطينية (بعد تأسيس السلطة الوطنية) ، وبعد النكبة والنكسة وبعد سنين ضارية وغارقة في التشريد في عدة عواصم يعود ذلك الحب الذي لم ينقطع اصلا في كل مسيرته وفي كل آماله واعماله الادبية يعود ذلك الحب الى التفجر من جديد طارحا تلك الخواطر لمشاهداته وانطباعاته لتلك الزيارة التي سمحت له باستعادة التاريخ وبإستعادة الذكريات والاحلام والامنيات من جديد .

في هذا الكتاب المزدحم بالحكايا والدموع والذكريات ان تمعنت في كثير منها تجد نفسك وكأنك تطالع لب الحكايا وبؤر الحبكات من كتابات رشاد السابقة واللاحقة، فأنت تنظر الى شغاف القلب وتنظر الى كبد الحقيقة الواسعة التي سبق لك وان قرأتها او اطلعت عليها نتيحة تجربة ابائك واجدادك، ام لأنك قرأتها في كتاب آخر سواء لرشاد او كاتب فلسطيني آخر ، ام هي كل ذلك واكثر، ربما شيء من هذا وذاك، فهذه سيرة يختلط فيها الخاص بالعام وتلك حكاية معظم الشعب الفلسطيني وميزته الاثيرة.

في هذا الكتاب ان تمعنت جيدا ستجد نفسك قد قرأت الكثير من فصوله بالتفصيل في مجمل اعمال رشاد ابو شاور الروائية والقصصية وحتى المقالات؛ ففي هذا الكتاب تجد نفسك تقرا في رواية العشاق ووداعا يا ذكرين والحب وليالي البوم وشبابيك زينب وآه يا بيروت هذا عداك عن انك تمسك بتلابيب كثير من قصصه مثل عازف اليرغول هذا ايضا الى اطلاعك على صفات وسمات هذا الكاتب والعاشق لفلسطين الارض والانسان.

يطوف رشاد ابو شاور بنا كعادته بين ثنايا الوطن وحكاياه، ولا يبخل علينا بالسماح لنا بالتجوال معه كرفيق للدرب وكسادن للذاكرة بكل الامها وامالها، نستشعر معه الونات والاهات والحب المتجدد لفلسطين ذلك الحب الذي لا يمكن ان ينتهي او يموت.

في هذا الكتاب يسجل رشاد ابو شاور لرحلته ويوثق لها منذ لحظة هبوطه الى "جسر اللنبي" فيأخذنا برفقته في ثنايا الذاكرة اولا ومن ثم لا يبخل علينا بأن نسير معه في مدن فلسطين كل فلسطين، دون ان ينسى ان يقص علينا كثيرا من سيرته في ذكرين ومن ثم في مخيمات اريحا عين السلطان والنويعمة وعقبة جبر ويتحفنا بكثير من ذكريات الزمن الجميل المعطر برائحة اشجار التمرحنة، ويكمل تجواله وتنساب خواطره وكذلك اهاته ودمعاته وهو يصحبنا في ربوع فلسطين وجبالها وبحرها ومدنها وقراها وطرقاتها مستعرضا لنا خلال هذا التجوال كثيرا من سطور التاريخ ومروياته التي تؤكد عروبة هذه الارض وانتسابنا اليها حبا وطواعية.

في هذا الكتاب ان لم تسنح لك فرصة الجلوس مع اجدادك وسماع حكايتهم وذكرياتهم عن ايام البلاد فبإمكانك قراءة هذا الكتاب. فرشاد في هذا الكتاب يوفر لنا فرصة الجلوس مع الاجداد مرة اخرى، لكن هذه الجلسة وهذه الرحلة في مرافيء الذاكرة مع رشاد هي جلسة بمحض ارادتنا اذا رغبنا ان نعود للوطن. فرشاد في هذا الكتاب ينوب عن كل اجدادنا الذين غابوا وبقيت الحكاية.

بقلم مهند طلال الاخرس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسل الجزيرة: القسام أعلنت عن قنص جندي في حي الشجاعية


.. واصف عريقات: الجيش الإسرائيلي وصل لمرحلة من الإفلاس وتدني قد




.. هل توجد خشية من التعرض للدكتور أبو سلمية بعد جدل الإفراج عنه


.. حداد في كراتشي على وفاة العديد من الناس في موجة الحر في باكس




.. نواكشوط تتحول إلى -ثكنة عسكرية- بعد دعوة ولد اعبيد للعصيان ا