الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل انتهت مرحلة السلطة الفلسطينية وبدأت مرحلة تصفية الشعب الفلسطيني كشعب

محمود الشيخ

2019 / 6 / 17
القضية الفلسطينية



يبدو عندما بدأت محادثات أوسلو السرية والتي تعمّدت القيادة السياسية أن تبقيها قناة مفاوضات سرية،في الوقت الذى تجري محادثات علنية يرأس وفدها الدكتور المرحوم حيدر عبد الشافي،وضعت اسرائيل هدفاَ أمام المفاوض الإسرائيلي لوصوله إلى نتيجة غير مرئية مستقبلا هي إنهاء دور (م.ت.ف) كممثّل وحيد وشرعي للشعب الفلسطيني من خلال انشاء سلطة للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة لكنها مقيّدة بشروط وقيود لا يمكنها أن تكون حرة ومرجعيّتها اسرائيل في مختلف القضايا،ومراقبة في سلوكها وتصرفاتها،ومسؤوليها،خروجهم ودخولهم بإذن اسرائيل،اسموها سلطة الحكم الذاتي،ضخّم المسؤولين تسمياتهم بمعاليك وفخامتك ووزير ووكيل ومدير عام (يعني أطعمنا حالنا جوز فارغ) اعتقد البعض أن السلطة ستوصله إلى الدولة المنشودة،واسرائيل كانت من جهتها تسعى إلى تفريغ السلطة من محتواها من جهة،والحد من دورها وصلاحيتها،حتى باتت عاجزة عن القيام بأي دور كان باعتراف رئيس السلطة ومسؤوليها.
ثم بدأت الصحوة عند الذين نشروا ثقافة أوسلو التى عملت على إفراغ ثقافة المقاومة من مضمونها لسيطرة ثقافة أوسلو التى كان ولا زال هدفها هو تجميد أي شكل من أشكال المقاومة كونه يتعارض مع مصالحهم التى نشأت مع نشوء السلطة وتضخمت يومأ تلو يوم وباتت مصالحهم الأهم،وهذا ما ابتغته اسرائيل من خلال تضخّيم مصالح تلك الفئة التى نمت على أطراف السلطة،وقد لعبت هذه دوراً في كبح جماح المقاومة الشعبية ووقفت في وجهها وحوّلت من خلالها المناضلين إلى أداة للحؤول دون تطور المقاومة الشعبية السلاح الأمضى في ظروفنا الحالية التى اوصلت الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع إلى حالة من الكفر بكل حركته الوطنية التى وصلت إلى مرحلة عجزها عن وقف الفساد الذى يفتك بمؤسساتنا وأحزابنا وسلطتنا الوطنية،وربما وصلها الفساد بأشكال مختلفة،ليس بالضرورة أن يكون فساداً مالياً بل ربما فساداً سياسياً وإدارياً وشللياً أدّى إلى عمليات تخريب في المؤسسات الحزبية،حتى تكلّست وبات دورها باهتاً،لا حول لهم ولا قوة.
رغم محاولات تجديد قوتها من خلال وحدة عناصر اطرافها إلا أنّ تمسّك البعض في ثقافته ومعتقداته التى كان يحملها قبل أوسلو منعته من أن ينصهر في وحدة تساهم ربما في وقف التدهور الحاصل على الساحة الفلسطينية،وأقصد هنا انهيار (التجمّع الديمقراطي الفلسطيني ) وفشل التجربة من أولها.
إنّ انهيار السلطة يرافقه انهيار المؤسسات الحزبية،وهذا ما قصدته اسرائيل وكان نصب عينها في مفاوضات أوسلو جلبت القوى والقيادات إلى الأراضي المحتلة وهي التى دعت إلى إقامة سلطة فلسطينية تحت رعايتها كي تتصرف بها كما تشاء وإلى مرحلة زمنية تحددها هي متى تشاء،ويبدو أن وقت انتهاء دور السلطة بدأ بعد ان احتلت السلطه مكان (م.ت.ف) وبالتالي اصبحت السلطه تمثل الشعب الفلسطيني،ثم بدأى ينقضي حسب المخطط الأمريكي الإسرائيلي دور السلطه ومن ثم دورها، لكن قبل اسرائيل نحن من عمل على انتهاء دورها من خلال الفساد المالي والإداري والأخلاقي الذى انتشر في السلطة منذ نشأت ولا يجوز أبداً القول هاتولي ملف فساد حتى نحقق فيه ،أي إنكار للفساد يعتبر دعماً للفساد وتعميقاً له وإعفاءاً أيضاً للفاسدين والشعب الفلسطيني يرى ويسمع عن الفساد من خلال ثراء البعض وثروته ، التى تشكلت،ودور البعض الذى أيضاً ساهم في الفساد وحمايته.
فالأموال التى منحت للسلطة الفلسطينية لو استغلت في مكانها الصحيح ولم تذهب لجيوب البعض، تجعل من البلاد جنّة وتحمي الناس من الجوع وتقيم مؤسسات صحية وتعليمية وبنية تحتية وتساهم في بناء اقتصاد ربما إن خلا من تدخّل اسرائيل وهذا من رابع المستحيلات ان ينقظ البلاد من البطالة المتراكمة سنة بعد سنة،إلّا أنّ المال الذي نُهِب والفساد الذى انتشر كان بوابة لدخول كل فاسد وتوسيع قاعدته،وما حصل في ديرقديس هو امتداد للفساد ونتيجة طبيعية لانتشاره،وما قضية رواتب مجلس الوزراء السابق إلا واحدة من مجموعات من ملفات الفساد التى أتيح لها أن تتراكم بفعل تجاهل القائمين على السلطة لها وعدم محاسبة أطرافها هذا من جهة.
ومن جهة أخرى فإنّ الإنقسام بدّد حلم الناس في وحدة الصف ووحدة الموقف وساهم في تشكيل شقّ كبير ليس سياسي فحسب بل جغرافي والطامة الكبرى أنّ القائمين عليه،يدعون دائماً إلى التمسك بقول الله تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) لكن ما جرى هو انشقاق وانقسام وخدمة للأهداف الإسرائيلية الساعية إلى شقّ وحدة الصف الفلسطيني،لغاية في نفس يعقوب ومهما كانت حججهم في الإنقسام إلا أن مضاره كبيرة وقد أثبت الواقع المرّ الذى يعيشه شعبنا أنّ الإنقسام لعب دوراً في انكفاء مكانة القضية الفلسطينية عالمياً وباتت قضية غير مركزية،ورغم الأضرار التى وقعت بعد الإنقسام بفعل أصحاب الإنقسام لا زالوا مصرّين على بقائه رغم تصريح اسرائيل وعلانية على تشجيعها لاستمرار الإنقسام لأنه مصلحة اسرائيلية مثلما كانت السلطة مصلحة اسرائيلية واليوم يبدو أن مصلحتها في السلطة انتهت.
ومع انكفاء مكانة القضية الفلسطينية،تخلّت الدول خاصة الخليجية عن الشعب الفلسطيني وقضيته لم تعد مركزية كما كانوا يدّعون،وباتت تقيم علاقات منها سرية ومنها علنية مع اسرائيل وتدعوا من خلال تخلّيها إلى تبنّي المخطط الأمريكي الإسرائيلي القاضي إلى تصفية القضية الفلسطينية ومنها إلى إنهاء الشعب الفلسطيني كشعب،بعد أن أعلن ترامب عن القدس عاصمة لإسرائيل ووضع الجولان تحت سيطرة اسرائيل وقد يدعوا اسرائيل بعد ورشة المنامة إلى ضمّ الضفة الغربية إلى اسرائيل،فماذا تبقى بعد ذلك.
ورغم هذا لا زالت حماس متمسّكة بالإنقسام من جهة،وترامب أوقف المساعدات المالية التى تقدم للسلطة الفلسطينية والبالغة
( 810) مليون دولار سنوياً وأغلق مكتب (م.ت.ف) في واشنطن واعتبرها منظمة ارهابية وأوقف المساعدات المالية التى تقدمها (للأونروا ) واعتبر أن مهمتها انتهت وطالب الدول التى تستضيف الفلسطينيين أن تمنحهم الجنسية على اعتبار أنهم ولدوا في تلك الدول وبالتالي هم أبناء تلك الدول وليسوا فلسطينيين ومن هُجِّرُوا ماتوا.واسرائيل تحجب عن السلطة أموالاً تصرفها السلطة للسجناء وأهالي الشهداء والجرحى،ومنذ أشهر لم تتقاضى السلطة أموال المقاصة،والدول العربية رغم مطالبة السلطة بل مناشدة السلطة لهم بدفع ما استعدوا لدفعه من أموال إلا أنهم أوقفوها طبعاً بأمر أمريكي،مما يعني محاصرة السلطة مالياً حتى باتت غير قادرة على دفع رواتب موظفيها،وقبلها اسرائيل سحبت الكثير من صلاحياتها وحاصرت دورها لتصبح السلطة عاجزه عن القيام بدورها،ويعني هذا ان دورها حسب المخطط الإسرائيلي شارف على الإنتهاء وان انهيارها لم يعد يهم لا امريكا ولا اسرائيل وحتى العرب كذلك.
وامام هذا الواقع الصعب اصبح مطلوبا مراجعة البعد الذى تسعى اليه اسرائيل وامريكا والدول العربيه معهم،لإعادة تشكيل الوعي الفلسطيني واستبداله من ثقافة اوسلو الى ثقافة المقاومه،ام ان الشيخوخة في اعماركم قادت الى شيخوخة في ثقافتكم وباتت الوسادة التى تتكؤون عليها اسهل عليكم من النهوض لتتحولوا الى مناضلين كما كنتم قبل اوسلو،الوضع يحتاج الى وقفه ليست نقديه فحسب بل الى وقفه جديه تسعى الى اقامة جبهة وطنيه مهمتها اعادة وحدة الصف والجغرافيا والموقف السياسي الى جادة الصواب والإعلان عن تحالفات جديدة مع القوى المعاديه للمخطط الأمريكي الإسرائيل مع كشف الدول العربيه المتحالفه مع اسرائيل ليس ضد ايران فحسب بل ضد قضيتنا الوطنيه وضد شعبنا.
كل ما تقدم نستخلص منه ان السلطه لم تعد تهم اسرئيل كما كانت وان انهارت غير عابئة بذلك،وامريكا تسعى الى انهاء القضية الفلسطينيه من خلال اعادة تشكيل القضيه بما يتناسب والمخطط الإسرائيلي ،الشعب الفلسطيني في الشتات يوطن في الدول التى يعيشون فيها ويجنسوا فيها والشعب في الضفة الغربيه بعد انتهاء السلطه اما يرحل او يهاجر بمحض ارادته ويصبح مع الزمن يطلق علينا عرب اسرائيل مثلما يطلق على شعبنا اليوم في الداخل عرب اسرائيل،هذا المخطط الذى تسعى اليه امركيا واسرائيل،فالقادرين على الرحيل من اصحاب الملايين سيرحلون او يدجنون مع اسرئيل وما تبقى من الشعب سيبقون في البلاد لأنهم ( لن يبقى في الواد الا حجارته)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البيت الأبيض: واشنطن لم تتسلم خطة إسرائيلية شاملة تتعلق بعمل


.. اتفاق الرياض وواشنطن يواجه تعنتا إسرائيليا




.. إسرائيل وحماس تتبادلان الاتهامات بشأن تعطيل التوصل إلى اتفاق


.. خطة نتياهو لتحالف عربي يدير القطاع




.. عناصر من القسام يخوضون اشتباكات في منزل محاصر بدير الغصون في