الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفاعل والمفعول في حرائق القامشلي

صلاح بدرالدين

2019 / 6 / 18
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير




هناك شعور عام لدى معظم الكرد السوريين بأنهم كانوا ومازالوا من أكثر المكونات الوطنية في نيل المصائب وتلقي الضربات والتعرض للنزوح والهجرة وتعرض مناطقه للتدمير كما حصل في عين العرب – كوباني وللتهجير والاحتلال كما في وضع – عفرين – وللتهجير الى حدود الافراغ في مناطق الجزيرة وفوق كل ذلك تعرض حركته الوطنية الى التخريب الفكري والتزييف الثقافي والانحراف السياسي من جانب أحزابه وخصوصا جماعات – ب ك ك – من دون اغفال ماحل بكل السوريين في مختلف مناطقهم .
منذ أندلاع الحرائق في المحاصيل الزراعية بريف بعض مناطق الجزيرة ( ديريك – القامشلي – عامودا – درباسية ومازال الحبل على الجرار .. ) قبل نحو أسبوعين وحتى الآن ومتابعتي اليومية لمحنة أهلنا الذين يبذلون كل مجهود ويواجهون المخاطر بالطرق البدائية من أجل انقاذ مايمكن إنقاذه من مصادر عيشهم من محاصيل القمح والشعير وحتى البساتين البعلية والبعض من المروية نعم انها مصادر الرزق الوحيدة لأهل المنطقة بعد حصار نظام الاستبداد منذ أكثر من ثمانية أعوام خصوصا وقبلها خلال عقود وتحكم سلطة الأمر الواقع التابعة لجماعات – ب ك ك – التي بدورها سارت على خطى شعارات البعث : ( كل شيء من أجل معاركها الآيديولوجية من بشر وموارد ) .
حتى الآن وبعد التهام الحرائق لقرابة النصف أوأكثر من محاصيل الفقراء وذوي الدخل المحدود والفلاحين والمزارعين الصغار من سكان المنطقة وهم من الكرد لم يظهر أمران : الأول – مازال الفاعلون مجهولون بشكل رسمي ولكن الأهالي وبحسب سجيتهم العفوية واحاسيسهم وفطرتهم الموروثة في تعقب المعتديين على كراماتهم وسارقي مواشيهم ومثيري الفتن بين أوساطهم فانهم يشيرون بأصابع الاتهام الى سلطتي النظام والأمر الواقع والثاني – عدم وصول أية إغاثة لاطفاء الحرائق بواسطة السيارات ولانقول ( الهيلوكوبترات الخاصة برش المواد المضادة للحرائق ) وهذا يعني أن السلطتين المتكاملتين المتعاونتين الحاكمتين مع استكمال المخطط بحرق الأخضر واليابس من موارد سكان المنطقة عقابا لهم على معاداتهم للنظام ووقوفهم الى جانب الثورة السورية وعلي رفضهم وعدم قبولهم لسلطة جماعات – ب ك ك – القمعية التخوينية للمقابل المختلف .
وهنا وحتى نكون موضوعيين فان ( الأنكسي ) الذي يعتبر نفسه الممثل الشرعي لكرد سوريا يتحمل جزء من المسؤلية على صعيد الإغاثة ومد الأهالي بوسائل مواجهة الحرائق وذلك من خلال حلفائه من – الائتلاف – وغيره من القوى والآطراف المتمكنة التي يدعي أنه على صلات وثيقة بها كما أن الطرف الأمريكي الذي يمتلك كل الوسائل لاطفاء الحرائق والذي ينصب نفسه شرطيا للمنطقة من باب المندب وحتى جبل طارق قد خذل شعبنا مرة أخرى وأكد أنه ليس صديقا بل مستغلا للآخرين من أجل مصالحه فحسب وللأمانة نقول أن سلطات إقليم كردستان العراق أبدت استعدادها للمساعدة ولكن سلطة الأمر الواقع رفضت بحسب المدير المسؤول عن معبر سيمالكا الحدودي .
ان الاتهامات الموجهة الى ( السلطتين ) في محاولاتها اذلال شعبنا لها مايبررها خاصة وأن هناك في المنطقة مجموعات قوى أخرى جلبتها السلطتان مثل ( مجموعات من حزب الله ومن الحرس الثوري الإيراني ومن الروس ) وهي كلها معادية وضد مصالح السوريين من كل الأطياف وهي بالأساس جلبت مسلحي – ب ك ك – من قنديل لمواجهة الثورة والمعارضة وتلتقي مصالحها جميعا في اركاع الكرد والانتقام منهم .
لقد جاء مسلحوا – ب ك ك – بالآلاف من قنديل منذ ثمانية أعوام وحتى الآن وتوزعوا في المناطق الكردية وجلبوا معهم ثقافة غريبة مغايرة لكل تقاليد الحركة الوطنية الكردية السورية حول الفكر القومي والديموقراطية والتحالفات الوطنية ومواجهة الاستبداد وحل القضية الكردية بالحوار والتوافق الكردي العربي ومسألة التحالفات المبدئية ومنذ ذلك الحين وحتى الآن تحاول تلك الجماعات فرض آيديولوجيتها بقوة الحديد والنار وبالتهديد والتصفيات والتهجير الى حدود محاولة تغيير كل ماتربى عليه الوطنييون الكرد السورييون من مفاهيم وطنية وقومية وإنسانية وفرض فكر ( قائدهم ) أوجلان الذي فشل في تحقيق أي مكسب يذكر لشعب كردستان تركيا وألحق الأذى بقضايا الكرد في سوريا وايران والعراق .
منذ ثمانية أعوام باءت محاولات جماعات – ب ك ك – بالفشل في مساعيها غير الشريفة ومن هنا يمكن الاستدلال بأن مايحصل بمثابة عقاب جماعي لأهلنا بالجزيرة بعد عقاب أهلنا بعفرين المحتلة وقبلها أهلنا بكوباني وهذه الجماعات هي المستفيدة من اذلال الشعب إضافة الى نظام الاستبداد فالقمع السياسي وتخوين الآخر المختلف وتجويعه هي أهداف وإجراءات تقود الى الاذلال والاستسلام حسب منطق قوى الشر والظلام .
ان الخارطة السياسية الراهنة في الحالة الكردية السورية وتسلط وانحرافات الأحزاب وفشلها في تحقيق المشروع القومي والوطني الكردي السوري بل حتى عجزها عن الدفاع عن كرامة الشعب والحفاظ على لقمة عيشه وحماية المسكن والمحصول من الحرائق وكما أشرنا اليها منذ أعوام لن تجلب سوى التراجع والتردي والمزيد من المعاناة والبديل هو إعادة بناء حركتنا وتوحيدها على أسس سليمة واستعادة شرعيتها عبر الاتفاق والتوافق على خطوات تنظيم فعاليات عقد المؤتمر الكري السوري الجامع للخروج بمشروع سياسي وخارطة طريق وقيادة منتخبة لمواجهة سائر التحديات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية خاصة - لبنان بعد اغتيال نصر الله • فرانس 24 / FRANCE


.. عاجل | نتنياهو: مقتل نصر الله سيغير موازين القوى لسنوات في ا




.. بدأت باختراق تردداته.. إسرائيل ترسل رسائل مبطنة باستهداف مطا


.. نتنياهو: تصفية نصر الله هي الشرط الأساسي لعودة مواطنينا إلى




.. موازين | الاحتلال وحق مقاومته