الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعب غير مهيء بعد

سلام قاسم
كاتب وإعلامي

(Salam Kasem)

2019 / 6 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


تحت عنوان ( الشعب غير مهيء بعد) كنت كتبت مقال عام 2005.. اتهمني فيه البعض مختلف التهم.. على رأسها أني بعثي وأحن للديكتاتورية.. بينما الحقيقة أني قلت فيه أن آثار الديكتاتورية مازالت قائمة.. لم تفارق مخيلة العراقيين.. اضافة الى أن الشعب بحاجة الى دروس توعوية لمعرفة المعنى الحقيقي للديمقراطية.. وبما أن اغلبية الشعب هم من الناس البسطاء الطيبين والمتأثرين كثيراً بالأعراف والتقاليد ومتمسكين فيها ومتأثرين بما يقوله رجل الدين وشيخ العشيرة.. اضافة الى ان شخصية الرجل القوي.. الذي يفتل شاربه ويتوعد.. هي الطاغية على مخيلتهم.. اذن الديمقراطية لن يكتب لها النجاح.. كان على الدولة بعد عام 2003 خصوصاً بعد أن استلم مقاليد الحكم قائد عراقي خلفا لبريمر.. عليها أن تؤسس لبناء الأنسان بالشكل الصحيح.. عبر اشراك اساتذة مختصين.. نعم الديمقراطية وسيلة حكم ناجعة عندما يكون الشعب ملم بتفاصيلها وواعي لمخرجاتها.. وهي وسيلة لحكم الشعب نفسه بنفسه عبر اختيار من يراه مناسب.. وهي شكل من أشكال الحكم .. يشارك فيه جميع المواطنين المؤهلين على قدم المساواة .. اما مباشرة أو من خلال ممثلين عنهم منتخبين .. في اقتراح.. وتطوير.. واستحداث القوانين.
لكن السؤال الأهم هل أن شعبنا مهيء للديمقراطية.. فقط سوف اذكر نموذجين لها في مصر والعراق.. بعد 2003:
اولا - النموذج العراقي.. الشعب كل اربع سنوات يذهب لينتخب اشخاص بعينهم لا يتغيرون ابدا.. والسبب في ذلك لأنهم يضفون على بعض الشخصيات القدسية.. وبما ان الطبقة المثقفة في العراق تشكل 20% على أكثر تقدير.. اذن صوتها سوف يضيع وسط اصوات الأكثرية.
ثانيا- النموذج المصري..عام 2012 جرت ثاني انتخابات رئاسية مصرية فاز خلالها الرئيس محمد مرسي مرشح حزب الحرية والعدالة بنسبة 51.73% وهي انتخابات نزيهة بشهادة الأمم المتحدة.. في هذه الأنتخابات ايضاً غيبت الأصوات المثقفة المصرية.. رغم أن مصر كانت تنعم بالأستقرار ولم تتعرض الى حصار وحروب .. آخر حرب كانت عام 1973.. مع ذلك حدث تراجع كبير ايضاً على المستوى الثقافي في الشارع المصري.. نتيجة لصعود نجم حزب الأخوان المسلمين اضافة الى الفقر.. ومن الجدير بالذكر أن محمد مرسي توفي هذا اليوم 17/ 6/ 2019 اثناء جلسة محاكمته.
الخلاصة.. أن تراجع الوعي لدى المجتمع.. جعل من الديمقراطية.. وسيلة سهلة لصعود الفاسدين وانصاف المثقفين.. ورجال الدين.. وبعض السياسيين الذين يمتلكون المال عبر خيانتهم لوطنهم ورهن ارادتهم للخارج.. جميع هؤلاء تمكنوا من الفوز واستلام مقاليد الحكم سواء بالبرلمان أو في الحكومة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: المرشحون للانتخابات الرئاسية ينشطون آخر تجمعاتهم قبيل


.. رويترز: قطر تدرس مستقبل مكتب حماس في الدوحة




.. هيئة البث الإسرائيلية: تل أبيب لن ترسل وفدها للقاهرة قبل أن


.. حرب غزة.. صفقة حركة حماس وإسرائيل تقترب




.. حرب غزة.. مزيد من الضغوط على حماس عبر قطر | #ملف_اليوم