الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثقافة ملك للجميع

خالد بهلوي

2006 / 5 / 7
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


تعتبر الثقافة محصلة تراكمية للأدب والفكر والعلوم والمعرفة التي توصلت إليه كل شعب من خلال تعاقب الأجيال والحضارات والوعي المعرفي والخبرة الحياتية
ويعتبر الأعلام أكثر تأثيرا وأهمية على الواقع من خلال التأثير على نمط وتفكير الناس وخاص بعد ثورة المعلوماتية ودخول العالم دنيا الانترنيت والفضائيات التي تتسابق على صناعة الخبر لهذا يمكن الحديث عن سباق الثقافة والمعلومة بدلاً من سباق التسلح الذي انتهى دوره مع غياب الاتحاد السوفيتي وأعلامها الموجه والملتزم لقضية الشعوب المظلومة والتي خلقت آنذاك حالة من التوازن الثقافي والإعلامي مع الأعلام الغربي ذات الطابع الاستغلالي الذي يهدف بكل ثقله الإعلامي لخدمة إغراضه ومصالح الاقتصادية العسكرية ويرصد لذلك مليارات الدولارات لقد بين لينين: الدور التخريبي لصحافة البرجوازية بإفقاد الناس القدرة على تقويم الواقع وحذر من الصحافة الصفراء بإمكانية صناعة الخبر بالصور والوثائق إلى درجة يصعب على المرء التمييز بين صحة هذا الخبر أو ذاك وهذا نسميه الإمبراطورية الإعلامية لكل ذلك أصبح للثقافة وللكلمة الدور البارز في إعادة ترتيب العالم ولكن للأسف أصبحت الثقافة والمثقفين سلعة رخيصه تصدر عبر القنوات الإعلامية وهذا ما فعله بعض الحكام المستبدين الذين استطاعوا تسخير الأعلام والكتاب والصحف حتى في دول أخرى لتمرير ثقافتهم المستنده على نهب شعوبهم واستغلال خيرات بلادهم في تقوية مراكزهم وتوسيع منافذ امتيازا تهم

إلى جانب نشر ثقافة الخوف من الحاكم ومن الآخر وأصبح المثقف والثقافة رهن لرغبات وأهواء صاحب السلطة وكل من تجرأ مخالفة ذلك انتهى به الأمر إما إلى السجن أو إلى المهجر باحثا عن لقمة عيشه على موائد وفضلات غيره من الشعوب

وهذا يؤكد أن في الشرق الأوسط لا يوجد سوى ثقافة السلطة في ظل غياب الديموقراطية والأعلام الحر وهذا أدى إلى تقلص عدد المثقفين الثوريين وزيادة جيش المثقفين المزيفين

ففي حين ترى في اميركا 500 قناة تلفزيوينة0 وتعمل لصالح المنظمات الصهيونية أكثر من 1500 صحيفة و 11 قناة تلفزيون و5000 مجلة ومطبوعة لإدخال الوعي المزيف إلى عقول العالم

نجد في بعض الدول العربية قناة تلفزيونية واحدة موجه وخاضعة للرقابة من قبل أعلام السلطة التي تضع الماكياج والديكور لشكل النظام سواء أكان دينيا أم علمانيا ملكيا أم جمهوريا وأكثرها تتم تحت سقف الأحكام العرفية وحالة الطوارئ المعلنة والتي تتجدد باستمرار لخنق أي محاولة أو نشاط ثقافي أو فكري يحاول مجرد تفكير في خرق عالم ومجال المجموعة الحاكمة التي تتوارث الحكم منذ مئات السنين

وتضع القيود على الثقافة والأعلام القادمين0 من الخارج واتهامها بالتبعية والذيلية مع اعترافنا بان الثقافة لم يعد لها حدود وحواجز مثل الأرض التي تستقبل المطر شاءت الأرض أم أبت ستصل مياه الأمطار النازلة من السماء إلى الأرض

أيضا نحن أمام حالة غياب الثقافة التي تعبر عن هموم ومصالح الأقليات القومية المتواجدة في الشرق الأوسط لعدم وجود الديموقراطية لها وعدم السماح لها بإقامة مدارس وكتابة تاريخها ومعارفها العلمية والتاريخية بشكل خاص بلغتها الأم فتذوب أدبها وفنونها وتراثها الحضاري والعلمي وخصوصيتها الثقافية وتظهر على السطح بشكل دائم الثقافة الرسمية والتي لا تعبر عن واقع وهموم المثقفين وثقافة هذه الأقليات

فتشكل حالة غربة بين المثقفين الرسميين والمثقفين الآخرين مع فقدان الحوار الهادئ لعدم اعتراف القومية الكبيرة والأقوى بالقوميات الأخرى وخوفها من تجاوز حدود ها المحصنة بالإحكام العرفية والمراقبة الصارمة حتى على المواقع اللاكترونية والتي أصبحت منفذا وحيدا للأقلام الجادة الباحثة عن هويتها وثقافتها القومية خوفا من صهرها مع القومية الحاكمة

لهذا فالخطر على الثقافة الوطنية ليس شعارا بل واقعا إذا لم تتوحد وتتجانس كل الثقافات المتواجدة على ارض واحدة تاريخية وتشكل معا" وحدة وطنية راسخة تتحطم عليها كل غزو ثقافي مستهلك مزيف يخفي وراءه مصالح شركات احتكارية رأسمالية تبدأ بالغزو الثقافي وتنتهي بالهيمنة على مقدرات وخيرات الشعوب وإخفاء معالم حضارتها وثقافتها كما انتهت الثقافة الاشتراكية واختفت الكتب الماركسية التي كانت تعج بها كل المكتبات العربية التي كانت تفضح الأهداف الإمبريالية وأعلامها الاستعماري اللا إنساني ايام التوازن بين المعسكرين بين الحضارة الغربية والحضارة الشرقية أو الاشتراكية خاصة في المرحلة الباردة من الصراع إن اختفاء الكتب اليسارية لا يعني أفضلية الكتب الاستهلاكية الفارغة من كل مضمون إنساني لكنها ثقافة الأقوى اقتصاديا وعسكريا وبالتالي إعلاميا ومعرفيا 0

من المستحيل أو من الصعب أن ينتصر أي أقلية ويحصل على حقوقه المشروعة دون الاعتماد وخوض المعركة الثقافية والمعرفية وضرورة فهم الواقع والتاريخ والاستناد إليها كقاعدة في كل معركة جديدة لإقناع الآخرين وعلى رأسهم المثقفين والباحثين عن الحقيقة بان من حق كل إنسان إن يمتلك لغة وثقافة يكتب ويقرا بلغته ويدافع عن تاريخه وتراثه ويوصل هذا التاريخ إلى الشعوب والحضارات الأخرى لتتقاسم البناء الإنساني للحضارة البشرية والتي هي ملك لكل الشعوب والأديان والقوميات صغيرة كانت أم كبيرة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس تعتزم فتح مكتب لها في بغداد • فرانس 24 / FRANCE 24


.. نحو مليوني شخص يؤدون شعائر الحج رغم ارتفاع درجات الحرارة




.. مظاهرات تضامنية مع أهل غزة ضد العدوان الإسرائيلي في مدن أورو


.. خليل العناني: هناك حالة استنزاف واضحة لأمريكا لأنها داعم رئي




.. حجاج بيت الله ينفرون إلى مزدلفة بعد وقوفهم في صعيد عرفات حتى