الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النزام الدكتاتوري ومقتل مرسي

ناجح شاهين

2019 / 6 / 18
مواضيع وابحاث سياسية



لا أحب طريقة ذكر محاسن الموتى عندما يتعلق الأمر بالسياسة. وهذا لا يمنع أنني أقول إن مرسي قد أزيح بانقلاب عسكري، وأنه مات في ظروف ملتبسة قد يتضح في النهاية أنها جريمة قتل مدبرة.
لكن السيسي كان رئيسا تائها لفترة قصيرة من الزمن. وقد قنع فترة حكمة التعس من الغنيمة "الثورية" بمهاجمة سورية دون خلق الله جميعاً. ولا بد أن رسالتة الودية إلى شمعون بيرس ما تزال عالقة في أذهان الكثير من العرب والفلسطينيين.
كان مرسي قد تنبأ بنهاية "النزام السوري" بل إنه دعا إلى "الجهاد" من أجل تسريع سقوطه، ولكن ما حصل هو أن "النزام الديكتاتوري الكافر...الخ" صمد على نحو غريب.
بالمناسبة لا أستطيع على الرغم من تكرار الممارسة إلا أن أبتسم كلما سمعت قناة مثل الجزيرة أو فوكس تتحدث عن قصف النظام السوري لنقطة مراقبة تركية أو موقع "للثوار"...الخ
طبعا يخطر ببال القارئ "العادي" التساؤل المشروع: "لماذا يقولون "النظام السوري" ولا يقولون النظام التركي على الرغم من أن نقطة المراقبة التركية تقع في داخل الأرض السورية؟"
الجواب واضح فيما نحسب. ومن البدهي أن الجزيرة وسي ان ان وفوكس وراديو الجيش الإسرائيلي لا يشيرون إلى تحركات الدولة التركية وجيشها باستخدام كلمة "النظام" حتى عندما تقصف المدنيين في داخل العراق أو سوريا أو تركيا نفسها.
لكن من البدهي أن ذلك معناه أن الحكم السوري فاقد للشرعية، ولذلك ينبغي على ما يبدو أن نذكر المشاهد دائما أننا لا نواجه الدولة السورية أو الجيش السوري، وإنما "النظام" أو "النزام" مثلما يحلو لأهل المدن من قبيل نابلس واللد وحلب ودمشق والقاهرة أن يقولوا.
لكن لماذا يتماسك النزام على الرغم من عقد من القتال ضده؟
لماذا لم يسقط رأسه على الأقل مثلما حصل في تونس والسودان ومصر على نحو أوضح؟
لماذا لم يتهاوى مثلما تهاوى نظام شاه إيران صاحب الجبروت والقوة الذي كان محاطا بالأصدقاء من الجهات كلها: تركيا من الشمال، والأردن والسعودية والمحميات النفطية التابعة له وإسرائيل من الغرب، والباكستان من الشرق...الخ ومن خلف هؤلاء ومن فوقهم أمريكا عندما كانت في زمن تفوقها المطلق؟!
الجواب واااااضح لمن يريد أن يبصر بعيون عقله بدلا من أوهام حواسه التي تحجب الحقيقة أكثر مما تضيئها: إن "النزام" السوري الديكتاتوري الدموي المجرم المتوحش عميل إيران النصيري العلوي ...الخ الخ لا يفتقر أبدا، ولم يفتقر على نحو حاسم أبدا أبدا للدعم الشعبي في المدن الكبرى.
وفي تقديرنا أنه لم يخسر تماما إلا الأرياف التي يهيمن عليها في الوطن العربي كله تيار الإخوان المسلمين دون شك. وذلك ينطبق فيما نحسب على بلاد العرب كلها من المحيط إلى الخليج وعلى رأسها مصر التي انتخبت مرسي الذي لم يتمكن من كسب قلوب أبناء النخب المدينية.
من جانبنا لن نستغرب أبدا أن يتمكن النزام السوري من الفوز بانتخابات على الطريقة الغربية التي يحبها الليبراليون المتحالفون مع الإخوان المسلمين منذ بعض الوقت. لكن هذا ليس مهما كثيرا؛ المهم في رأينا أن الدولة السورية ستخرج على الأرجح من هذا النزيف وهي أشد عوداً وأقوى عزماً مما سبق بكثير لكي تقوم فيما نظن بدور الإقليم النواة لاستعادة بناء الأحلام العربية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التعبئة الطلابية التضامنية مع الفلسطينيين تمتد إلى مزيد من ا


.. غزة لأول مرة بدون امتحانات ثانوية عامة بسبب استمرار الحرب ال




.. هرباً من واقع الحرب.. أطفال يتدربون على الدبكة الفلسطينية في


.. مراسل الجزيرة: إطلاق نار من المنزل المهدوم باتجاه جيش الاحتل




.. مديرة الاتصالات السابقة بالبيت الأبيض تبكي في محاكمة ترمب أث