الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انفجار نيزك في مجرة الحب

روني علي

2019 / 6 / 18
الادب والفن


...

لم يرحل في موعده هذه المرة أيضا
والرحلة قد بدأت مذ سكنت الطبول أصواتا تشبه إيقاعات الغجريات
على خلاخيل الضياع
ظل يشد وثاق وحدته
يتهامس كامرأة وضعت للتو لقيطها
بعيدا عن أعين قتلة العشق
في مواسم قطاف عبق الريحان
يرتمي بحمله على رصيف ملتو
كتعرجات أمواج خطوط الهيام
في دفاتر صبية يصطادون كل خريف
قبلات من ثغر الزمن .. ويرحلون إلى فصول الانتقام
يجاريه فنجان قهوة ملطخة بسم الانتظار
في دوامة الهروب من معتقله المحنط
بأسماء ..
ذهبوا إلى اقتسام تركتهم من الجنة
ولم يعودوا
لم يرد على أسئلة مارة
امتهنوا السؤال مذ فر جدهم الأول من نار الجحيم
لم يقطع خلوته ضجيج سيارات عابرة
استسلمت لليل هربا من أعين النهار
لم يلتقط قطع النقود المبعثرة حوله
من هبات المتضرعين إلى الله ليبتسم الحظ في وجوههم
يستند على عكازة فتاة مكتنزة الخيال
اختفت من محنة ضجيج القلب
فتراسله من سطح منزلها المطل على ركام بيته المنهار .. من قيامة كوباني
كلاهما يقيسان الليل من وجع الحرمان
والليل يلوي عنق المقاسات بنعال الغدر
في الجوار .. همسات تخترق صفاء نجوم
ركنت إلى أبجدية السماء
قبل أن ينهش البشر بدم الكلمات
كل شيء كما هو مرسوم له
كل شيء في موضعه
كل شيء يخضع لقوانين العرض والطلب
كل شيء يستمد حضوره من أزقة الإفلاس
والكل يجيد الرسم على جبين النيازك
بأقلام من بصاق الفحم
ولا جديد ..
القهوة تحاصر الزوال بطحلها
الخيال أسير دائرة هزيمته في لعبة التناطح مع أفخاخ أنثى
تحاور الرجل بمبضع انكساراتها
يبتسم من خيباته .. ولم يضحك
لم يتذكر آخر ضحكة أطلقها من رئة الاشتياق
ولن يدرك المسافة بينه وضحكة
تنفخ في الياسمين رقصة الصباح
يضع فوق صدغه سماعة الشجن
ويسترق السمع إلى فزلكات الشعراء
من امرأة تعتلي منصة تأبين محارب هرم
فتجتر من كلمات العشق صورا
تستحضر من فراغ النزوات .. رجلا
تمجده حبيبا من آيات الجمال .. وهي
من سددت إلى ظهره طعنة الشهوة
في عقر حبه
قبل أن تتحرك قافلة النفاق إلى وكر الهزيمة
يسافر مع جولة خطيب
يلقي آيات الترحم على من اتهمه بالإلحاد
حين ألقى في معشر المؤمنين قصيدته ..
الله .. إحدى تجليات الحب
يتكور على نفسه من كلمة قائد
يجيد لغة الأباطرة
فيلقي من ربطة عنقه المستوردة مع متاع قضيته
من مطابخ الغرب
ديباجات عصماء في تأبين الراحل
وهو من أدخله سراديب الخيانة .. لاختلاف
على تفسير حب الوطن
لم يرحل .. وربما لن يرحل
بعد أن جفت السماء من وهج بريق
اصطادها النجوم في مسار انزياح نيزك
نحو خطوط الهلاك

١٨/٦/٢٠١٩








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصدر مطلع لإكسترا نيوز: محمد جبران وزيرا للعمل وأحمد هنو وزي


.. حمزة نمرة: أعشق الموسيقى الأمازيغية ومتشوق للمشاركة بمهرجان




.. بعد حفل راغب علامة، الرئيس التونسي ينتقد مستوى المهرجانات ال


.. الفنانة ميريام فارس تدخل عالم اللعبة الالكترونية الاشهر PUBG




.. أقلية تتحدث اللغة المجرية على الأراضي الأوكرانية.. جذور الخل