الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسمى أمانينا !!!

محمد سعيد عمران

2019 / 6 / 18
سيرة ذاتية


قد يندهش البعض لو علم بأننى تربيت فى صغرى على يد ((وجدى غنيم)) شخصيا بذات نفسه ..
كان وقتها يلقى محاضرات دورية كل ثلاثاء ب"مسجد أمير البحر" بمحرم بك الأسكندرية ، وكنت طفلا -١٠ سنوات تقريبا- أذهب بصحبة والدى -مهندس بحرى دار وزار كل دول العالم تقريبا والمفترض أنه كان يحمل ثقافة البلاد التى زارها ، أو على الأقل تؤثر فيه- والذى كان يسعد كثيرا ويشعر بالزهو والإمتنان حين يأخذنى "الشيخ وجدى غنيم" لأجلس بجواره حال إلقاءه الدرس كل ثلاثاء ، ثم يمنحنى المسك والمسواك بعد الدرس والصلاة .. كنت بالطبع لا أستوعب كثيرا مما يقال ، لكن الأمر كان لا يقتصر على الدروس ، بل كانوا يجمعوننا كأطفال فى نفس المسجد بشكل دورى ، ويغلقون الأبواب ويطفئون الأنوار ، ويشغلون لنا شرائط فيديو لما أسموه "مذابح المسلمين حول العالم" ، كانت تلك الفيديوهات تجدد تباعا ويداومون ويصرون على أن نراها يومين كل أسبوع ، ونجلس جميعا ل"نبكى فى الظلام" بالإجبار ل"ترقيق قلوبنا" وزرع "مفهوم المظلومية" بداخلنا كأطفال ، كذلك كانت تلك المشاهد تزرع الحقد والضغينة و"الشوق الشديد للإنتقام" من كل من يمس المسلمين الضعفاء الأبرياء بأى سوء ، وهى أيضا "تعليمية" لكيفية الذبح والنحر والتفجير ، وتفاصيل شديدة الدقة لكيفية صنع قنابل ، والزهو الشديد بالقتلة "الأبطال" من المسلمين ، والشهداء منهم ممن فجروا أنفسهم هنا أو هناك .... وكطفل لم أكن أرفض أى من هذا ، بل كنت أشارك فيه طوعا وبإختيارى لا كرها ولا إجبارا ، إنما فقط كنت أستنكر وأرفض ما يفعلونه بعدها من "لعب كرة القدم داخل المسجد ، والشوط فى تجويف القبلة كمرمى أهداف" ، كنت أستنكر ذلك وأرفضه ولا أشارك فيه ، وأوضح لهم أن ذلك حرام ويتنافى مع قدسية المسجد ، فيقولون أنه ترفيه وتأليف لقلوب الأطفال .... ناهيك أيضا عن "معسكرات تدريب" كانوا يسمونها "رحلات" دورية ل"البحر الميت" ، وهو شاطئ معزول بمنطقة أبى قير ، معدوم الأمواج تماما ، ورمال شاطئه تعلو كالجبل .. فكنا نصعد ب"شورت البحر لا أكثر" ، حفاة ، على الرمل شديد السخونة ، ونصلى على قمته ، ونذكر المجاهدين الذين هم على الدوام يعذبون فى مثل تلك الظروف من أجل رفعة ونصر الإسلام ، ويتم تدريبنا -تحت مفهوم "الرياضة"- بأن نتمرغ بأجسادنا على ذلك الرمل الملتهب متردين من علو جبل الرمال إلى ماء البحر البارد مباشرة .. وهكذا ومثله على مدار اليوم ، حتى نصلى المغرب ونتجه إلى "الحفلة" ، التى كانت تقام بأحد المسارح ويلقون فيها "أناشيد الإخوان" (الله غايتنا ، ورسولنا زعيمنا وقدوتنا ، جهادنا سبيلنا ، والموت فى سبيل الله أسمى أمانينا) ، فكان ينتهى النشيد بترديد المقطع الأخير "أسمى أمانينا" عدة مرات بخفوت حتى ينتهى الإنشاد بلفظة (أسمى) .. فأعترض أنا ، وأذهب لمسئول الحفلة أن الصحيح أن ينتهى المقطع ب(أمانينا) وليس "أسمى" لأنها تمام الجملة وتمام المعنى .. فيعترض ويصر أنهم حفظوه هكذا وسيظل هكذا .. إذن فلنتركه هكذا ، لكن هل أنت "مقتنع كقائد لسرية الأشبال" أن تمام الجملة "أمانينا" وليست "أسمى"؟!! .. فيتحجر ويصر على ما حفظه "هو كده وهيفضل كده" .. ومن وقتها وأنا رفضت أن يقودنى "حمار" كهذا .. وخرجت عن قطيعهم ولم أعد ...،،،








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 9 شهداء بينهم 4 أطفال في قصف إسرائيلي على منزل في حي التنور


.. الدفاع المدني اللبناني: استشهاد 4 وإصابة 2 في غارة إسرائيلية




.. عائلات المحتجزين في الشوارع تمنع الوزراء من الوصول إلى اجتما


.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى الدوحة وهنية يؤكد حرص الم




.. ليفربول يستعيد انتصاراته بفوز عريض على توتنهام