الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحيل الدكتور مرسي من زاوية حقوق الإنسان

إبراهيم مشارة

2019 / 6 / 18
حقوق الانسان


إذا كان الموت قدر كل إنسان وكل نفس ذائقة الموت فموت بعض الرجال صار كاشفا لحجم التردي العربي وحجم الانقسام ودرجة المهانة والدرك الذي نزل إليه البعض ،أقول ذلك وقد قرأت عبارات الفرح والابتهاج من بعض أنصار التيارات الدينية التي هللت واستبشرت بموت الدكتور محمد مرسي وكأن العالم العربي لا يخلو من فاسد ومن طاغية وأن آخر الطغاة وآخر الفاسدين المتآمرين هو محمد مرسي وبرحيله تنقت الأجواء وطهرت البلاد العربية.
تتفق مع الرئيس مرسي – رحمه الله- أو تختلف معه ذلك لا يمنع من احترام الرجل وإبداء جملة من المشاعر الإنسانية إزاء روحه وإزاء أسرته ومحبيه وهم بالملايين .
ثم إن المهم في هذا الحادث الجلل هي الملابسات والحيثيات التي أحاطت بظروف سجن الرئيس مرسي من يوم اعتقاله إلى يوم رحيله فقد تواترت الأنباء عن معاملات لا تليق بالسجناء – ناهيك عن كونه رئيسا سابقا- إلى درجة التماطل في إعطائه الدواء وحرمان أهله من زيارته أحيانا وحرمانه كما قيل من المصحف فهل هذا يجوز في حق سجين معتقل؟ كما جاء في تقرير المنظمة العالمية لحقوق الإنسان مما حدا بالكثيرين إلى الجزم بتوفير جملة من الظروف ليلقى الرجل حتفه خصوصا وهو مصاب بداءالسكري.
إن موت الدكتور مرسي يطرح جملة من الأسئلة عن وضعية السجناء المعتقلين في العالم العربي وحقوق الإنسان وقيم العدالة والحرية والمساواة تلك الشعارات التي يرفعها كل نظام عربي بلا تجسيد فعلي لها في الواقع.
إلى وقت قريب نسي الناس الدكتور مرسي واستسلم الرجل لمصيره وتتالت الأحداث الجسام تترى لكن موت الرجل أمس في قاعة المحكمة أعاد الرجل إلى الواجهة وتداول الحادثة العالم برمته وعاد الرجل إلى الواجهة ليخلد بموته معاناته ومسيرته سواء كمناضل في حركة الإخوان أو رئيس لمصر أو سجين سياسي، وسيكون الرجل بالتأكيد موضوعا سياسيا دسما لأطاريح بحث أكاديمية وموضوعا شعريا وأدبيا ، وإذا كان مرسي قد وجد التعاطف الدولي والاهتمام بقضيته بعد وفاته فإن الكثيرين القابعين في السجون لا يعلم احد بحجم معاناتهم ومعاملتهم غير الإنسانية وغير الأخلاقية في القرن الواحد والعشرين عصر التبجح بالقيم الإنسانية من عدالة وحرية ومساواة وبالتأكيد فالكثير مات تحت التعذيب أو الإهمال والكثير يستعد لنفس المصير ليس في بلد مرسي فحسب وإنما في كل العالم العربي الذي تردت فيه حقوق الإنسان بسبب الظلم المسلط من قبل الأنظمة ذاتها والتواطؤ الدولي الذي لا يهتم حقيقة بحقوق الإنسان في العالم العربي قدر اهتمامه بمصالحه فقط.ومن حسن حظ الكثير من عانى من ويلات السجون أن وثق معاناته في مدونات سياسية أو مؤلفات في شكل روائي أو خواطر أو دفاتر سياسية ولسوء حظ الكثير ممن لم يمكنهم الحظ حتى من تداول أسمائهم وظلوا أسرارا في سجلات السجون.
بموت الدكتور مرسي في سجنه سيعطي ذلك رمزية كبيرة لمحبيه وخلود في أدبيات المقاومة والرفض وسيصبح أيقونة للنضال والصبر وسوف يعاني النظام مزيدا من الكراهية من قبل الملايين .
لقد نقلت لحظة ارتقاء روح مرسي إلى الرفيق الأعلى الرجل من مجرد رئيس معزول إلى بطل كبير عانى في سجنه كثيرا وسوف يصبح بكل تأكيد أيقونة نضال لمحبيه ومريديه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبح المجاعة يخيم على 282 مليون شخص وغزة في الصدارة.. تقرير ل


.. مندوب الصين بالأمم المتحدة: نحث إسرائيل على فتح جميع المعابر




.. مقررة الأمم المتحدة تحذر من تهديد السياسات الإسرائيلية لوجود


.. تعرف إلى أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023




.. طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة