الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مات مرسي فمتي تموت اوهام الاخوان ؟

عدلي محمد احمد

2019 / 6 / 19
مواضيع وابحاث سياسية



بعيدا عن الجانب الديني او الاخلاقي للشماتة في موت مرسي, فان الشماتة من عدمها لا تشكل سياسيا اكثر من عنوان لموقف الشامتين او غير الشامتين, ولا تضيف شيئا علي الاطلاق يمكن ان يفيد او يضر فيما يتعلق بالمناحه السياسيه التي يشنها الاخوان ومن لف لفهم الان, في استغلال براجماتي مدوي لموت رئيسهم المعزول.
استغلال لا يركز بمناسبة الحادث علي الطبيعه القمعيه لسجون حكم السيسي التي حولها الحبس الاحتياطي المفتوح والتوسع في الانفرادي للسياسيين , والذي اعتقد ان تضمنه في لوائح السجون لا دافع له الا مواجهة حالات البلطجه او الارهاب داخل السجون, ولا يجب بالمره استخدامه مع اي جنائي عادي ,وبالاحري مع سياسيين, وطبعا علي ثالثة الاسافي المتجسده في الاهمال الطبي المقصود.
فالدوله الدينيه الثيوقراطيه الاستبداديه التي تشكل الهدف الاستراتيجي للجماعه الارهابيه, لن تكون اقل استبدادا من حكم السيسي ,اوحكم العسكرالذين يولولون ضد استبداده صباح مساء باسم ما يزعمونه الان من مدنيه لا تتعدي بداية التمكين الهادف للدوله الدينيه بكل استبداديتها المعروفه علي مدار التاريخ , فاي دوله مدنيه لا تعرف المرجعيات ,وهي دائما متناقضه مع الدوله الدينيه او العسكريه او اي استبداد شمولي من اي نوع, رغم انها في الاخير لا تعبر الا عن مصالح رأس المال , ولكنه التعبير الاكمل الخالي من التشوهات, والذي لا تستدعي الراسماليه غيره الا للتغطيه علي الازمات.
حكموا عاما , قبل ان يثور ضدهم كل المصريين ما التحسين الملموس الذي اضافوه للسجون؟ والذي كان يمكن له ان يقيد يد حكم الجنرال, ام ان هذا الاجرائي البسيط يحتاج الي اعوام!
ام انهم كانوا يحكمون كثوره مضاده تعمل علي اعادة انتاج النظام علي صورة دولتهم الدينيه الاستبداديه المزمعه بكل تأكيد , والتي لا يختلف موقفهم منها عن موقف الدواعش الا في التوقيت.
ثوره مضاده دفعت بتهرب ومراوغة المجلس العسكري من حقوق قتلاه الي التملص الفظ الصريح وعلي لسان مرسي في وجه امهات واخوات الشهداء بعد انتفاض بورسعيد : بصوا لقدام!
ولم يكتفي حكم الاخوان بذلك الاهدار المشين للدم , بل واصلوا قتل الشهداء بصوره اشد بشاعه عن سابقيهم - الجندي والشافعي وابوضيف وجيكا وغيرهم عشرات الشهداء, وواصلت نفس السياسات الاقتصاديه وتوجهات رأس المال , فحكم مرسي هو من تجرأ علي الاقتراض من صندوق النقد الذي سار عليه الجنرال , وهو من دشن سياسة رفع اسعار المحروقات بعد اندلاع الثوره لا الجنرال , واذا كان حكم السيسي بعد استقراره النسبي صار في مقدوره مخاطبة من يشكون الجوع بان يأكلوا من جوعهم , فان مرسي كان يسخر منهم بنفس الروح , كلوا مانجه!
اما عن القضيه الفلسطينيه فقد تكون "عزيزي بيريز" زلة قلم او لسان كما يقولون, ولكن هل هدنة العشرين عام زله؟ ام انها ام الخطايا التي صارت صفقة القرن امتدادها الخيالي الاجرامي المجنون؟ولا تزال احتياطي ان لم يتمكن الصهاينه وترامب من فرض صفقة القرن, احتياطي اسمه التفاهم مع حماس!
لم تكن هموم الجماهير التي ثارت ضد حكم المخلوع في اي لحظه هما للاخوان اللهم هنات, فقد كان شاغلهم الاخونه وتدعيم وضع العشيره الذي باح به مرسي في لحظه سهوا وهيج الشعب كله ضد من ادعوا انهم يحكمون باسم الثوره والجماهير.
والامر المؤكد ان هذه السياسات التي انتهجها حكم مرسي , لم تكن مفاجئه بحال , بل هي امتداد لكامل موقفهم من الثوره الشعبيه التي سارعوا بركوبها بمباركة الجنرالات , وهم الذين لم يجرؤا علي النزول للتحرير الا بعد اضواء خضراء من عمر سليمان, وما ان تم خلع مبارك تحت ضغط واصرار جماهيريين نادريين , حتي قادوا عملية كنس الميادين التي كانت قد ادت دورها بالنسبه لهم مع خلع المخلوع واتاحة مشاركه اوسع في حكم نظامهم.
ورغم ترددهم في البدايه والذي عبروا عنه بمشاركه لا مغالبه ,الا انهم سرعان ما سعوا الي السيطره علي كل النظام, ومع حذر الثوره تجاه هذا المسار الشرعي الذي بدأت معالمه تتضح امام الكثيرين مما استدعي من المجلس العسكري شن عدة مذابح علي الثوره من اجل الزج بها في دهاليز الشرعيه مستدفئأ بالاخوان , حتي تحول الاخوان الي اعداء لا يرون في مقاتلي محمد محمود من الثوار الا بلطجيه لا يريدون للبلد الخير الخ
لم يركز نواح الاخوان الحالي علي وضع السجون بهدف وضع حدود للاستبداد ,حتي بمنطق حماية كوادرهم وعناصرهم التي في السجون ,فكل تركيزهم علي الاستغلال السياسي لحادثة موت من قالوا عنه نحسبه شهيد, من اجل التهييج والتحريض الفارغين ضد حكم السيسي الذي شبع تهريجا من هذا النوع ( بلحه وامه يهوديه الخ ) مما لا يقدم ولا يؤخر في حياة الجماهير الشعبيه , وثورتها ذات الطابع الاجتماعي الذي حرصوا علي طمسه حرص الجنرالات.
تعاملت هوجه الاخوان كما تعامل اردوغان مع موت رئيسهم ,كهديه هبطت من السماء , بعد ان صارت اطمن انت مش لوحدك الي مسخره ,وبعد ان تحولت اي دعوه لاي فاعليه سراب طالما ان الداعي هم الاخوان
فموت مرسي هنا جدي بالقياس الي هذا التهريج الذي لا يشئ الا بمدي عزلة الاخوان , ومدي استمرار رفض الجماهير التي ثارت ضدهم لهم, رغم كل ما يفعله حكم الجنرال الذي حول حياة الشعب الي جحيم علي كل المستويات.
طبعا اداء حكم السيسي مع الحادثه المفاجئه المربكه, مكنهم اكثر من النواح المستهدف ابتزاز مشاعر المصريين التي تتأثر اكثر ما تتأثر بالموت, والتي اتضح مجددا ان تأثرها بقتل شهدائها الابرار اثناء حكم " الشهيد ", وتعذيب ثوارها امام الاتحاديه لدرجة سلسلتهم في البوابه وكأنهم عبيد, واهانة الثائرات علي لسان عزه الجرف التي كانت تتلصص علي خيام الاعتصام, كان تأثرا اقوي من اي ابتزاز اخواني من اي نوع فهذه وقائع ثوره لا تنساها شعوبها بسهوله , وهذا ما يعجز عن فهمه "بتوع ربنا".
اما عن الشماته في الموت , فهي من اخلاقيات الاخوان , وفي ذلك يمكن ان نعدد عشرات الوقائع , ولم يحدث ابدا ان سمح اختلاف المواقف بصوره جذريه باي شماته في موت بل لم يمنع اشهر محامي اليسار الشيوعي عن الدفاع القانوني عن ارهابيين التيار الديني وفي مقدمتهم الاخوان.
ان اهم ما يثيره موت مرسي , هو انتهاء دافع اساسي لوهم اخواني كبير في العوده للرئاسه ولو بعد قرن, فلم تمت اي ديموقراطيه مع موته , كما يزعم روبرت فيسك المراقب من بعيد , بل مات الوجود الفيزيقي "للرئيس الشرعي" باعتباره دافع وهم الاوهام ,الذي حاول ان يعريه المصريون اكثر من مره للاخوان ولكنهم في غيهم يعمهون.
٤








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فولفو تطلق سيارتها الكهربائية اي اكس 30 الجديدة | عالم السرع


.. مصر ..خشية من عملية في رفح وتوسط من أجل هدنة محتملة • فرانس




.. مظاهرات أمام مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية تطالب الحكومة بإتم


.. رصيف بحري لإيصال المساعدات لسكان قطاع غزة | #غرفة_الأخبار




.. استشهاد عائلة كاملة في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي الس