الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المخدرات بين السياسة والتجارة

محمد باني أل فالح

2019 / 6 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


يعاني المجتمع بصورة عامة من عدة مشاكل تؤثر بجميع الأحوال على حياة الأسرة بجميع أفرادها ومنهم الشباب بصورة خاصة وهم الحلقة التي يعول عليها بناء الأسرة والمجتمع ولذلك فهم الفئة المستهدفة من قبل جميع الأطراف وعلى جميع الأصعدة سواء على صعيد البناء أو الهدم فهم جيل المستقبل ونواة الحاضر وعماد التطور المجتمع وجداره المنيع في الوقوف ضد قوى الشر .
تأتي المخدرات كأحدى الوسائل التي تفرزها الظروف غير الطبيعية في المجتمعات والتي يتسلل بها البعض للنيل من شريحة الشباب لعدة عوامل منها الفراغ القاتل الذي يعاني منه الشباب بسبب غياب فرص العمل وتدني مستوى الدخل بين شرائح المجتمع وإنتشار وسائل الاتصال الالكتروني وإتساع عمل الشبكة العنكبوتية وتعدد أشكال الحروب والأزمات المفتعلة التي يمر بها المجتمع والنتائج الكارثية التي تفرزها مخرجات الحرب ، وكنتيجة طبيعية يتجه بعض الشباب الى التنفيس عن الضغوطات التي يتعرضون لها بالذهاب الى الكافيهيات وأماكن الترفيه المنتشرة في المحلات والأزقة لتعاطي بعض تلك الصنوف من المخدرات التي تصل عبر العديد من المنافذ بسبب ضعف الأداء الحكومي وقدرة بعض الجهات المتنفذة في تهريب تلك المادة الى الداخل حيث تشهد بعض المناطق الحدودية على إمتداد الجانب الشرقي تناول لتجارة عبور المخدرات بأصنافها كافة وبالخصوص بعض المناطق المطلة على شط العرب ومنها بعض القرى الواقعة على الطريق الواصل الى مدينة الفاو وتشهد كذلك بعض المنافذ الحدودية حالات تهريب غير منظمة لبعض المخدرات كما يحصل في معظم بلدان العالم ولكن هناك بعض المتنفذين الذين يعملون على عبور تلك المادة بصورة غير مراقبة منها قبائل عشائرية وجهات مسلحة فيما تعمل بعض الجهات على زراعة بعض المخدرات في بعض الحقول المخفية عن الأنظار كما حصل في محافظة واسط وجرف الصخر في محافظة بابل وتعاني البصرة من إنتشار مخيف للمخدرات كونها المنفذ البحري الوحيد للعراق وتمتلك عدة منافذ حدودية جرت فيها عدة محاولات لتهريب المخدرات كما أعلنت ذلك سلطة المنافذ الحدودية وتعاني البصرة من إنتشار مافيات مسلحة لتجارة المخدرات وسوق رائجة يتعاطى معها شخصيات وجهات متنفذة تعمل على تكوين غطاء لتلك السموم التي باتت تقلق الوسط الاجتماعي ومما يؤسف له تغاضي الدولة عن التعامل بجدية مع تلك الظاهرة الخطيرة وعدم إتخاذها التدابير الحقيقية في الحد من خطر إنتشار المخدرات وإعادة الوضع كما كان قبل 2003 حيث كان العراق شبه خالي من المخدرات وهنا يمكن للمتابع أن يضع عامل سياسي لإنتشار المخدرات أزاء تقاعس الإجراءات الحكومية الصارمة للحد من أفة المخدرات بالرغم من سعي وزارة الداخلية المحدود وعملها من خلال لجنة تشكلت لمحاربة المخدرات والتي تحتاج الى قدرات وإمكانيات كبيرة للتعامل مع أدوات المخدرات التجارية وسبل دعمها السياسي بعيدا عن ورش العمل هنا وهناك ومنشورات ورقية للتحذير من تعاطي المخدرات والتوصية بالاتصال بالرقم ( 178 ) للإبلاغ عنها لأن الأمر يفوق تلك النشاطات الروتينية ويحتاج الى إرادة سياسية وقرار شجاع في محاربة تجارة المخدرات لأنها تدخل من خلال بعض القوى المتنفذة وليس بواسطة عصابات تهريب منظمة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا تلوح بإرسال قوات إلى أوكرانيا دفاعا عن أمن أوروبا


.. مجلس الحرب الإسرائيلي يعقد اجتماعا بشأن عملية رفح وصفقة التب




.. بايدن منتقدا الاحتجاجات الجامعية: -تدمير الممتلكات ليس احتجا


.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة تغلق شارعا رئيسيا قرب و




.. أبرز ما تناولة الإعلام الإسرائيلي بشأن تداعيات الحرب على قطا