الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رواية تحت عنوان لفح الغربة لعبد الله دعيس وتتبع واقع الاستعمار الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني المقاوم .

حسن ابراهيمي

2019 / 6 / 20
الادب والفن


في إطار التتبع اليومي ,والمستمر لواقع الاستعمار المسلط على الشعب الفلسطيني تأتي رواية تحت عنوان لفح الغربة للكاتب الفلسطيني عبد الله دعيس من اجل الوقوف عند تحديد بعض مظاهر هذا الاستعمار الغاشم ,وتأثيره على مجريات الحياة العامة ,ومن ثم رصد بعض المتغيرات التي يعرفها الواقع المادي الفلسطيني بوصف دقيق لبعض العلاقات الاجتماعية بفلسطين في إطار ربط ذلك بإستراتيجية العثمانيين ,والسياسات التي ينفذونها بفلسطين جراء هذا الاستعمار الغاشم وما تلي ذلك من استعمار صهيوني لفلسطين .
في نفس الإطار يركز السارد على السنة بعض الشخصيات معاناة الفلسطينيين بسبب هذا الاستعمار الغاشم ,كما وصف السارد نفس المعاناة بسبب استعمار الصهاينة للشعب الفلسطيني .وما مارسوه من تنكيل تجاه هذا الشعب من اجل الحصول على الأرض,واستغلالها في إطار التنفيذ التدريجي لسياسات صهيونية , عنصرية , توسعية كان الهدف منها إقامة دولة صهيونية فوق ارض فلسطين بشتى الطرق ,والوسائل مقابل تهجير الشعب الفلسطيني إلى خارج ارض وطنه ,وقمعه من اجل الخضوع لسياسات قمعية صهيونية تتغيا تنزيل مخطط صهيوني كان من بين تمظهراته تنفيذ مخططات تقضي بترحيل الصهاينة عبر دفعات إلى فلسطين من بعض الدول الأوربية بعد الأزمة التي عرفها النظام الرأسمالي العالمي ,والتي انعكست على مختلف الشرائح الاجتماعية في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين بأوربا .
ضمن هذا الإطار يتحرك السارد في فضاء عنوانه الصراع الفلسطيني الصهيوني ,كما اختار من اجل ذلك زمنا مهد له بالاحتلال لجزء من فلسطين ,وما خلفه هذا الاحتلال من تجارب نضالية ساهمت بشكل فعال في إنارة الطريق للمقاومة الفلسطينية في إطار مواجهة الانتداب البريطاني ,ومخططاته التي انتهت بتمكين الصهاينة من الاستيلاء على فلسطين .
اذ بعد استعمار انجليزي لفلسطين تمكن الصهاينة من الحصول على بعض الأراضي بفلسطين كخطوة أولى التجأت إليها هذه العصابات لتتمكن من بداية تنفيذ مخططاتها الرامية إلى الاستحواذ على كل الأراضي الفلسطينية ,بعد اللجوء إلى كل الأساليب المتعارف عليها من اجل ضمان تنفيذ هذه المخططات ,باللجوء إلى الإغراء ,والترهيب وما سجله التاريخ العربي الفلسطيني من أساليب تم اللجوء إليها من اجل الحصول على الأرض ,حيث عملوا على تشجيع السمسرة مقابل أموال طائلة يحصل عليها بعض الفلسطينيين مقابل إغراء البعض الأخر من اجل بيع الأرض .
لقد ارتأى السارد ان يسجل هذا الموقف الذي تبنته بعض الشخصيات بالرواية ,ومن منطلق التأسيس لموقف الدفاع عن الأرض من قبل المخلصين للقضية الفلسطينية باعتبارها قضية وطنية ,والدفاع عن الوطن يسجل السارد التناقض السائد على مستوى بعض المواقف ,ذلك انه إذا كان البعض مصرا على التدخل في إطار الوساطة لبيع الأرض للصهاينة فان البعض الأخر مصر على استغلال بعض الأراضي بفلحها في إطار التصدي لهذه السياسات التي تنفذها العصابات الإجرامية الصهيونية ,وذلك من اجل تحسين أوضاعهم الاجتماعية ,وتفادي الهجوم عليها واستغلالها من قبل الصهاينة ,لكن إذا كان البعض من الناس مشبعين بهذا الموقف فليس من السهل تنزيله بسبب المعارضة التي يتلقونها من قبل الغير ,بخلفية عدم وجود سند قانوني بخصوص تملكها .
كل ذلك يبين التناقض القائم داخل المجتمع الفلسطيني فيما يتعلق بممارسة الموقف من الأرض, وما يترتب عن ذلك من اللجوء إلى كل الوسائل للحفاظ عليها ,والدفاع عليها بعد إدراك المخططات الصهيونية التي ترمي إلى استغلال الأرض الفلسطينية من اجل إقامة دولة صهيونية ,مقابل هدا الموقف هناك موقف آخر قد يجهل مخططات الصهاينة ,كما يجهل او يتجاهل الخلفيات التي دفعت البعض من أبناء الشعب الفلسطيني إلى التشبث بالأرض ,واستغلالها
لتجاوز الظروف الاجتماعية المزرية الناجمة عن تنفيذ سياسات الاحتلال الصهيوني لفلسطين سبب تفقير العديد من الشرائح الاجتماعية مقابل رفاه عصابات الصهاينة باستغلالهم للأرض,
وممارسة أنشطة فلاحية فيها ,وما يترتب عن ذلك من تنشيط لتجارتهم في إطار تقوية الاقتصاد الصهيوني الذي بدأ ينمو شيئا فشيئا بسبب التخطيط له وما يترتب عن ذلك أيضا من قدرة عن شراء أسلحة وصناعتها لتكريس الاستعمار .
هذا ولم يكتف الصهاينة بمداهمة منازل الفلسطينيين وقمعهم للحصول على أراضيهم ,بقدر ما التجئوا إلى المحاكم العبرية من اجل إثبات ملكية الأرض بتزوير الوثائق واللجوء الى مختلف الدسائس من اجل الحفاظ عليها .
لكن على الرغم من القمع الممارس في حق الشعب الفلسطيني من اجل الهدف ألمدكور إلا انه صامد بخصوص الدفاع عن أرضه ,ونفسه بعد التنكيل الممارس في حقه ,رغم كل ذلك فانه صامد من اجل الأرض التي يستمد منها كرامته .
ومن جهة أخرى لم يفت ذكر السارد بعض نتائج تنفيذ سياسات الصهاينة المذكورة سابقا ,من هجرة بعض الفلسطينيين إلى خارج ارض الوطن .
اذا كان السارد قد سجل هذا الموقف على السنة بعض الشخصيات ,فانه لم يفته تتبع أوضاع بعض المهاجرين الاجتماعية المزرية ,والتي تبين بكل جلاء تقدير لما يمكن ان يترتب على
هذه الهجرة ,إذ في الوقت الذي ينتظر هؤلاء تحسين أوضاعهم يصطدمون بواقع أخراي أنهم يتعرضون لاستغلال أكثر بشاعة , بل أكثر من ذلك كانت الهجرة وماترتب عنها سببا في هلاك العديد من الفلسطينيين وفقا لما ورد على السنة بعض الشخصيات .
ومن هذا المنطلق يود السارد أن يؤكد على ضرورة الصمود داخل فلسطين ومواجهة الاحتلال والموت بكرامة أفضل من الهجرة والعيش بدون في ظل شروط سيئة للغاية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فايز الدويري: فيديو الأسير يثبت زيف الرواية الإسرائيلية


.. أحمد حلمى من مهرجان روتردام للفيلم العربي: سعيد جدا بتكريمي




.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |


.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه




.. مراسل الجزيرة هاني الشاعر يرصد التطورات الميدانية في قطاع غز