الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رامبوالعربي: اغتيال الفن و مصانع التخلّف

عماد حبيب

2006 / 5 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


عندما يوصف الزرقاوي بأنه رامبو عربي، و يُمتدح آدائه و نطقه السليم للعربيّة و توصف طريقته و نظراته بالوقار أسوة بالشيخ أسامة ابن لادن، و حين يتمّ كلّ هذا على موقع بحجم الجزيرة، فإنّ الأمر يتجاوز بمراحل الحق الطبيعي للتعبير الحر في وسائل الإعلام الحرّة، لكاتب ما يبدي تعاطفه مع ما يسمونه مقاومة. الأمر عبارة عن مصنع من مصانع التخلّف التي تنتشر في ربوع هذا الوطن المنكوب بمثقّفيه و علمائه قبل حكّامه. الأمر عبارة عن حملة تجنيد ارهابيين تحت مرأى و مسمع الجميع دون أن يحرّك أحد ساكنا إلا ربما اللطم و العويل بعد أن يفجّر أحدهم نفسه في عرس آخر ليقتل هذه المرّة يوسف شاهين ربّما كما قتلو مصطفى العقّاد في تفجيرات الأردن.

هناك شيئ ما لا يجب أن يمرّ هنا حتّى لو اتفقت كل وسائل الإعلام تحت أيّ مسمّى على تمريره. لن يجدي اللطم و العويل بعد حدوث التفجير، يجب منع الأمر من مرحلة التجنيد و التنظير و الدعوة بكلّ أشكالها.

عندما تتحفنا ايلاف بخبر عن عودة الفنّانات المحجّبات للعمل بحجابهنّ، و بشروطهنّ المخجلة المضحكة التي ليس لها من نتائج سوى اغتيال الفن، فقط لا غير، و هذا طبعا ليس مهمّا فمن لازال يهتم للفن ؟ و هل انتهت مشاكلنا حتى نهتمّ له ؟ . عندما يحدث ذلك أعتقد و أرجوا أن أكون مخطئا أن الأمر يتعدّى حريّة الفنّان للتعبير عن قناعاته و الدعوة لها سلميّا ليتحوّل لمصنع تخلّف آخر، فعلى حدّ علمي نحن الأمّة الوحيدة ااتي يقوم الممثلون فيها بالتمثيل دون أن يمثّلوا، بل هو فقط تواجد للاعلان عن انتماء سياسي و الدعوة له باستغلال المسلسل او الفلم لأن برامجهم الممّلة على القنواة المتخصّصة في التخّلف لم تعد تكفي. و إلاّ ما معنى انتشار مفاهيم مثل السينما النظيفة، و هل سينما شاهين أو عبد السيد مثلا وسخة ؟

بالتأكيد هي كذلك من وجهة نظر الجماعة اياها، و بالتأكيد هناك عمل ممنهج للقضاء على الفن تدريجيا تموّله جماعات لا ترى فيه سوى الكفر و الفسوق، و خاصة، و هذا هو الأهم، عائقا حقيقيّا أمام عملها الدّعوي لاقامة مجتمع قروسطي. لذلك وجب اغتيال الفن، المتنفّس الوحيد ربّما للابداع و التفّكر المتاح أمام عامة الشعب في ظل غياب نسبي لأدب و فكر و صحافة حرّة، اللهم الا تلك التي ترى في الزرقاوي رامبوا عربي ذو وقار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الألعاب الأولمبية باريس 2024: إشكالية مراقبة الجماهير عن طر


.. عواصف في فرنسا : ما هي ظاهرة -سوبرسيل- التي أغلقت مطارات و أ




.. غزة: هل بدأت احتجاجات الطلاب بالجامعات الأمريكية تخرج عن مسا


.. الفيضانات تدمر طرقا وجسورا وتقتل ما لا يقل عن 188 شخصا في كي




.. الجيش الإسرائيلي يواصل قصف قطاع غزة ويوقع المزيد من القتلى و