الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفخ الياباني

عبدالرحمن حسن الصباغ

2019 / 6 / 21
كتابات ساخرة


حدثنا أبي الورد السيبندي عن عباس خرابة عن الشيخ عبدالرحمن الحالم قال قال بعد إفطار دسم إنصرفت لفراشي لأنام ولكن هيهات النوم منا من ثقل ما أكلنا، عشاء ذلك اليوم فطفقت أتقلب ذات اليمين وذات الشمال علني أجد مضجعاً يساعد الحال دون جدوى فأخذت كتاب الغرائب الجمة في الطب والحكمة أبحث فيه عن دواءاً لأرق التخمة، فوقعت عيني على باب إستحظارالجن فتذكرت صاحبي شمطهار الجني ومقالبه فتبسمت وقلت في نفسي أينه في هذه الليلة ياترى ليؤنسني في وحدتي... فما هي إلا لحظات وسمعت قهقهته ونحنحته وهو يستأذن بالدخول قلت له تفضل،أبن الحلال بذكره، لقد ذكرتك التو واللحظة وها أنت أمامي مالذي يضحكك ياترى؟ تفضل وأحكي، ألف مرحباً أجلس، قال كنت الليلة متنكراً بزي فراشة الليل أتلصص أخبار دهاليز بغداد التحتانية وإذا بالسيد مردان الأحمري يمرمن أمامي متمايلاً يتمتم ويشتم في عبه وهو يتنكب عكازاً فألقيت عليه التحية فأجابني ممتعضاً بالأشارة وهو متجهم الوجه، قلت مالخبر أبا صرصر أراك متجهماً متعكزاً وقد عهدتك ضحاكاً ركاضاً؟قال وهو يتلفت حوله، الغدارين السفلة...وألله يا شمطهار قد نجوت بإعجوبة مع إني وياأسفاه أتلفت قدمي في ذلك الفخ اللعين...قلت أي فخ ومن هم هؤلاء الغدارون؟ قال لقد كنت مارقاً في أحد الدهاليز المحببة لي والتي تفضي الى الخزانة الأرضية لدار قاضي القضاة وقد أضر بي الجوع فشممت رائحة سمك مقلي من أحد الفروع الجانبية فقلت يا أبا صرصر جائك الفرج، فإقتربت من مصدر الرائحة فإذا بسرادق كبير مزين بأحلى الرسوم فمددت عنقي من الباب فإذا بجماعة منا تتوسطهم قصعة كبيرة ملئت بالسمك المقلي فسلمت من العتبة فقال من كان قرب الباب أدخل تفضل فالكل بإنتظارك ولكن أمسح قدمك جيدا عند العتبة فصاحب السرادق مهووس بالنظافة، فمسحت قدمي بالممسحة الموضوعة أمام الباب وأعدت السلام على الكل ولكنهم لم يردوا التحية فإستغربت الأمر وقلت لصاحبي لماذا لم يردوا التحية؟قال أي تحية يا رجل؟ أنهم مشغولون بالطعام ولا كلام على طعام...إسرع إسرع وخذ مكانك.أدخل يافتى أدخل...ولكني ما أن وضعت قدمي داخل السرادق حتى غرست بشيئ ما يشبه الغراء...نعم لقد كان غراءً كثيفاً من نوع خاص لايمكنك الفكاك منه.وبائت كل محاولاتي بالفشل، فقهقه مضيفي شامتاً وهو يقول... وقعت يا ملعون كما نحن،قلت ماذا تقصد وما هذا الغراء قال هذا فخاً يابانياً للصراصر يحبس فيه للموت الغبي المتشاطر.لحسن حظي أنها قدم واحدة تلك التي غرست ولم يكن أمامي حلاً آخر سوى بترها لأنفذ بجلدي.هذه قصتي وهذه هي بلواي.فتبسمت بل وضحكت لسماع حديث الجني شمطهار الذي تركني وطار ما أن طلع النهار.
من دون دعاية، فخ الصراصر هذا موجود في الأسواق ويتميز بفعالية كبيرة، تصور أن اليابانيين، وهم مهوسون بالنظافة وحسن الترتيب،وضعوا في داخله طعم برائحة السمك وأمام مداخله ماسحات أرجل لكي يمر الصرصار عليها ويتخلص من أية شوائب فيلصق في الغراء دون خلاص.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. VODCAST الميادين | أحمد قعبور - فنان لبناني | 2024-05-07


.. برنار بيفو أيقونة الأدب الفرنسي رحل تاركًا بصمة ثقافية في لب




.. فيلم سينمائي عن قصة القرصان الجزائري حمزة بن دلاج


.. هدف عالمي من رضا سليم وجمهور الأهلي لا يتوقف عن الغناء وصمت




.. اختيار الناقدة علا الشافعى فى عضوية اللجنة العليا لمهرجان ال