الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سليم بطي فتى المسرح العراقي

ابراهيم خليل العلاف

2019 / 6 / 21
الادب والفن


سليم بطي فتى المسرح العراقي
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
بين يدي الان كتاب الاخ والصديق الاستاذ الدكتور علي محمد هادي الربيعي الجديد والموسوم (سليم بطي فتى المسرح العراقي) ، والذي وصلتني نسخة منه من خلال اخي الدكتور زيد السنجري ، وانا ممتن من الاخ الدكتور الربيعي الذي عودني على ان يرسل لي ما يصدره من كتب لمعرفته بأنني مهتم بتاريخ المسرح العراقي الحديث ورموزه .
والاخ الدكتور الربيعي قدم الكثير من الكتب التوثيقية للمسرح العراقي وخاصة في بداياته وبواكيره ، وكشف الكثير مما لم نكن نعرفه عن نصوص مسرحية كانت بحكم المفقودة .فضلا عن اضافاته الكثيرة للمدون المسرحي العراقي الحديث والذي يرجع في تاريخه الى القرن التاسع عشر.
وسليم بطي (1908 - 1953 ) ، ومنذ الثلاثينات من القرن الماضي وهو يكتب في الصحف والمجلات العراقية ومنها جريدة (البلاد ) ومجلة (الحاصد ) في علوم المسرح ومعارفه سواء في فنون التمثيل او الاخراج او التقانة المسرحية وبإسلوب متقدم وعصري واصيل .
ويقينا ان تلك الكتابات كانت تنم عن ثقافة مسرحية متقدمة ، وراقية ، ورفيعة ، ومذهلة .
وقيمة ما كتبه اليوم الاخ الاستاذ الدكتور علي الربيعي ، تكمن في انه نفض الغبار عن ما قدمه المرحوم سليم بطي على صعيد الكتابة المسرحية ، وهذا التنقيب احتاج الى سنوات طويلة ، وجهد كبير من اجل ان يقدم تلك الكتابات مع دراسة تحليلية لها .
وسليم بطي شقيق روفائيل بطي رائد من رواد الصحافة العراقية ورئيس تحرير جريدة (البلاد ) .
الف المرحوم سليم بطي مسرحيات عديدة منها مسرحية (تقريع الضمير ) ومسرحية (الاقدار ) ومسرحية ( طعنة في القلب ) ومسرحية ( المساكين ) ومسرحية ( خدمة الشرف ) ومسرحية ( ضحايا اليوم ) .. والمسرحية الاخيرة لاتزال مخطوطة كما ان ثمة مسرحيتان لم يعثر عليها المؤلف على الرغم مما بذله من جهد وهما مسرحية ( المساكين ) ومسرحية (خدمة الشرف ) .
الكتاب الذي انجزه الاخ الدكتور علي الربيعي من اصدارات (إتحاد الادباء والكتاب السريان ) ، فشكرا للاتحاد على تبنيه اصدار هذا الكتاب المهم والبكر والذي يقع في فصول خمسة فضلا عن عدد من الملاحق والصور .. وفي هذا الكتاب وقف عند حياة سليم بطي وثقافته واسرته واطلق عليه لقب ( فتى المسرح العراقي) ويقينا انه يستحق هذا اللقب نظرا الى ما قدمه للمسرح العراقي الحديث .
وسليم بطي من مواليد مدينة الموصل 1908 ، ومن اسرة مسيحية سريانية ارثودكسية المذهب . درس في مدرسة مار توما الابتدائية للبنين وهي من المدارس العريقة في الموصل .واكمل دراسته في دار المعلمين ببغداد وتخرج معلما سنة 1921 وعمل في الصحافة، واخذ يكتب في جريدة شقيقه روفائيل (البلاد ) البغدادية الشهيرة وكان يترجم المقالات ، ويكتب في فنون النقد والادب وترك التعليم وعين موظفا في مديرية التقاعد العامة ببغداد وتوفي بعد مرض الم به في بيروت يوم 14 ايلول سنة 1953 ونقل جثمانه الى بغداد ليدفن في مقبرة السريان الارثودكس في بغداد الجديدة رحمة الله عليه وجزاه خيرا على ماقدم لبلده .
ومن المحطات المهمة في حياته أنه اسهم مع حقي الشبلي وآخرين في تأسيس فرقة مسرحية في سنة 1927 سميت ب(الفرقة الوطنية ) ، وعمل ممثلا فيها وكان من قبل ومنذ كان طالبا في مدرسة التفيض الاهلية ببغداد ممثلا في فرقة المدرسة . واسهم مع فرقة الفنان جورج ابيض المصرية التي زارت العراق سنة 1926، وقدمت عددا من عروضها واحتاجت الى ممثلين ثانويين في عروضها فكان هو واحدا من هؤلاء الذين استعانت بهم الفرقة .
ومن الطريف انه اسهم في كتابة حوار فيلم (ليلى في العراق ) الذي انتجه ستوديو بغداد ، وعرض سنة 1949 في سينما روكسي ببغداد .كتب القصة وكتب في النقد المسرحي، ومن كتاباته الجميلة ما كتبه عن (جمعية إحياء الفن ) ، وعن مسرحية (فتاة النخيل ) ، وعن (فرقة فاطمة رشدي ) ، وعن كيفية النجاح في المسرح وكان يوقع بعض كتاباته ب(مندوب البلاد الفني ) .
وفي الفصل الثاني من الكتاب تناول المؤلف منجز سليم بطي في مجال النقد المسرحي . وفي الفصل الثالث استحضر المؤلف دراستان مهمتان لسليم بطي في علم المسرح وقام بتحقيق الدراستين . وفي الفصل الرابع لاحق المؤلف ما كتب عن سليم بطي وما وجه اليه من نقد لكتاباته من قبل كتاب وصحفيين ، وفي الفصل الخامس نجد ان المؤلف قد خصصه للنصوص المسرحية التي الفها سليم بطي وأتبع النصوص بملاحق ثلاثة اولها قصيدة للشاعر المرحوم عدنان الراوي (1925 1967 ) وفيها يناجي صديقه سليم بطي فكلاهما موصليان .
وفي الملحق الثاني جدول بعناوين القصص التي كتبها سليم بطي وهو كاتب قصة ايضا ، والملحق الثالث قصة (تقريع الضمير ) التي تحولت الى مسرحية .
كل ما استطيع ان اقوله بحق كتاب الاخ والصديق الاستاذ الدكتور علي الربيعي انه كتاب اصيل ، وبكر ، وفيه اضافة نوعية لما هو معروف عن تاريخ المسرح العراقي الحديث الذي ابتدأ موصليا .
بوركت جهودك اخي الدكتور العزيز الربيعي ، وانا سعيد جدا بمنجزك العلمي والتوثيقي والتاريخي هذا والى مزيد من التقدم والنجاحات خدمة لحركة تاريخ المسرح في العراق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنان بولندي يتضامن مع فلسطين من أمام أحد معسكرات الاعتقال ال


.. عندما يلتقي الإبداع بالذكاء الاصطناعي: لوحات فنية تبهر الأنظ




.. إسرائـ.يل سجنتني سنتين??.. قصة صعبة للفنان الفلسطيني كامل ال


.. عمري ما هسيبها??.. تصريح جرئ من الفنان الفلسطيني كامل الباشا




.. مهرجان وهران للفيلم العربي يكرم المخرج الحاصل على الأوسكار ك