الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوميات الحرب - قريتان عراقيتان

مصطفى علي نعمان

2003 / 4 / 1
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


 

اليوم الثاني عشر،الاثنين، 31 آذار، 2003

 

1-مشيرج:

لم تذكر الأخبار عن قرية مشيرج الجنوبية الكثير! شمال البصرة! جنوبها! شرقها! غربها! ذكرت فقط، أنها تبعد مسافة 16 كم عن البصرة! يعرف قارئ الخبر ذلك، لكن هذه القرية الصغيرة ضربت مثلاً أعلى يحتذى، عكس ما يتوقع الكثير، قالت الأخبار أن أهالي هذه القرية، أقاموا حاجزاً ترابياً لإغلاق مدخل شركة نفطية، عاث اللصوص فيها، سرقوا كل ما يمكن أن يسرق، كالمكيفات، وبعض الأشياء الأخرى!

إذاً أين الشرطة، أين الأمن؟ أين السلطة! لم يكن أحد يتوقع أن الاحتلال لم يستطع أن يفكر بملء الفراغ! وكيف يملؤه؟ كل ما فكر به أن يقصف، يقتل من دون رحمة! يحتل، أما أن يجعل الأمن يستتب فهذا ما لم يفكر به قط.

فعلت السلطة نفس الشيء تقريباً قبل ذلك! سيطرت على المواطنين! اعتقلت من اعتقلت، أعدمت من أعدمت، لكنها سمحت للعصابات أن تسيطر على مقاليد الأمور، لقد كان لكل شيء ثمن، حتى أجرة الحراس الليليين، كان على الأهالي المساكين أن يدفعوها من لقمتهم، ورفاهيتهم! وهكذا فعندما جاء الاحتلال لم يتبدل الكثير، ظلت العصابات مسيطرة لكن أكثر من السابق! ولأن الغربيين غرباء! فقد جاؤوا ومعهم جهلهم بالناس، لم يعرفوا تاريخ المجرمين ليعاقبوهم، أو يبتزوهم، كما تفعل الشرطة العراقية! لكنهم عرفوا تاريخ حكام العراق وابتزوهم، وكلاهما خبير بالابتزاز، وما على الشعب إلا أن يخضع ويدفع، لكن أهالي القرية، البسطاء وقفوا قدر ما يستطيعون ضد اللصوص المسلحين، فضربوا مثلاً أعلى.

2-عين كاوة:

هذه قرية أخرى في الشمال، تشبه أختها مشيرج، احتلت أيضاً من قبل قوات الغزو الأمريكية، لكن أهالي القرية لم يرتاحوا للاحتلال قط، استقرت قسم من القوات الأمريكية في خمس مدارس في القرية، وسبب عدم رضا الأهالي هو أن استقرار الجنود الأمريكان في المدارس، يجعل القرية كلها مستهدفة من قبل جيش النظام، أهل القرية يعرفون مدى حقد النظام، ووحشيته، ولا إنسانية تصرفاته، فحلبجة بعيدة بضع مئات من الكيلومترات فقط، وذكراها ما زالت في الأذهان، وترحيل القرويين الأكراد، ومن تعاون معهم، وترويعهم، وقتلهم، لم ينسَ أيضا، وليس بمستبعد أن تلجأ القوات العراقية للانتقام من القرية، وليس بمستبعد أن تمحو القرية بما ومن فيها، أليس هذا ما يفعله الحلفاء؟ أ لم يهجموا أحياء كثيرة على رؤوس أهاليها بمجرد وجود بطارية مدفعية تعمد النظام وضعها هناك؟

وكما قال أحد أفراد القرية بعفوية: أليس هذا ما يلوم الأمريكيون صدام على فعله؟

ماذا تغير في الأمر؟

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الهدنة التكتيكية للجيش الإسرائيلي تفضح الخلافات مع السياسيين


.. قمة سويسرا: السلام في أوكرانيا يستدعي إشراك جميع الأطراف| #غ




.. بركان خامد.. حزب الله أقوى وكلاء إيران


.. نتنياهو وغالانت سارعا لنفي علمهما بقرار الهدنة التكتيكية وبن




.. خطيب العيد بالبرازيل: غزة تقدم دروسًا للعالم في التضحية والف