الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإرهاب والکباب في کرکوك

جبار قادر

2019 / 6 / 22
مواضيع وابحاث سياسية



ذکرتني فضیحة محافظ العبادي في کرکوك مع الکباب بالفیلم الکومیدي المصري "الإرهاب والکباب" الذي مثلە عادل إمام رغم الفارق الکبیر بین الحالتین، فأحداث الفیلم جاءت عن طریق الصدفة ولم تکن هناك نیة أو تخطیط لعمل إرهابي وأدخل الکباب في الموضوع للمزید من السخریة والکومیدیا. أما فضیحة محافظ کرکوك، البعثي السابق المنتمي الی حزب العودة والمعروف بصلاتە الواسعة هو وأفراد عائلتە بالدواعش، مع الکباب فهي قصة حقیققیة نشرت تفاصیلها والوثائق المتعلقة بها علی شبکات الإنترنیت علی نطاق واسع. لقد أدخل هذا الشخص المئات من أقاربە من الدواعش الی کرکوك بأوراق عدم تعرض موقعة من قبلە لکي یتحولوا الی خلایا نائمة تنتظر الفرصة المؤاتیة للقیام بعملیات إرهابیة أو حتی السیطرة علی أجزاء من کرکوك. هذە لیست إتهامات نسوقها جزافا، بل هي حقائق یعرفها العدید من سکان کرکوك الأصلاء.
فرض العبادي خلال غزوتە لکرکوك هذا الشخص المشبوە بإرتباطاتە الواسعة بالدواعش وبقایا البعث البائد خارج السیاقات القانونیة علی المحافظة، عندما وجد لدیە الرغبة في معاداة کل ماهو کردي ومستعد کذلك لیتحول من رجل الدواعش الی خادم مخلص للحشد الشعبي. ومنذ الیوم الأول من تسنمە لمنصبە غیر القانوني بدأ حملاتە ضد الأحیاء الکردیة بحجة أن فیها بیوتا بنیت تجاوزا علی أراضي الدولة، علما بأن المعطیات الرسمیة العراقیة تشیر الی أن نصف سکان العراق تقریبا یعیشون في بیوت بنیت عن طریق التجاوز والنسبة الکبری منها في العاصمة بغداد. وهذە مشکلة کبیرة بحاجة الی حلول واقعیة تأخذ بنظر الإعتبار حقوق المواطنین، لا أن یجري التعامل معها بطریقة إنتقائیة وتستخدم وسیلة للعقاب الجماعي علی أسس عنصریة وطائفیة.
وفي ظل هذا المحافظ غیر الشرعي تقوم المیلیشیات والعصابات المنفلتة بإبتزاز الناس وخطف نسائهم وأطفالهم. وأصبح الکردي في کرکوك ممنوعا من تسنم أي منصب، فقد جرت إقالة العدید من مدیری الدوائر المدنیة والأمنیة والأقسام وحتی الشعب لکونهم کردا فقط لیحل محلهم العرب أو رجال المیلیشیات حصرا. مع أن الحکم العسکري القائم في کرکوك وحالة الطوارئ التي تسودها لم تبق مجالا کبیرا لتحرك المسؤولین المدنیین وإتخاذ الإجراءات خارج إرادة العسکر المعروفین بصلفهم وعنجهیتهم التي کانت سببا لتدمیر العراق، إلا أن رجل البعث والدواعش سابقا والحشد حالیا لایترك أیة فرصة مهما کانت صغیرة لإلحاق الضرر بالمواطنین الکرد فيها.
أوردت الأنباء بأن هذا المحافظ المفروض علی کرکوك أستدعي للمثول أمام المحکمة بتهمة هدر المال العام وصرف ما بین ٨٠٠ ملیون و ملیار و ٤٠٠ ملیون دینار من میزانیة المحافظة للضیافة خلال عام واحد فقط أو شراء الکباب علی حد تعبیر سکان مدینة الدخان الأسود حالیا والذهب الأسود سابقا. الأمر المثیر للدهشة هو أطلاق سراح عاشق الکباب هذا بالکفالة، سوف یعمل کما کان شأنە مع القضایا السابقة علی إصدار أوامر من بغداد االی المحکمة لتمییع القضیة وحفظها لعدم وجود الأدلة الکافیة، رغم أن وصولات وجبات الکباب بملایین الدنانیر منشورة علی صفحات الإنترنیت.
المعروف للجمیع أن المحافظة لم تکن تستلم دینارا واحدا من بغداد منذ عام ٢٠١٣ وحتی بدایة ٢٠١٨ لأن المحافظ کان کردیا. ویبدو أن العبادي وشلتە الفاسدة لم یکونوا یعتبرون کرکوك جزء من العراق آنذاك.
الأمر المقرف في کل هذا هو سکوت جوقة الطبالین ومزیفی الحقائق الذین کانوا یصدرون البیانات الرنانة ویدبجون المقالات الناریة بشأن أي حدث مهما کان صغیرا في کرکوك عندما کان محافظها کردیا، وسکوتهم المخزي إزاء کل هذە الجرائم والموبقات التي ترتکب یومیا في کرکوك ومناطق واسعة تمتد من خانقین الی سنجار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس كولومبيا يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ويعتب


.. -أفريكا إنتليجنس-: صفقة مرتقبة تحصل بموجبها إيران على اليورا




.. ما التكتيكات التي تستخدمها فصائل المقاومة عند استهداف مواقع


.. بمناسبة عيد العمال.. مظاهرات في باريس تندد بما وصفوها حرب ال




.. الدكتور المصري حسام موافي يثير الجدل بقبلة على يد محمد أبو ا