الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا فرحة ما تمت

ماجد فيادي

2019 / 6 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


سرعان ما تراجع السيد حسن العاقولي، من قراره في الاستقالة عن عضوية البرلمان العراقي، مبررات التراجع عن الاستقالة جاء بدفع ومناشدات من رؤساء الكتل وزملاء له في البرلمان، ولو ناقشنا دوافع الاستقالة، وأسباب التراجع سنخرج بالقراءة التالية.

حسن العاقولي طبيب ذو سمعة طيبة في المجتمع العراقي، ليس له سجل فساد، حظى بمقبولية الأحزاب المتحالفة تحت راية سائرون، ان يكون رئيساً لكتلة سائرون، ومنذ بدء عمله كبرلماني كل ما صرح به لم يخرج عن المطالبة بمصالح الشعب العراقي، في إنهاء المحاصصة والقضاء على الفساد وتقديم الخدمات للمجتمع العراقي وفق برنامج سائرون المعلن.
لكن ما حصل أن الرجل لم يحقق شيئاً مما ادعاه، فالمحاصصة سيدة الموقف، الفساد يصول ويجول، الخدمات في ادنى مستوياتها، لو احسنت الضن بالرجل فإن وجعاً في ضميره قد أصابه، ولأنه طبيب وجد في الابتعاد عن مسببات الوجع الخطوة الأولى للعلاج، فكانت الاستقالة، يكون هذا منطقياً اذا لم يناقش الاستقالة مع كتلته وزعيمها الروحاني السيد مقتدى الصدر، كتعبير عن يأسه من اتجاه سير العملية السياسية، وعدم تحقيقها لمصالح الناس، بل امعانها في انتهاك حقوق المواطنين، هدر ثروات البلد، غياب منهج المواطنة والعدالة الاجتماعية. فماذا نفهم من تراجع شخصية بهذه المواصفات امام مناشدات زعماء المحاصصة الطائفية العرقية، هل وعدوه بتشريع القوانين لصالح المواطن والتراجع عن المحاصصة الطائفية العرقية، تقديم حيتان الفساد للقضاء، بعد ان يغيروا رموز القضاء، الشريكة في تعطيل القانون لحساب الفاسدين، اكمال الكابينة الوزارية وفق برنامج سائرون واستبدال الوزراء المقصرين باخرين اكثر كفاءة، وان يجري تغيير مناصب الهيئات التي تدار بالوكالة بعيدا عن المحاصصة، انما وفق الكفاءة والمؤهلات، تمهيدا للقضاء على الفساد؟؟؟ اعتقد هذا هراء وتخاريف أحلام.

اما على ارض الواقع، فالرجل شارك في تجاوز الدستور بإهمال تحديد الكتلة الاكبر، صوت على رئيس الجمهورية والبرلمان وفق المحاصصة الطائفية، قبل بمرشح رئيس الوزراء بالتنسيق مع كتلة فتح النيابية، قَبِلَ بتقاسم السلطة خلف الكواليس، وشارك في تعطيل تشريع القوانين وفق توافقات تبادل المصلحة، ووضع يده بيد الفاسدين الذين باعوا المناصب، واستبدل التحالف مع كتلة فتح بالتنسيق معها، حتى نتجت كل الاعتراضات التي تثار اليوم على سير ما تبقى من العملية السياسية المختطفة.
اذا استقالته جاءت وفق مسرحية متفق عليها ضمن كتلة سائرون للضغط من اجل تخفيف معالم الفساد التي لا تقلق البرلمان العراقي، في أن يثور الشعب العراقي ضدها، انما منع انفلات عقد المتحاصصين، ونشوب خلافات المحاصصة، ما ينهيها بالوصول الى المثل الشعبي القائل (ما شافوهم يسرقون شافوهم يتعاركون على المسروقات)، وهذا يبرر قدوم كل الكتل لتثنيه عن قراره، ما يؤكد ذلك ان الاستجابة لهم جاءت سريعة وإيجابية، اما وقوفهم خلفه في مؤتمره الصحفي فقد جاء للاعلان امام الشعب العراقي، أنهم متفقين ومتحدين ضد الشعب العراقي.

في عودة للماضي القريب، فان السيد هادي العامري قال في عدة مناسبات، ان لا حكومة تشكل بدون سائرون، حتى يضمن ان الكل في مركب المحاصصة سائرون، ولا يوجد احد ينغص عليهم انسجامهم، فلا فاسد من الحيتان يكشف، ولا قانون خارج السياق يشرع، ولا معترض على التقسيم تلتف حوله الجماهير. اذا ماذا يعني عودة النائب حسن العاقولي عن استقالته في هذه الحالة، لا تفسير يمكن ان يكون غير ورقة تهديد القى بها تحالف سائرون، حتى يعود الغرماء الى التفاهمات للإسراع فيما بدأته العملية السياسية، مع بعض معالم كسر نهج المحاصصة الصارخة، بالتوجه نحو اكمال الكابينة الوزارية، وتشريع بعض القوانين التي تتيح استمرار العملية السياسية، وتقاسم يرضي حزب استقامة في مواقع الهيئات المستقلة.

يبقى السؤال المهم ماذا عن الرفيق والرفيقة النائبان عن الحزب الشيوعي العراقي في البرلمان ضمن كتلة سائرون النيابية، فانا لا اتخيل ولا حتى في المنام، أن الحزب الشيوعي العراقي يقبل برشوة المناصب للسكوت على ما يجري، خاصة وقد عرض عليه الترشيح لمنصب وزير في حكومة عبد المهدي ولم يقبل، هل الرفيقان وقيادة الحزب ينقصهم قراءة الاحداث؟ هل ينقصهم تقديم الرأي من قبل رفيقات ورفاق واصدقاء الحزب؟ هل يتعرضون للتهديد لعدم الانسحاب من كتلة سائرون؟
تساؤل مهم تطرحه قاعة الحزب الشيوعي العراقي وجماهيره، الى متى يبقى الحزب سائراً بسياسته في التمسك بتحالفاته، حتى وان لم تحقق الأهداف المرسومة، تجربة ثورة الرابع عشر من تموز، استمرت حتى انقلب عبد الكريم قاسم علينا، تجربة الجبهة الوطنية، استمرت حتى انقلب البعثيون علينا، تجربة القائمة العراقية، استمرت حتى انقلبت القائمة علينا، واليوم تجربة سائرون تستمر رغم كل ما تصرح به قيادة الحزب سراً وعلنا، ان لا امل في تحقيق برنامج سائرون، فهل ننتظر حتى ينقلبون علينا؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاجل.. شبكة -أي بي سي- عن مسؤول أميركي: إسرائيل أصابت موقعا


.. وزراءُ خارجية دول مجموعة السبع المجتمعون في إيطاليا يتفقون




.. النيران تستعر بين إسرائيل وحزب الله.. فهل يصبح لبنان ساحة ال


.. عاجل.. إغلاق المجال الجوي الإيراني أمام الجميع باستثناء القو




.. بينهم نساء ومسنون.. العثور جثامين نحو 30 شهيد مدفونين في مشف