الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكارثة المحدقة وكيف نقاومها !؟

عدنان الأسمر

2019 / 6 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


لعبت المتغيرات الكونية والإقليمية دوراً حاسماً في صياغة إستراتيجية الإمبريالية الأمريكية للمنطقة العربية وتمثل ذلك في إعادة الأمة إلى مرحلة ما قبل الدولة والتجزئة والتفكيك وإستخدام أساليب حروب الجيل الخامس وتهيئة المنطقة مجال حيوي للكيان الصهيوني وإعتبار وجوده طبيعي في الإقليم والتحريض على الإسلام بإعتباره عدو للحضارة الغربية وإستبدال العداء للكيان الصهيوني بالعداء لإيران وتعميق الإنقسام المذهبي والطائفي والعرقي وقد تم ذلك في مرحلة الهيمنة الأمريكية في العلاقات الدولية والعولمة وتطور وسائل الإعلام فوق القومي العابر للحدود .
نتيجة ذلك أتفق المفكرون العرب على وحدة تيارات الأمة الفكرية والوصول إلى مصالحة تاريخية بين قوى الإسلام السياسي والقوى اليسارية القومية بحيث يتم إسقاط حكم التكفير والإلحاد عن القوى اليسارية وإسقاط حكم الخيانة والعمالة للأنظمة والغرب عن القوى الإسلامية وضرورة إنشاء صيغ تنظيم عمل مشترك ومنها مؤتمر الأحزاب العربية والمؤتمر القومي العربي والمؤتمر القومي الإسلامي العربي والقوى الفلسطينية العشرة ومشاركة حماس في الحكومة الفلسطينية واجراء تعديل على ميثاق حركة حماس حيث تطابق الموقف السياسي مع موقف منظمة التحرير وتم تشكيل التحالفات في الإنتخابات النيابية والنقابية وتكوين المنابر الفكرية الثقافية والحوارية المشتركة .
إن مقاومة الكارثة المحدقة بالأمة يستوجب حماية الدولة القطرية والحفاظ على دولة القانون والمؤسسات وإحترام الدساتير والحريات والحقوق والسلم الأهلي وفتح أفاق التغير وإحترام الإرادة الشعبية وتشكيل حكومات برلمانية ومحاربة الفساد والإستبداد والتخلف والفقر وكل مظاهر الدولة العميقة كما يستوجب تحريم رفع السلاح في وجه الدولة وعدم الإستقواء بالخارج وتجنب التكفير والتخوين وتدمير مقدرات الدولة والإحتكام إلى المرجعية الوطنية وعدم تغليب أوامر المرجعية الإقليمية أو الدولية للتنظيم على حساب المصالح الوطنية ويجب إيجاد صيغ عمل تنظيمية وأنشطة جماهيرية ذات طبيعة وحدوية فلا يجوز الإبقاء على حالة الإنقسام في المراكز القيادية وأنشطتها الجماهيرية وممارسة الصراع الصفري في الإنتخابات النقابية والبلدية ويجب الإستمرار في مقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني والتمسك بثوابت الحقوق الفلسطينية وتطبيق فلسفة العدالة الإنتقالية وخلاف ذلك لن نتمكن من مقاومة الكارثة المحدقة الراهنة والمتمثلة بالمشروع الأمريكي الصهيوني الرجعي العربي ومفاعيله وفي مقدمتها نتائج مؤتمر البحرين التأمري فالضرورة التاريخية الحاسمة تقتضي تقديم تنازلات متبادلة والوصول إلى تسويات تكفل مصالح جميع الأطراف والوصول إلى قواسم مشتركة تنسجم مع المصالح الوطنية ويعترف كل طرف بالأخر دون تهميش أو إلغاء أو إقساء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إدارة بايدن وملف حجب تطبيق -تيك توك-.. تناقضات وتضارب في الق


.. إدارة جامعة كولومبيا الأمريكية تهمل الطلاب المعتصمين فيها قب




.. حماس.. تناقض في خطاب الجناحين السياسي والعسكري ينعكس سلبا عل


.. حزب الله.. إسرائيل لم تقض على نصف قادتنا




.. وفد أمريكي يجري مباحثات في نيامي بشأن سحب القوات الأمريكية م