الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عقدة الاضطهاد .. واللا خيار انتخابات اسطنبول مثالا

روني علي

2019 / 6 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


الكوردي الذي يعيش "عقدة" الاضطهاد أكثر من الاضطهاد ذاته -لأسباب لها مبرراتها- يبقى مترنحاً / مشتتاً في الرؤية والموقف والتشخيص والتحليل، كلما طرأ على المشهد السياسي ما يستهدف حضوره ووجوده، والدور الذي ينبغي عليه القيام به وأدائه لذاك الدور على المسرح السياسي، وذلك بحكم الموقع الذي تم حشره فيه نتيجة معادلة توازنات القوة في المنطقة، واتخاذه -غالبا- كأداة لتمرير المشاريع والمخططات، سواء بإرادته أو نتيجة معضلة "اللاخيار" المفروضة عليه، وكذلك وقوعه على خط التماس مع مجمل المشاريع التي تتم فرضها كخيار مفروض بالقوة على الأرض. هذا الكوردي غالبا ما يكون ضحية نفسه حين يحاول مد الإصبع إلى مكامن الخلط والخطأ ضمن المسارات السياسية التي تتخذ منها الحركة الحزبية الكوردية مرتكزات تفاعلها مع القضايا الداخلية والخارجية، وذلك انطلاقا من موقعه "المتقوقع / الهامشي" سواء ضمن الحواضن الحزبية أو في تعاطيه مع البيئة السياسية التي تجتهد بهدف تدجينه وفق مقاسات تفرزها "سياسة الأمر الواقع" التي تبدع الأطر الحزبية في تسويقها وتعميمها والتفنن بمخرجاتها حتى لا تفضح عن عورة عطالتها وبالتالي الوقوف وجها لوجه أمام التساؤل عن مبررات وجودها، بحكم أن الأجوبة ستكون جزءً من السؤال ذاته ومكملة له وربما شكلت حالة إضافية من حلالات شرخها وتشرذمها المزمنة .
ما أسلف، يمكن أن يشكل مدخلا لتفاعل "فرحة" البعض الكوردي على نتائج "المعركة الانتخابية" في اسطنبول واعتبارها هزيمة لحزب العدالة والتنمية أمام خصمه السياسي حزب الشعب الجمهوري، خاصة وأن هذا البعض يعتقد بأنه "هو" من استطاع أن يغير في كفة الميزان فيهزم مرشح أردوغان بن علي يلدرم ويتوج النصر لصالح "مرشحه" أكرم إمام أوغلو، دونما الأخذ بعملية التفاضل بين السيئ والأسوأ من خلال استدعائه للذاكرة وقراءة التاريخ السياسي لكلا الطرفين من حيث المنهجية وآليات التعاطي مع القضية الكوردية في شمال كوردستان.
وفيما لو اعتبرنا أن ما حصل في اسطنبول يصب في خانة "كسر شوكة" عنجهية أردوغان ونزعاته، إلا أن ما ينبغي علينا الوقوف عنده والذي يعتبر النقطة الأهم كورديا، هي أن اسطنبول لا تشكل جزء من الجغرافيا الكوردية، وعليه فإن التناقض يكمن في ترك هذا البعض كبريات المدن والولايات الكوردية رهن مشيئة أردوغان وتسليمها له ومن ثم التباهي "بالمنجز" الاسطنبولي .؟؟؟!!!. هذه النقطة بحد ذاتها تحلينا إلى أكثر من سؤال وتساؤل وتحديدا فيما لو حاولنا الوقوف على مواقف حزب الشعب من الأداء "الأردوغاني" وسياساته تجاه القضية الكوردية وأخيرا احتلاله لعفرين .. ألم يكن هذا الحزب و"مرشحنا" أوغلو أكثر عداء من أردوغان نفسه حيال هذه القضايا..؟. ولكي لا ننجر إلى مهالك اللعبة السياسية وصبينة التحليلات من اعتبار أن هزيمة أردوغان تعتبر هزيمة لإقليم كوردستان ولـ ( (ENKS الخصم السياسي لفرع العمال الكوردستاني في سوريا ((PYD وأن الفرحة هي في حقيقتها تجسيد لهذه المعادلة الصبيانية، كان علينا أن نقرأ المشهد من منظور آخر، وذلك عبر طرح بعض الأسئلة التي لا بد وأن نبحث عن أجوبتها في قادم الأيام، ومنها : ما هي المكتسبات التي سجلت لصالح القضية الكوردية في شمال كوردستان نتيجة هذا "المنجز" الانتخابي وما هي الضمانات / الوثائق التي تمت انتزاعها من حزب الشعب بخصوص الإقرار بالهوية القومية الكوردية في تركيا كأقل تقدير ..؟ هذا أولا . وثانيا كيف يمكن "فك شيفرة" انقلاب حزب الشعوب (HDP) على توجيهات الزعيم الروحي لحزب العمال الكوردستاني عبدالله أوجلان الذي عبر عن وقوفه إلى جانب العدالة والتنمية حيال معركة اسطنبول، وما هي القوة التي دفعته إلى إعلان مثل هكذا انقلاب صارخ ..؟. وهل يمكننا قراءة هذه "المعضلة" على أنها تشكل بمثابة إعلان القطيعة مع السيد أوجلان من جانب قنديل ؟؟!!. ناهيكم عن أن لعبة انتخابات اسطنبول هي لعبة إقليمية / دولية فمن هي الجهة التي دفعت حزب الشعوب إلى هكذا مسار دونما مقابل ..؟. ولو أردنا استنطاق التاريخ كان لنا الوقوف أمام حقيقة ساطعة وهي أن القضايا لن تكتب لها النصر أو النجاح بالاعتماد على النفخ في "قرب" العاطفة وحدها، وأن مواجهة السيئ من الخصم لن يكون بالالتجاء إلى الأسوأ, ولعل الذاكرة الكوردية تحمل أكثر من غيرها ويلات وكوارث هكذا إسقاطات ورهانات. ومن هنا كان على البعض "المتنور" من هذا البعض "المصفق" لهكذا لعبة إدراك ما قد تجلب نتائج هذه المعركة على الكورد مستقبلا وكيف سيكون حاله بين فكي كماشة أحده سيئ والآخر أسوأ.

23/6/2019








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ترامب يحصل على -الحصانة الجزئية- ما معنى ذلك؟ • فرانس 24


.. حزب الله: قصفنا كريات شمونة بعشرات صواريخ الكاتيوشا ردا على




.. مشاهد من كاميرا مراقبة توثق لحظة إطلاق النار على مستوطن قرب


.. ما الوجهة التي سينزح إليها السكان بعد استيلاء قوات الدعم على




.. هاريس: فخورة بكوني نائبة الرئيس بايدن