الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلهن سواء تحت الغطاء.. عن عمرو وردة واحتكاكه

إيناس كمال

2019 / 6 / 24
عالم الرياضة


لم تكن أمي ولا أختي ولا صديقتي العزباء من ألف جملة "كلهن سواء تحت الغطاء" بل كان رجلا، قالها الفنان شعبان حسين في مسرحية "وجهة نظر" وهو كان يؤدي دور فاقد للبصر يسأله أحدهم عن مدام فلانة هل جميلة أم لا فأجاب بهذه الجملة بمنتهى الحماس "كلهن سواااااء تحت الغطاااااء".
في تلك اللحظة ضج المسرح بالتصفيق والصفير الذي امتد لعدة دقائق، هل كان ذلك إعجابا بشعبان حسين ونجوميته أم لأن تلك الجملة لامست واقعا داخليا تتناقله الأحاديث السرية والنميمة بين معشر الرجال، الأمر غايته أن الرجل لا يفرق بين البدينة والرفيعة والطويلة والقصيرة ولا البيضاء أو السمراء فغايته أن تمتثل تحت طوعه في سرير تغلق من حوله الانوار ليمارس الجنس بأريحية.
هل كان لدى عمرو وردة المبدأ ذاته؟ عمرو هو ابن الرياضي المتألق مدحت وردة الذي لم يدع لعبة إلا وكان محترفا بها، لكن يخلق من ضهر العالم فاسد.
وفساد وردة الابن، ذو العمر الصغير في رياضة كرة القدم، ملئ بحوادث متكررة من التحرش لست أدري حتى الآن كيف تعامل معه والده، الرياضي الخلوق، هل أخبره "لم نفسك إنت قدوة لشباب كتير" أم "إنت شاب وحقك تعيش أيامك عيش واتبسط" أم أخبره "متخافش أنا في ضهرك هحللك مشاكلك الجنسية"، لكن الأكيد أن عمرو لن يأتي بتلك الثقة التي يقول بها "انتي متعرفيش أنا مين" من فراغ.
في اليومين الماضيين ضجت مواقع التواصل الاجتماعي، بخبر عارضة أزياء تتهم عددا من لاعبي المنتخب بالتحرش بها، ولن أدخل في مهاترات من تعريف مفهوم التحرش إذ يبدو أنه بعد كل تلك السنوات من العمل الاجتماعي، والانفتاح على الثقافات الأوروبية وآلاف الأبحاث والرسائل العلمية والتحقيقات التي تنشر مجانا ويوميا عبر مواقع الانترنت لم تنفع المصريين في تعريفهم بمفهوم التحرش، الحقيقة أننا لم نحرز أي تقدم يذكر في هذه المسألة.
بالغ وردة في التملق والاحتكاك بالعارضة التي رفضته 6 مرات حسبما أعلنت ذلك بصورة ضوئية من محادثة بينهما ولم تكن تلك المرة الاولى التي يتهم فيها وردة بأفعال لا أخلاقية تتنافى مع روح الرياضة التي يلعبها الشبل الصغير صاحب الأشياء الكبيرة التي تسبب له الإزعاج دوما.
فالواقعة الأولى عندما كان وردة فى فريق "فيرينسى" البرتغالى تم اتهامه بالتحرش بزوجته أحد زملائه خلال التمرين، ولم يكن يعلم أن "الأجانب إيدهم طايلة ولا يعرفون القبح والجمال في المسائل الأخلاقية" وقام النادي بالاستغناء عنه، رغم أن وردة نفى ذلك معللاً أنه كان يؤدي تدريباته ولم يفعل شئ من هذا، لكن قام وقتها إيهاب لهيطة مدير المنتخب الوطنى بفتح تحقيق في هذه الواقعة.
في الواقعة الثانية والتي حدث عام 2013 أثناء معسكر منتخب الشباب فى تونس تعدى على فتاة فرنسية بعد أن اقتحم غرفتها فى الفندق، وأبلغت الفتاة الأمن واللعب مع تونس في مسائل المرأة هو أمر شائك إذ يقول المثل "إياك وإيذاء امرأة تونسية أو امرأة عموما في تونس".
وفي الواقعة الثالثة استغنى عنه ناديه اليوناني "باوك" لأسباب أخلاقية ولم يتم استدعائه لمعسكر الفريق في هولندا آنذاك ودفع غرامة قدرها ربع مليون يورو مقابل انتقاله من نادي "بانيتوليكوس اليوناني".
تاريخ أخلاقي غير مشرف لوردة الذي لم يكمل 26 عاما، لكن في المرة الرابعة حدث ما لم يكن في الحسبان إذ لم تنته هذه المرة إلى عقاب ولا غيره، فالشعب وقف بجوار وردة، باحثا ومفتشا عن هذه الفتاة وجاء بتاريخها منذ ولدتها أمها وكانت النتيجة هي نصائح لوردة كيف ينتقي الفتاة الجميلة فيما بعد فهذه لا تستحق.
وتبارى رواد مواقع التواصل الاجتماعي في التهكم منها ومن أنفها وفمها ووجهها وجسدها وشبهوها بالرجال المتحولين جنسيا، وشبهوها بالفنان محمد رمضان وبغيرهم ممن لا يملكون الجمال الذي يناسب معاييرهم الخاصة، هذا التفكير الذكوري الذي عفى وردة من أية مسئولية اجتماعية عن احتكاكه بالفتيات كلما سنحت له الفرصة وفعله اللاأخلاقي.
وحينما يتحدث العقل فليخرس الجميع فلن يقبل أحدهم أن تتعرض ابنته صاحبة العشرة أعوام والتي لم تبد بها بعد ملامح جمال أنثوي أو زوجته أو شقيقته إلى احتكاك عبر منصات التواصل الاجتماعي فيبرر كما برر الشعراوي "الله لا يرحمه" قائلا "كفاية إنه رأى سوئتك يا شيخة" مشيرا إلى النساء اللاتي يكشفن عوارتهن –سبحان الله- إلى أزواجهن ثم يطالبن بالخروج والفسخ والنزهات.
اللافت للنظر كان ما مارسته الإناث قبل الذكور عبر الفيسبوك بعد عقدهن لمقارنات داخلية نفسية طويلة ربما لينفين عن أنفسهن صفة القبح والدماثة هن أيضا أو النزعة الانثوية التي سرحت داخل أذهانهن "كيف يلهث خلف هذه العارضة 4 من لاعبي المنتخب المصري" وهن الذين ينشرون صور هؤلاء اللاعبين بجوارها قلوب وكلمات إعجاب متبادل.
أما الشباب فحدث ولا حرج ربما كانت لتصبح "ميريهان" أجمل امرأة في الكون فقط إن كانت تحت غطاء سرير أحدهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أول سعودية تفوز بمنافسات كأس العلا.. قصة -شغف- ريما الحربي ب


.. أب أمريكي متهم بالتسبب في وفاة ابنه بسبب سوء المعاملة وإجبار




.. ولي العهد رئيس الوزراء يلتقي الملك تشارلز الثالث في جناح الب


.. الملاكمة المحترفة صوفيا نابت: حلمي أن أمثل المغرب




.. غولف من دون ملاعب.. كيف تطورت هذه الرياضة بالسعودية منذ فترة