الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الذكرى المئوية لميلاد د. حيدر عبد الشافي دورس وعبر

محسن ابو رمضان

2019 / 6 / 24
القضية الفلسطينية


قبل مئة عام وتحديدا في ١٠/يونيو/١٩١٩ ولد د.حيدر عبد الشافي في غزة .
تزامنت ولادته مع تكوين العقدة الفلسطينية في عام ١٩١٧علي أثر إعلان وعد بلفور الذي أعطي من لا يملك لمن لا يستحق حيث بدأت المأساة الفلسطينية.
تحالف الرأسمال اليهودي مع بريطانيا بوصفها زعيمة القوي الاستعمارية آنذاك كان الهدف الرئيسي من وراء هذا الوعد المشؤوم .
قامت بريطانيا بتسهيل دخول أفواج المهاجرين اليهود الي فلسطين وتوفير كل عناصر القوة العسكرية والاقتصادية لهم بهدف تنفيذ وعدهم وإقامة دولة لليهود الصهاينة علي حساب الشعب الفلسطيني وأرضة.
عايش د.حيدر مسيرة شعبنا وكفاحه ضد الغزوة الصهيونية و كذلك ضد الاستعمار البريطاني ثم بعدها الولايات المتحدة التي تصدرت زعامة القوي الإمبريالية علي أثر نتائج الحرب العالمية الثانية.
تفاعل د.حيدر مع مفاصل تطور القضية الفلسطينية وقد كان تفاعله ليس ميكانيكا جامدا بل بصورة خلاقة ومبدعة.
أكدت عملية تفاعله بانة كان ذو رؤية ثاقبة تتمتع بالحكمة والمسؤولية والانتماء الوطني البعيد عن المصالح الفئوية والحزبية الضيقة.
وأثبتت كذلك ادراكه لأهمية العلم خاصة بعد تهجير شعبنا عام ١٩٤٨ في واحدة من أبشع عمليات التطهير العرقي الذي تم بالقرن العشرين .
وأثبتت ايضا اهمية التركيز علي الوحدة الوطنية وبناء الجبهات الوطنية المتحدة وقد نفذ ذلك سواء ابان العدوان الثلاثي عام ١٩٥٦ او بعد هزيمة عام ١٩٦٧ او من خلال لجنة التوجيه الوطني والقيادة الوطنية الموحدة بالسبعينات و الثمانينات من القرن الماضي.
كان يتسم د.حيدر بالرؤية المستندة للواقعية السياسية بعيدا عن عقلية المغامرة والتطرف وعلي ارضية التمسك بالمبادئ والحقوق.
كان يؤمن بالجماهير و دورها بالكفاح وأهمية اشراكها واستثمار ما لدي شعبنا من طاقات لذلك كان من أشد مؤيدي الانتفاضة الكبرى .
كان د.حيدر يؤمن بالنظام و تجاوز الفوضى والعشوائية بالعمل الإداري وقد كان يردد مقولة اهمية احترام الوقت وتحديد الأولويات ووضع الإنسان المناسب بالمكان المناسب وتحقيق الإصلاح والديمقراطية والقيادة الجماعية في صناعة القرار .
امن د.حيدر بدور المرأة و الشباب كما امن بدور المؤسسات الأهلية كأحد وسائل دعم صمود شعبنا وطالبها بأن تكون نموذجا بالإدارة الرشيدة المبنية علي الشفافية والحكم الصالح .
ومن خلال واقعيته السياسية فقد شارك وترأس وفد مدريد -واشنطن لمفاوضات السلام واعتبرها ساحة من ساحات النضال وقد كان صمام أمان لقضية شعبنا وقد كان لتمترسه وراء ضرورة وقف الاستيطان درس وعبرة للجميع حيث زكت الحياة رؤيته علي قاعدة أن الأرض هي عنوان الصراع .
كما برزت واقعية السياسية بمشاركته بأول انتخابات للمجلس التشريعي عام ١٩٩٦ وذلك بعد تأسيس السلطة الفلسطينية حيث حصل علي اعلا الاصوات وذلك رغم اعتراضه علي اتفاق أوسلو مؤمنا بدور الجماهير وارداتها الحرة عبر انتخاب ممثليها لهذا المجلس ولكنه استقال منة عندما فقد المجلس دورة بالرقابة والمسائلة بسبب الاختلالات في أداء السلطة آنذاك.
كان د.حيدر مؤمنا ايمانا راسخا بالوحدة الوطنية فهو بطبعة ليس شخصية فئوية وقد كان يسأل عن ممثلي التيار الغائب عن الاجتماع الذي دعا له ايمانا منة بضرورة مشاركة الجميع به وذلك كشرط رئيسيا لمواجهة التحديات.
ولعلة بالمرات القليلة في حياته التي بكي بها هي عندما سمع عن أحداث الانقسام وهو علي فراش المرض.
كان يتسم بالحكمة وسعة الصدر وقد أعطي نموذجا ومثلا رائعا في العديد من المرات في تنفيذ مفهوم التسامح حيث كان يتسامى علي الجراح امام خصومة السياسيين او الشخصيين مقدما المصلحة العامة والحرص علي تماسك النسيج الاجتماعي.
لا يمكن بهذا العجالة أن نفي هذا الإنسان القائد والمعلم حقة فمسيرته عبارة عن معين لا ينضب من القيم والمعاني والمبادئ التي يجب استيعابها والعمل علي تبنيها وتطبيقها علي الارض.
عزائنا انه ترك لنا إرثا نضاليا كبيرا ودروس وعبر من الهام التعلم منها والعمل علي استلهامها ونقلها الي قطاعات شعبنا وخاصة للشباب منهم بوصفهم القادرين علي حمل الراية والتقدم الي الامام علي طريق تحقيق أهداف شعبنا بالحرية والديمقراطية والعدالة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمات إنسانية متفاقمة وسط منع وصول المساعدات في السودان


.. جدل في وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن الخلافات العلنية داخل




.. أهالي جنود إسرائيليين: الحكومة تعيد أبناءنا إلى نفس الأحياء


.. الصين وروسيا تتفقان على تعميق الشراكة الاستراتيجية




.. حصيلة يوم دام في كاليدونيا الجديدة مع تواصل العنف بين الكانا