الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحلام اليقظة

امين يونس

2019 / 6 / 25
كتابات ساخرة


رغم إعتراضات زوجته ، توّجَهَ حمكو صباح يوم الجمعة ، إلى سوق الأغراض المُستَعمَلة . علماً أن إعتراضها كان فيهِ الكثير من المنطق ، حيثُ قالتْ له : لقد إمتلأ المنزل بالكراكيب التي تشتريها كُل جُمعة .. ويا ريت فيها غَرضٌ واحد يمكن الإستفادة منه .. لا تذهب أرجوك .. وّفِر مالكَ وجُهدك . وبَدَلاً من ذلك ، إجلب سيارة لتحميل كل هذه الأشياء المتراكمة وإرمِها في ساحة القمامة ! .
حمكو لم يُكّلف نفسه بالرَدِ عليها أو بالأحرى لم يملك جَواباً يفحمها ففّضَلَ السكوت ... وهذا الإسلوب الجديد أي " التجاهُل " هو من آخِر إكتشافاته التي باتَ يُطّبِقها في التعامُل مع حرمه المَصون في الآوِنة الأخيرة ، ولا سيما عندما يشعرُ في دخيلتهِ ، أنها على حَق ! .
كانَ هنالك شئٌ غامِض يَدفع حمكو للذهاب إلى ذاك السوق أيام الجُمعة .. إذ كان يتوقع أن يعثر على " لُقطة " أو حاجةٍ نادرة أو تُحفةٍ مَنسِية بين أغراضٍ عتيقة . في العادةِ هُنالك رُزَم من أشياء كثيرة تتراوح بين المسامير والبراغي إلى ساعاتٍ مُختلفة ولُعب أطفال وأجهزة كهربائية وملابس متنوعة وعُدّة عمل مُستعمَلة وعشرات الأغراض الأخرى ... كُلّها مع بعضها في شوالٍ واحد أو كارتونةٍ كبيرة أو صندوقٍ قديم .. ولا يحق لك بفتحها في السوق .. بل تشتريها وأنتَ وحظّك ! . وهذهِ الطريقة فيها بعض المُجازَفة ومساحة من التوقعات الوردية ، وذلك ما يُناسِب حمكو تماماً .
أنهُ يدفع ثلاثة آلاف دينار أجرة التكسي حين يذهب صباح الجمعةِ إلى السوق .. ويشتري المقسوم بما يتراوح بين ألفَين وسبعة آلاف دينار .. إذ من النادِر أن تتوفَر رُزمة بأقل من ألفَي دينار ، مَهما حاولتَ مع البائِع ، كذلك ليس من المعقول أن تدفع أكثر من سبعة آلاف دينار إلا في حالة أن تكون البضاعة في صندوقٍ أو حقيبةٍ جيّدة وشُبه جديدة ، وفي هذه الحالة قد تعرض ثمانية أو حتى عشرة آلاف . على أية حال ... إشترى حمكو صندوقاً بأربعة آلاف دينار ، ساعده سائق البيك آب بوضعه في مؤخرة السيارة وتوجهَ إلى البيت .
إسترسلَ حمكو مع أفكاره : ستة آلاف دينار أجرة النقل ذهاباً وأياباً زائداً أربعة آلاف ثمن الأغراض .. أي أن كُلها عشرة آلاف أي حوالي ثمانية دولارات ... يالها من إمرأةٍ حمقاء ! .. تعترِض وتتذمَر بلا داعٍ ... فهل من المعقول أن لا يحتوي الصندوق الكبير على أي غَرَضٍ يُساوي أكثر من ثمانية دولارات ؟! .
وصل إلى المنزل وأنزلَ الصندوق الثقيل في الكراج ... وقّرَرَ ان يدخل من باب الإستقبال حتى لا يواجه المَدام في المطبَخ .. ويستريح قليلاً ثُم يعود لفتح الصندوق العتيد وإستكشاف مافيهِ من مُفاجآت .
وبينما هو يُخرِج الأشياء من الصندوق .. عَثَر على " قوري " قديم غريب الشكل ، وما أن رفع غطاءه ، حتى خرجَ دُخانٌ عجيب تحّوَلَ إلى ماردٍ ضخم ، قال له : شُبيك لُبيك .. سأحقِق لك ثلاث اُمنِيات في الحال والتَو . قالَ حمكو : الأولى اُريد ان تقضي على الفساد والنهب وإحتكار السُلطة ، الثانية ، أن يستتب الأمن ويُحترَم القانون ويسري على الجميع ، الثالثة ، أن تكُف زوجتي عن الشكوى والصِياح .
وفي لمحة بَصَر ... وجدَ الفاسدين والسُراق وراء القُضبان ... وأكبر المسؤولين يشملهم تطبيق القانون شأنهم شأن أي مواطنٍ آخَر .. ثُم صوتٌ عالٍ آمِر : إنهَض يارجُل إنهَض .. مضى عليك ساعتَين وأنتَ نائم منذ عُدتَ من السوق .. قُم وتصّرَف بصندوقك الأنتيكة ، اُريد أن اُنّظِف الكراج !! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عادل إمام: أحب التمثيل جدا وعمرى ما اشتغلت بدراستى فى الهندس


.. حلقة TheStage عن -مختار المخاتير- الممثل ايلي صنيفر الجمعة 8




.. الزعيم عادل إمام: لا يجب أن ينفصل الممثل عن مشاكل المجتمع و


.. الوحيد اللى مثل مع أم كلثوم وليلى مراد وأسمهان.. مفاجآت في ح




.. لقاء مع الناقد السينمائي الكويتي عبد الستار ناجي حول الدورة