الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليوم الثالث

اسماعيل موسى حميدي

2019 / 6 / 25
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


الرقم ثلاثة له رمزيته عند الشعوب ،والثلاثة ايام غالبا ما تعطى كمهلة لانقضاء المدد المخيفة او التحذير قبل استهلال الحروب بين طرفين متخاصمين.
وغالبا ما يتشاءم العراقيون من الرقم (ثلاثة)، فما ان تصيب احدهم مصيبة وتتكرر عليه بعد حين مرة ثانية حتى يشعر ان تكرارها للمرة الثالثة فيه الهلاك الاخير له ،وغالبا ما تسمع قولهم (خوفك من الثالثة).
أبان عقد التسعينات من القرن الماضي ، يبدو ان مسمى بلاد الرافدين لم يناسب ذائقة صدام التي استحوذت على كل شيء ،فشرع بانشاء (نهر) اسماه النهر (الثالث) او نهر القائد الذي بدأ بفكرة المصب العام للمياة الزراعية الفائضة، ولكن انتهى بنهر ينقل مياه المجاري لمدن الصقلاوية وابو غريب واللطيفية والاسحاقي ويصبها في جنوب العراق ، وربما الرائحة النتنة لفضلات اهالي هذه المناطق هي التي استثارت حفيظة النائبة الجنوبية (هيفاء الامين) التي وصفت اهلها بمجانين التخلف.
الدور الثالث في الجامعات اخرج الجامعات العراقية من كل تصنيفات الجودة العالمية ،فهو دور نجاح مجان للعقول الفاسدة في التعليم ، فالذي رسب في الدورين قد اعطى علامة واضحة بانه فشل في دائرة التقويم التربوي ،اما الدور (الثالث) فهو دعوة للحاق بمرحلة اخرى ،لذا الاساتذة عندما يصححون دفاتر الدور (الثالث) يغمضون عيونهم ويصصحون لان النجاح فيه يكون شموليا.
الانسان بطبيعته يحيا في دارين، الاولى هي الحياة والثانية الاخرة التي هي دار القرار ،وهنا المنافقون يبحثون عن دار (ثالثة) للخلاص من فسادهم الدنيوي (ربنا ابصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا) "السجدة"،فهم يبحثون عن دار (ثالثة) للخلاص،ولانها دار فساد فان رب العزة امتنع عن ابداعها.
رجل كهل ثمانيني يحضر مجلس عزاء ويجلس في الجهة المقابلة لها مجموعة شباب وهم ينظرون له كالفريسة ،فأيامه تبدو لهم معدودة ،لذا يسيل لعابهم كلما نظروا اليه لانهم كلما شاهدوه يتذكرون يوم الفاتحة (الثالث) وكيف سيستمتعون بـ (المفلطح).
وللمفلطح قضية في فساد العشيرة ،لانه ازمة العوائل الفقيرة التي تبتلى بالعزاء ،و كثيرا ما تثار قضية الغاء يوم الفاتحة (الثالث)(بسبب ما يفعله المفلطح الذي يجعل اهل المتوفى يستلفون الملايين من اجل اعداده لزبانية العشيرة.
كثير من العشائر اتفقت على الغاء اليوم (الثالث) واقتصار مجلس العزاء على يومين وهي نجحت في ذلك ولكنها نقلت (المفلطح)الى يومها الثاني.والبعض جعل العزاء يوما واحدا ولكنه ايضا لم يتخل عن (المفلط).وبقي الفقير في نفس معاناته.
هذه الصورة المقيتة لفساد العشيرة تتفق مع فساد الدولة التي تحارب الفساد في الظاهر ولكنها تبقى محتفظة بـ(الفلطح) الذي تعشقه احزابها في الخفاء.
في يوم 30-6 -2019 سيشهد العراق تبادل اكبر صحون (للمفلطح) بين الاحزاب ،في طبخة ممتعة ولذيذة منذ اشهر يتم الاعداد لها في أشهر المطابخ العراقية ،وتفيد اخبار بان كثيرا من الحزبيين واصحاب العمائم السود والبيض منشغلون في اعدادها لا سيما(الثريد)وكيفية جعلها مترعة باصناف اللحوم وتحفها الفواكه والخضرة بصورة تشبه دسامة العراق.
في هذا التاريخ سيتم تثبيت كل المدراء العامين في الدولة وسيصبحون مدراء بالاصالة،وطالما المدير العام ترتيبه (الثالث) في الوزارة بعد الوزير والوكيل فان هذا المنصب يمثل الامعاء الدقيقة للدولة التي تجري فيها عملية الامتصاص بيسر لاموال وريع الدولة، سيتم في هذا التاريخ تبادل (صواني المفلطح) بين الايدي دون في الخفاء وسيتم اقصاء كل مدير عام لاينتمي لحزب او فئة وتثبيت المتنفذين من الجهويين والحزبيين ...هل تعرفون ما التعيين بالاصالة ،يعني باختصار ان الفاسد سيبقى في منصبه الى قيام الساعة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نارين بيوتي تتحدى جلال عمارة والجاي?زة 30 ا?لف درهم! ??????


.. غزة : هل تبددت آمال الهدنة ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الحرس الثوري الإيراني يكشف لـCNN عن الأسلحة التي استخدمت لضر


.. بايدن و كابوس الاحتجاجات الطلابية.. | #شيفرة




.. الحرب النووية.. سيناريو الدمار الشامل في 72 دقيقة! | #منصات