الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رداءة ثقافة الانتقاد

سامي مهنا

2019 / 6 / 25
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


تقوم مؤسسة سيدّة الأرض الفلسطينية، ولاسيّما في سنواتها الأخيرة، بتكريم سنوي لشخصيات فلسطينية من الداخل والشتات والمهجر، لهم حضورهم وبصماتهم، وبمجالات متعدّدة ومتنوعة، والهدف الثقافي، من وراء هذا التكريم، هو تسليط الأضواء على سيرة ومسيرة أبناء شعبنا الفلسطيني، الذي رغم نكباته وضياع أرضه واستقلاله، كسائر شعوب الأرض، إلاّ أنّ التميّز الفردي وقصص النجاح، هي ميزةٌ فلسطينية استثنائية، وإبراز هذه القصص، يحمل أكثر من رسالة، ويرسّخ مفهوم الإنجاز، ويساهمُ في إبقاء اللحمة بين الوطن وأبنائه في الداخل والخارج.

وقد قامت المؤسسة بإنجازات هامة، ومنها إنتاج أوبيريت شمس العروبة، من كلمات كاتب هذه السّطور، وألحان الموسيقار المصري الكبير صلاح الشرنوبي، وبمشاركة أكثر من عشرين فنانٍ من جميع أقطار الوطن العربي، والذي عُرض جزئيًا في رام الله، في نهاية عام 2017، بسبب منع الاحتلال الإسرائيلي من دخول جميع الفنانين المشاركين، إلى رام الله.  

كما أنها أنتجت أفلام وثائقية عن محافظات فلسطينية مثل طوباس وغيرها، وكرّمت أُسر الشّهداء الفلسطينيين، والكثير من النشاطات والإنجازات الوطنية الهامة.

وقد تعرضّت هذه المؤسسة ومديرها التنفيذي الأستاذ كمال الحسيني،  لتهجم وانتقادات سافرة على نطاق واسع، خلال وبعد تكريمها للفنانة المصرية إلهام شاهين، وأنا شخصيًا، لست ضد النقد البنّاء، لأي جهة أو شخصٍ، شرط أن يتحلى بالموضوعية، ويهدف إلى التصحيح، وقد انتقد البعض، فكرة أن تنمح الفنانة الهام شاهين، لقب سيدّة الأرض، وتساءلوا ماذا عن أمهات وزوجات وعائلات، الأسرى والشهداء، ولو تأنّى هؤلاء قليلاً، لوجدوا أن مؤسسة سيّدة الأرض، قد كرّمت السيدّة أم ناصر، أم الشهداء، والتي يُطلق عليها وبحق لقب خنساء فلسطين، في أواخر عام 2018، وهي الوحيدة التي نالت من هذه المؤسسة، لقب سيّدة الأرض، وللاخ الأستاذ كمال الحسيني فضل كبير بكل ما يتعلق بالحالة الثقافية والاجتماعية في الداخل الفلسطيني، وذلك عبر الربط بكل ما يقوم به من نشاط، بين شقي الوطن.

وتكريم الفنانة المصرية الهام شاهين، جاءت ضمن مؤتمر صحفي لمبادرة تضامن فنّانين عرب وعالميين مع القدس وفلسطين، وقد تم تكريمها كسفيرة المؤسسة في هذه المبادرة، وفي نفس اليوم كان موتمراً صحافياً شارك فيه ايضاً الفنان محمد صبحي، وهذه مبادرة، تخدم القضية الفلسطية، ولا سيّما، في هذه الفترة الزّمنية الحرجة، والتي تتعرض فيها فلسطين لمؤامرة صفقة القرن، فأين أخطأت المؤسسة والقائمون عليها؟!

وهناك مقولة فلسفية مفادها، أن أصحاب العقول الكبيرة تناقش الأفكار، وأصحاب العقول المتوسّطة تناقش الحيثيات، وأصحاب العقول الصّغيرة يناقشون الأشخاص، وقد رأينا أن من ينطبق عليهم حكم الفئة الأخيرة، في هذه المقولة، هاجموا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، شخص المدير التنفيذي لمؤسسة سيدة الأرض، الأستاذ كمال الحسيني، وقد فعل ذلك بعضهم، بلغة وقحة، وصلت إلى الشتائم والعنف اللفظي، الذي لا يمتُّ للأخلاق والقيم بأيّ صلة، وكأنه بينه وبينهم ثأر قديم، وأجزم أن الكثيرين منهم لا يعرفونه شخصيًا، وهذه من سمات بؤس أخلاق وثقافة البعض منّا، للأسف الشّديد، فالإنسان الحضاري، يناقش وينتقد بأسلوب حضاري، لذلك فإنّ هذه التفوّهات التي شاهدناها من البعض، هي إدانة لأخلاق أصحابها، وليست لشخص المهاجم، الذي لم يرتكب جريمة بحق أحدٍ، عبر هذا التكريم، الذي حُمل على محملٍ خاطئ، من البعض.

وأنا على يقين، أنّه سيأتي اليوم القريب، ويدرك، من انتقد التكريم، أنه كان على خطأ، ويبقى برأيي أمام الأخ الأستاذ كمال الحسيني، إمكانية المحاسبة القضائية، للذين تعرضوا له بالقذف والتشهير الشخصي.

وستستمر مؤسسة سيدة الأرض في نشاطها النوعي، الذي يخدم الثقافة الفلسطينية والعربية، ويصبّ بصالح القضية الفلسطينية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس خلال عيد العمال.. وفلس


.. على خلفية احتجاجات داعمة لفلسطين.. مواجهات بين الشرطة وطلاب




.. الاحتجاجات ضد -القانون الروسي-.. بوريل ينتقد عنف الشرطة ضد ا


.. قصة مبنى هاميلتون التاريخي الذي سيطر عليه الطلبة المحتجون في




.. الشرطة تمنع متظاهرين من الوصول إلى تقسيم في تركيا.. ما القصة