الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- أريد إتيان ماما - , قالت (طبيبة النفس) : مذكرات جيروفايل (1)

أمير بالعربي

2019 / 6 / 25
الادب والفن


(مساواة الرجال بالنساء أيديولوجيا اعتنقها الجميع حتى البدوي الذي , قديما , فهم الحقيقة دون أن يدري)
********


توفي بابا في تبادل إطلاق نار مع مهرّبين , كان يعمل في وحدة طلائع الحرس الوطني .
بعد أيام قليلة من دفنه , ذهبت مع ماما وأخي الأكبر للثكنة الكبيرة أين أقاموا حفل تأبين لبابا وأعطونا وسام شرف , كان حفلا جميلا أعجبني فيه العصير والحلويات , كانت كلها لذيذة وقد أكلت منها الكثير حتى نهرتني ماما فغضبت منها ... الحفلة كانت لبابا , وكل تلك المأكولات صنعوها من أجله وأنا ابنه ! مع نهايتها وقبل أن نغادر , طلبت من ماما أن نأخذ من تلك الحلويات إلى منزلنا فأمسكتني بعنف من ذراعي وجعلت تدفعني حتى ركبنا في سيارة الحرس التي أوصلتنا إلى منزلنا . كنت في السابعة من عمري وكان أخي في الثانية عشرة , تقاسمنا الأدوار في تلك الحفلة , هو أخذ الوسام وأمضى كل الوقت يتكلم مع زملاء بابا أما أنا فأكلت الحلويات ...
كنت أحب بابا لكن ليس كماما , أما أخي فكان يحب بابا أكثر منها ... افتقدته مدة بعد وفاته وكنت أبكي مع ماما وأخي كلما ذهبنا لزيارة قبره , لكني بعد ذلك لم أعد أبكي ... صرت أضجر من الذهاب إليه لأن ماما كانت تحكي له كل شيء عنا , وكنت دائما الملام , أخي لم يكن يقترف الآثام مثلي , كان مطيعا لماما وكانت تقول له أن بابا سعيد به لأنه لم يكن يغضبها مثلي .... أنا . لم أكن أغضب من أخي أو أغار منه لأني كنت متيقنا أن ماما تحبني أكثر منه لأنه كان يحب بابا أكثر منها وهي تعلم ذلك .
حاولت ماما الالتحاق بأبي بعد سنتين من وفاته , لكنها لم تستطع ... أخي غضب منها كثيرا أما أنا فلم أفعل مثله , عندما ذهبنا لزيارتها في المصحة لم اقل شيئا غير أني اشتقت إليها وأريدها أن تعود بسرعة لأني لم أكن أحب جدتي ولا أريد أن أبقى عندها أكثر , أما أخي فلامها لأنها أرادت تركنا وحدنا ... لم يقبّلها أما أنا ففعلت , قبّلت يديها وعندما حاولت تقبيل وجهها منعتني جدتي ... كنت أكره تلك العجوز , كانت دائما تصرخ في وجهي ولا تسمح لي بأن أحصل على ما أريد , وكنت لا أحب أن تقول لي ماما أن جدتي تحبني وعليّ أن أحبها وأن أطيعها , لم أكن أحب من كنّ في عمر جدتي بل من في عمر ماما وتلك قصة طويلة عندما وعتها سارة بعد سنوات قالت أني كنت منذ صغري أريد مضاجعة ماما دون أن أدري ....
سارة طبيبة نفس , صديقة ماما , بدأت صداقتهما بعد خروج ماما من المصحة ومع حضور سارة لمنزلنا لمتابعة علاج ماما توطدت العلاقة بينهما حتى صرت كلما سمعتهما لا أرى فيهما سوى صديقتان تثرثران وليس طبيبة ومريضتها ... سمعت سارة مرات كثيرة تشكو لماما زوجها وأطفالها ورأيتها تبكي وماما تحضنها وتواسيها , وفي آخر المطاف رأيت سارة تستغل ماما التي اقترحت عليها أن تتكفل ببناء منزلها ... ماما كانت مهندسة معمارية وبابا كان "طليعا" من طلائع الحرس توفي وترك ماما لسارة لتبني لها منزلا مجانا لأنها صارت صديقتها بعد أن كانت طبيبتها ... والحقيقة لا أستطيع أن أجزم من كانت طبيبة من , لا يهم ....
المهم أني كنت أحب سارة لأنها كانت جميلة وفي عمر ماما .... تقريبا .
بعد مدة من تعافي ماما وعودتها لعملها , صارت سارة لا تأتي وحدها كما اعتدنا لكن مع ابنتها , كانت في عمري ولم أكن أحب اللعب معها ... قبل حضورها كنت أستطيع البقاء قرب ماما وسارة , أما بعد ذلك لم أستطع لأن ابنتها كانت تجبرني على اللعب معها وكانت ماما تصرخ في وجهي كلما رفضت ذلك أو ضربتها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة أخيرة - الزمالك كان في زنقة وربنا سترها مع جوميز.. النا


.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ




.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين


.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ




.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت