الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قتلنا وعاش اليأس فينا

عبدالله عطية

2019 / 6 / 25
الارهاب, الحرب والسلام


مرحبا انا شاب ولدت في العقد الاخير من الالفية الثانية، اكتب هذه السطور عن اليأس والحرمان في تقاطعات داخلية مع الحياة وحب الوطن، انا اتكلم عن ابناء الجيل الذي انتمي اليه، جيل التسعينات، اكثر ابناء هذا الجيل اليوم من اصحاب الشهادات والكفاءات معاً الا انهم من المهمشين ايضاً، جيل ولد وقوداً لجحيم هذه الارض، من اجل ان تبقى وتسمى وطن،هكذا نحن ابناء التسعينات، في هذا المقال سوف اتحدث عن المراحل التي عشناها، من الطفولة وحتى اللحظة.
هل تعلمون اننا جيل ولد في الحسار الاقتصادي على العراق؟ في الحقبة التي كان فيها النفط مقابل الغذاء، اي انه ليس هناك اي رفاهية في المجتمع، مثل اي قطيع له من الحياة فقط العمل والطعام، اذكر مرة ان امي رحمها الله قد قصت لي حادثة عن كيفية ارضاعي وانا في الاشهر الاولى من حياتي، فمن المعروف ان الطفل اذا لم يجد غذائه من أمه فأنه يتغدى بالرضاعة الصناعية، وبحليب صناعي والجميع يعرف هذه الطريقة، الا انه في زمن الحصار الاقتصادي كانت اغلب العوائل متوسطة الدخل كما هو حال عائلتي، ومتوسط الدخل في ذاك الزمن يعني الفقر الكل يعرف، لذا ان امي جربت ان تقدم لي السكر المذاب بالماء بدلاً من الحليب الصناعي، بسبب جفاف صدرها من الجوع ونقص التغذية، كل هذا وانا لم ابلغ عمر السنة، واستمرت الحياة الى ان وصلنا الى مرحلة الطفولة.
مرحلة الطفولة كان عنوانها الرئيسي هو الحرمان، مثل اي شخص عاش في تلك الفترة كان الحرمان عنوان كل شيء، الى ان وصلنا الى الاحتلال الامريكي عام 2003، وهنا بدأت القصة، بدأنا سلسلة من اربع سنوات من حرب اهلية والقتل على الهواية، انتشر الموت وطغى على الحياة، اصبح الاحمر والاسود لونا العيش في حياتنا، تعاون كل من القاعدة والمليشات والمحتل على تمزيق الحياة في المجتمع، وما ان بدأت هذه المرحلة بالانتهاء والانتقال الى مرحلة المراهقة، وانسحاب القوات المحتلة وبدأت مرحلة بناء الدولة وصولا في اعمارنا في بداية الشباب حتى جاءت داعش وتعرفون بقية القصة.
صدقاً.. صدقاً نحن جيل يحب الحياة، نحن جيل لم يصل لليأس الا بعد محاولت قبرتها الحياة، نحن جيل لم نسكت على حقنا، نحن الجيل الذي تظاهر وطالب ويطالب ولكن ماذا حصلنا، اغلبنا اليوم يعيش في بطالة مقنعة، وحتى الذين يعملون على ماذا يحصلون؟ يحصلون على ما يكفي للعيش، وهذه لا تسمى حياة، ان كان عندك المال يمكنك الحصول على وظيفة حكومية، وهذا مضحك ان كان لديه مشروعة واموله الخاصة لماذا يتجه الى التعيين؟ شيء اخر يمكن لشخص الحصول على الوظيفة وهو تقديم الولاء والالتزام للاحزاب الفاسدة، والجميع يرفض ذلك، و دليل هذا الرفض هو نسبة الانتخابات الاخيرة التي عكست بصورة او بأخرى الرفض الشعبي لهذه الاحزاب.
لم يدخل هذا الجيل في حالة يأس بأرادته، وإنما هذه الحالة هي عبارة عن تراكمات من اوضاع لا يستطيع حتى الشخص البالغ ان يتجاوزها بسهولة، هذا الجيل واعي نسبياً يبحث عن حياة والفساد دمر هذا الجيل والاجيال اللاحقة، لذا لم يكن اليأس خيار وانما واقع حال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد أكثر من 8 أشهر من الحرب.. حماس تقر بتراجع شعبيتها| #غرفة


.. جحيم الفاشر ينتقل إلى محلية الطويلة ويتسبب في نزوح آلاف السو




.. الحرب الإسرائيلية تحرم سكان قطاع غزة من إحياء سنة ذبح الأضاح


.. نتنياهو: إسرائيل دفعت ثمنا يفطر القلب بفقدان ثمانية جنود في




.. أطفال غزة يقودون عربات خيول وحمير لإعالة أسرهم