الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


د.محمود محمد الحبيب ... أستاذي الأول في جامعة البصرة ...

اخلاص باقر النجار

2019 / 6 / 25
سيرة ذاتية


الحمد لله بكل المحامد على كل النعم ، الحمد لله حق حمده ومداد كلماته وزنة عرشه وعدد خلقه ، الحمد لله الذي أحاطني بفضله وسربلني بعطاياه ،الحمد لله الذي أكتسب صفة الكمال ومنتهى الجمال في الأفعال والأحوال وحسن المقال ، الحمد لله الذي أحياني اليوم متقلبة بأنعمه عاجزة عن شكره ، وأنا أقطف ثمار دانية قطوفها ، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
أما بعد ... حاولت أن أجسد على الورق كل ما خالجني من شعور وما صادفني من مواقف خاصة وعامة ، في مجموعة خواطر كُتبت في أوراق متناثرة هنا وهناك بين الكتب ، وعندما دخلت كلية الإدارة والإقتصاد جامعة البصرة ، وللوهلة الأولى أثار انتباهي أستاذي الأول الذي يختلف عن الاخرين في أناقته وتعامله الأبوي وقبعته الاجنبية وعصاه التي يسميها سوزان ، يختلف عن الاخرين في تواجده بين أروقة الكلية وفي نادي الطلبة وفي ساحة الكلية والطلبة يتجمهرون حوله ، ذلك الأديب الشاعر القاص الأستاذ الدكتور محمود محمد الحبيب ، فوقفت أنظر بتعجب على تجمهر الطلبة في باحة قسم الإقتصاد قرب لوحة خشبية أنيقة غلفت بالزجاج ، معلقة على الجدار عليها عنوان بارز ومزخرف (( واحة الحبيب )) .
إذ كان أستاذنا الراحل يستقطب كل المواهب الأدبية والأقلام الفتية وينشرها في واحته بعد ان يشذبها وينقحها بخطه الجميل الذي كان يشبه خط ابنته كما كان يقول لنا ، ثم ينكفئ علينا كالموجة من التشجيع والتعليم والتعليق ، فاتحاً باب مكتبته على مصراعيه ، كان أستاذنا الفذ قمة في التواضع فضلاً عن الرأي المؤثر والقوة في الحجة والإقناع في قاعة الدرس وإنتشال طلبته من سرحاتهم الذهنية ، شدهم وجذبهم بصدى المحاضرة المغناطيسي المتردد على الأسماع ، وكثيرا ما كان يمزج ما بين الاسلوب العلمي والادبي حتى في اسئلته لتبدوا ، وكأنها مشهد غامض في قصة ، وكان قمة في النزاهة غير المتناهية رافضاً الشره المادي الذي قع في غائلته ذووي النفوس الركيكة ، ومهما كتبت لا أستطيع سبر أغوار هذه الشخصية والغوص في أعماق بحورها ، لأنها كانت راقية دائماً وستبقى في تجدد إرتقائي كلما تذكرتها ....
المهم ... كنت من بين هؤلاء الطلبة الذين يطوفون حول واحة الحبيب ، وقد قرأ لي بعض الخواطر ، ثم طلب مني أن أعرض عليه كل ما كتبت فكان ذلك مصدر سرور ، فجمعتها في دفتر وقدمتها إليه ليقرأها دون كلل أو ملل ، ثم دوّن عليها المزيد من الملاحظات المشجعة وبإسلوب أبوي رقيق قل نظيره ، وأوصاني بأن أجمع هذه الخواطر وأنشرها في مجموعة واحدة ، تحت عنوان (( أفواه وأفنان – خواطر شعرية )) ، وكنت عندئذ في المرحلة الأولى من الكلية ... لكني علقت هذا الأمر تركته إلى المستقبل ، وسرت الدرب ماشية في طريق التخصص العلمي حتى حصلت على شهادة الدكتوراه فلسفة في العلوم الإقتصادية ، وبعد أن تنفست الصعداء من متاعب الدراسة الأولية والعليا ، هزني الشوق والحنين إلى أرشيفي الأدبي ، والى أوراقي القديمة التي لا زالت مزدانة بخط أستاذي الر احل ، ورحت من جديد أدلف هذا المجال وأقرأ الملاحظات القيّمة المدوّنة على خواطري والتي تدغدغ وتغازل طموحي للسير في طريق الأدب لاسيما وأنا أكتب القصة ، جمعت أوراقي المتناثرة في الأرشيف من جديد وطبعت ديواني النثري الاول بعنوان (أفواه وأفنان) بحسب وصية استاذي الاول ، فرحمة الله تعالى على روحه الطاهرة ... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصير مفاوضات القاهرة بين حسابات نتنياهو والسنوار | #غرفة_الأ


.. التواجد الإيراني في إفريقيا.. توسع وتأثير متزايد وسط استمرار




.. هاليفي: سنستبدل القوات ونسمح لجنود الاحتياط بالاستراحة ليعود


.. قراءة عسكرية.. عمليات نوعية تستهدف تمركزات ومواقع إسرائيلية




.. خارج الصندوق | اتفاق أمني مرتقب بين الرياض وواشنطن.. وهل تقب