الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
أبناء منتصف الليل
حمزة الحسن
2003 / 4 / 1الادب والفن
ومن يسرق ساعة يدوية رخيصة في مثل سعره ويضبط ويهان أمام الناس في متجر أوروبي يصلح أن يكون حامل كيس في ماخور وليس كاتبا سياسيا يحكم في شؤون الناس. أحد أشرس الأصوات النابحة بالحرب ليل نهار هو من هذا الطراز، وإذا كنت لا أريد أن اسميه الآن فليس ذلك إلا استنكافا وكي لا تتلوث هذه المساحة البيضاء بهذه الوساخة. ولكني إذا وجدت نفسي مضطرا فليس هناك ما يمنع من تقديمه لكم، مع نسخ كثيرة من مقالات رخيصة وانتهازية كان يكتبها في نشرة تافهة خصصها لمدح آل سعود وحسني مبارك وغيرهم مقابل حفنة دولارات كان يتقاضاها من السفارات هنا لا تكفي لشراء حذاء . وهذا النموذج القذر هو صورة للرائحة العفنة التي بلغت من القوة والحدة والانتشار بحيث أن أحدا لم يعد يشمها. كلب شرس يفتقد لأخلاق كلب البيت. ومهرج قادر على القيام بالدور ونقيضه في كل لحظة حسب أخبار الطقس. ولسان مصنوع من خلاصة المياه الآسنة. نجده في كل موقع وصحيفة ومحطة وفي كل حرب وسلم وزمان ومكان. مستعد وجاهز للركض خلف كل وليمة أو أسلاب. انتهازي على تقدمية. يقبض من كل يد ممدودة حتى لو كانت يد عابر ليل مخنوق بالرغبة. وطني مع الوطنيين. صاحب عقيدة مع أصحاب العقيدة. ديك على كل مزبلة. وخنجر فوق كل جثة مسلوبة. وما الذي يجعل مسخا من هذا النوع معارضا لسلطة؟
من يسرق علبة معجون طماطم من متجر ويضعها تحت ثياب رضيع في عربة أطفال لا يمكن أن يكون أمينا على شرف عائلة أو حارسا ليليا أو رئيس تحرير قادم لصحيفة مرتزقة ولا يمكن أن يكون قاطع تذاكر في قطار أو في حافلة.
ورداءة سياسية تغرف مفرداتها من شوارع ليل.
وأفعى عشب تغير جلدها أمام كل دولار.
وقدرة عجيبة على تغيير الجلد في غير مواسم تغيير الجلد كما هو في طبيعة الأفاعي.
يقبل بالغنيمة ولو كانت خاتم ميت أو مخمور أو نائم.
ولص على وطنية.
ومجرم حرب تحت غطاء الحرية.
مفكر وسياسي وثوري مع المفكرين والسياسيين والثوريين.
قواد محترف مع القوادين.
وصاحب دكان مع أصحاب الدكاكين.
وذبابة على كل فنجان عسل.
لماذا لا نعود إلى البداهة ونرى الأشياء في صورتها؟
الشرف؟
الضمير؟
الحقيقة؟
الحرية؟
تذكروا جيدا هذا النموذج في الأيام القادمة.
فسلطة الاحتلال لا تتأسس إلا على أبناء منتصف الليل !
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. تفاعلكم | الفنانة اللبنانية هبة طوجي في حديث عن الأولمبيا وز
.. شاهد: -ربما يتحركون لإنقاذنا-.. شابة غزيّة تستغيث بالغناء فو
.. عمل ضجة كبيرة ومختلف.. أحمد حلمى حكالنا كواليس عرض فيلم سهر
.. بتهمة -الفعل الفاضح- والتـ.ـحرش.. شاهد أول حديث لسائق أوبر ف
.. من هو نجم العراق الأول اليوم؟... هذا ما قاله الفنان علي جاسم