الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاذلال والمقاومة في ثلاث محطات....

جاسم ألصفار
كاتب ومحلل سياسي

(Jassim Al-saffar)

2019 / 6 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


امريكا في ممارساتها وتصريحات رئيسها دونالد ترامب تضع نفسها فوق الجميع ولا تتردد عن أي اعلان فيه اذلال واستخفاف بالاخرين، دول وحكومات وملوك ورؤساء، من بينهم ملك السعودية ورئيس كوريا الشمالية والدولة التركية، أو معاقبة ايران وروسيا والصين وحتى حلفائها الغربيين بمن فيهم كندا، أقرب حلفائها في القارة الامريكية، والقائمة تطول لتشمل دول شرق اوسطية وافريقية وغيرها في امريكا اللاتينية.
امريكا لا تفهم سوى لغة القوة والاصرار على المقاومة كما تفعله دول مثل روسيا وايران وحركات مقاومة مثل حزب الله اللبناني وحركة الجهاد الاسلامي وحماس في غزة وانصار الله في اليمن وطالبان في افغانستان. وسأتوقف عند بعض من المحطات.
المحطة الاولى
اثر هجوم شنه طالبان على قوات امريكية قتل فيه عدد منهم، قام وزير الخارجية الامريكية في زيارة غير معلن عنها مسبقا الى كابول، ليعلن عن أمله في التوصل لاتفاقية سلام في أفغانستان، خلال الـ3 أشهر المقبلة.
وقال بومبيو في تصريحات نقلتها قناة «طلوع» الأفغانية «بالتزامن مع المحادثات الجارية مع طالبان، الولايات المتحدة تواصل حواراً شاملاً مع الحكومة الأفغانية، وهي تأمل التوقيع على اتفاقية سلام في غضون 3 أشهر المقبلة». وأضاف بومبيو: أوضحنا ذلك جلياً لحركة طالبان بأننا سنسحب قواتنا من أفغانستان...."
وتجدر الاشارة الى ان بومبيو كان قد توقف في كابول، وهو في طريقه إلى نيودلهي لعقد اجتماعات مع رئيس الوزراء الهندي، نارندرا مودي ومسؤولين آخرين.ل من؟ الحلقة الثانية
المحطة الثانية
روسيا تطور اسلحتها الستراتيجية بعدها وعديدها، الارضية والجوية والبحرية، وتقنية الاتصالات بما فيها منظومة التشويش على GPS وصناعة احدث الطائرات المسيرة المسماة بالبومة الليلية لأن ذئاب اليانكي لا تعرف غير القوة. وهي تواظب على ازالة كل العقبات المالية التي تحول دون نهوضها بمهامها تلك، لذا اعلنت روسيا اليوم عن رفضها للتعامل بالدولار الامريكي في تعاملاتها التجارية.
ومن جهة اخرى لا بأس بالتذكير بما اعلنه باترشف، المسؤول الامني الروسي، امس في اسرائيل من ان امن اسرائيل مرهون بأمن سوريا وانها لن تتخلى عن حلفائها في الحرب على الارهاب مثل ايران وحزب الله. والنتيجة، أي نتيجة التمسك بالمواقف المبدئية، ستأتي مع ان بدايتها قد لاحت منذ الامس باعادة روسيا الى مجلس برلمانات اوربا كبداية لازالة العقوبات عنها.
روسيا قررت ان الصمود لوحده لن يحل المشكلة وان خلق عناصر القوة والتفوق العسكري رغم الصعوبات الاقتصادية التي تمر بها الدولة الروسية ويعاني منها بصبر مواطنيها هو الذي يخلق عوامل كسبها للمعركة الاقتصادية العالمية ويعزز كبريائها الوطني، علما بأن المواطن الروسي لا يحصل على الكثير لقاء عمله، وكمثال فان المتقاعد الروسي يحصل في حدوده الدنيا على 150 دولار او ما يقاربها بالعملة المحلية.
المحطة الثالثة
وفي لبنان حيث لا يحصل الامين العام لحزب الله سوى على مرتب يعادل او يقل عن مرتب مدرس جامعي من الدرجة الخامسة في الجامعات العراقية الحكومية ولا يحصل مقاتلي الحزب سوى على مرتبات بسيطة، فان هذا الحزب هو مصدر قلق امريكا واسرائيل. واليكم اخيرا الموقف حيال عملية ترسيم الحدود البحرية والبرية مع اسرائيل.
تروي مصادر مطلعة على حيثيات المفاوضات الطويلة مع نائب وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى ديفيد ساترفيلد حول العرض الاسرائيلي لترسيم الحدود، كيف تدرج المبعوث الاميركي من التهديد والوعيد الى طلب ضمانات من لبنان بعد الاقرار بمطالبه المحقة.
فعند بداية التفاوض ابلغ ساترفيلد رئيس مجلس النواب نبيه بري ان العرض «الاسرائيلي» غير قابل للمساومة ويقوم على التسليم بخط هوف البحري، ولبنان مخير بين قبوله او تركه، وهو بذلك يخسر الوساطة الاميركية الى الابد... بعدها جرى تنسيق عالي المستوى بين حزب الله والمفاوضين اللبنانيين، خرج بعدها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بخطاب اعلن خلاله بوضوح ان المقاومة جاهزة لوقف انتاج الغاز في فلسطين المحتلة عندما تقول الدولة اللبنانية ان «اسرائيل» مصرة على سرقة حق لبنان في حقوله...
بعدها تغيرت اللهجة الاميركية وجاء ساترفيلد متواضعا الى بيروت عارضا سلسلة من التفاهمات، والتساؤلات حول صواريخ حزب الله «الدقيقة»، ثم جاءه الرد الحسام مرة جديدة من السيّد نصرالله، وانتهى النقاش في هذه النقطة، وعادت «اسرائيل» ومعها واشنطن الى ما تم التفاهم عليه حول تلازم الترسيم البحري والبري.
لست من انصار فلاديمير اوليانوف (لينين) ولكني لا اجد حرجا من الاقتباس من اعماله التي في بعضها الكثير من الحكمة، ومنها ما قاله " في السياسة كما هو الحال في حياة المجتمع بأسره، سوف يقذف بالمرء الى الوراء اذا لم يندفع الى الامام...."








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا: ماذا وراء زيارة وزيريْ الدفاع والداخلية إلى الحدو


.. إسرائيل وحسابات ما بعد موافقة حماس على مقترح الهدنة في غزة




.. دبابة السلحفاة الروسية العملاقة تواجه المسيرات الأوكرانية |


.. عالم مغربي يكشف عن اختراع جديد لتغيير مستقبل العرب والبشرية




.. الفرحة تعم قطاع غزة بعد موافقة حماس على وقف الحرب