الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-في الوقت الذي كنتم فيه نيامًا-

حيمي شليف

2019 / 6 / 28
مواضيع وابحاث سياسية



*معسكر اليسار ينظر الى الفرصة المتكررة وغير المتوقعة لاسقاط نتنياهو وانقاذ سلطة القانون والديمقراطية، كصداع*

بالنسبة لمعظم مصوتي الوسط- يسار، باستثناء الطموحين، الانهزاميين أو المقموعين بصورة مزمنة، توجد طقوس ثابتة قبل الانتخابات الجديدة. أولا، يرددون بهدوء أنه لا يوجد احتمال، بعد ذلك يميلون الى الاعتقاد بأنه رغم ذلك، في يوم الانتخابات ينفعلون رغم كل التحذيرات المسبقة. وفيما بعد تأتي نشوة الاستطلاعات وفي اعقابها الاستياء من النتائج الحقيقية.

قبيل الانتخابات في 9 ايلول كان يمكن ملاحظة وجود الضعف: يساريون كثيرون فضلوا عدم ازعاج انفسهم من وجع القلب والتسليم مسبقا بأن هناك فوز آخر لبنيامين نتنياهو. في نظرة الى الوراء، هذا التشاؤم المحدد ينظر اليه على أنه انفجار من الحماس الشبابي بدل اليأس والحتمية التي تنتشر من رؤساء المعسكر حتى ناخبيهم قبيل الجولة المعادة في 17 أيلول. والدليل على ذلك هو أنهم جميعا ينشغلون بحكومة بيبي المستقبلية وليس حكومة بني غانتس.

معسكر اليسار يتعامل مع الفرصة المعادة وغير المتوقعة لاسقاط نتنياهو وانقاذ سلطة القانون والديمقراطية على أنها صداع. الدمج بين التعب المادي والعطلة الصيفية واحباطات الماضي زرعت احباط شامل في العزيمة. خسارة اخرى لنتنياهو ستعتبر حقيقة منتهية لا خلاف حولها. سوى الامل/ الخوف من أن يقوم اهود باراك في الدخول الى الحلبة ويفتعل المشاكل. توقعات المعسكر من الانتخابات القريبة القادمة هي صفر. والانفعال شبيه بذلك.

من شدة اليأس فإن اليساريين المكتئبين لا يدهشون من براعة التخلي عن نتنياهو في اوساط اليمين، ولا يصدقون دلائل الخوف والخشية التي تنتشر في محيط نتنياهو، ولا يهتمون باحتمالية أنه اثناء انشغالهم بجلد النفس والبحث عن متهمين، فان الارض تحت اقدام نتنياهو بدأت تهتز. نتنياهو الذي غريزته السياسية دقيقة مثل جهاز قياس الزلازل الحساس، يشعر بالهزة جيدا.

رغم الشعور السائد في اليسار بأن ما كان هو ما سيكون، فانه في احسن الاحوال، منذ 9 نيسان حدثت تغيرات دراماتيكية. الاول مؤكد والآخر نظري. قرار افيغدور ليبرمان اعادة بطاقة لعبه في كتلة اليمين، والتحول الى وكيل حر من قبل الاتحاد العلماني يغير نظام التقسيم التقليدي بين اليمين واليسار. وكذلك قبل تشكيل ائتلاف، ربما أن قرار نتنياهو اجراء انتخابات جديدة- فقط من اجل أن لا يعطي رؤوفين رفلين الفرصة لغانتس وبهذا يعطي اشارة للجمهور بأنه ايضا لنتنياهو يوجد بديل- سيظهر في المستقبل مثل نقطة انعطاف خلقت الكتلة الحرجة التي دفعت ما يكفي من مصوتي الليكود الى الذهاب نحو اليمين أو اليسار، فقط عدم التصويت لنتنياهو.

الحزب ورؤساءه ومؤيديه دافعوا بأجسادهم عن نتنياهو، سامحوه على فساده وعلى تلقي الرشوة كأمور ثانوية أو أمور مختلقة. تجندوا لحربه ضد وسائل الاعلام، انقضوا باسمه على سلطة القانون، قاموا بتحويله الى قديس معذب وأقسموا باسمه وخلود حكمه طوال الطريق الى الفوز في 9 نيسان، وقد رد عليهم بالإصبع الثالثة. هم في الحقيقة تكبدوا رفضه في اقامة حكومة وحدة فقط لأن هذه لا تقدم له حماية من القانون، لكن فرض انتخابات جديدة، التي لا أحد غيره، اضافة الى بينيت وشكيد، لا يرغبون فيها، يمكن أن تظهر كخطوة بعيدة جدا. نتنياهو يظهر فجأة كشخص ناكر للجميل ويائس، والاخطر من كل ذلك، من ناحية مؤيديه – كخاسر بدد الرصيد الثمين الذي أعطي له.

هبوط دراماتيكي في قوة الليكود لن يؤدي بالضرورة الى تتويج الوسط- يسار، هذا الهبوط من شأنه ايضا خلق طريق سياسي مسدود وعدم استقرار طويل وخطير للحكم. الامر المؤكد هو أنه اذا انتهى عهد نتنياهو في 17 ايلول، فان خصومه سيجدون صعوبة في الاستيقاظ من سباتهم وتحمل المسؤولية عما حدث.

هآرتس-








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الجامعات الأميركية.. عدوى التظاهرات تنتقل إلى باريس |#غر


.. لبنان وإسرائيل.. ورقة فرنسية للتهدئة |#غرفة_الأخبار




.. الجامعات التركية تنضم ا?لى الحراك الطلابي العالمي تضامنا مع


.. إسرائيل تستهدف منزلا سكنيا بمخيم البريج وسط قطاع غزة




.. غزة.. ماذا بعد؟ | جماعة أنصار الله تعلن أنها ستستهدف كل السف