الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سياسة الحمق في ايران والعراق

علي ماضي

2006 / 5 / 8
الارهاب, الحرب والسلام


يروي صاحب مروج الذهب في تاريخ العرب أن واحدة مما يسمى بحربي الفجّار نشبت في العصر الجاهلي لأن أحدهم مدّ ساقه في سوق عكاظ المكتظة بالمّارة آنذاك ،مناديا من كان اعزّ مني فليقطعها، فقام إليه احدهم وقطع له ساقه،وهكذا وبكل بساطة أعدت العدد وتجمعت ألأحلاف ،وقرعت طبول الحرب ،ودفعت العرب آنذاك ما دفعت من دماء أبناءها،ثمن لساق ذلك الرجل المعتوه ، ومن المؤلم أنها سميت بحرب الفجار ليس لأنها انتهكت حرمة دم ألإنسان ،ولكن لأنها انتهكت حرمة اشهر كانت العرب قد خصصتها على إنها أشهر حَرَم. فليست المشكلة أن يموت ألإنسان ، فهو مخلوق ليموت،ولكن المشكلة أن تخرق العادات والأعراف.
منطق التحدي ألأهوج ،المنطلق من لاشيء سوى جعجعة اللسان ،كان السمة المميزة لعصر الطاغية صدام،فالرجل مد ساقه في ذروة زحام المجتمع الدولي مناديا ،ومستفزا من كان اعز مني فليقطعها ،وبكل بساطة قطعوا له ساقه ، وساق رئيسنا ألأحمق ليست موضع اهتمامي ،فسحقا له ولساقه ،ولكن ما يؤلمني أن يدفع العراقيون ثمن هذا الحمق .
أستطيع أن ابرر لماذا تصرف صدام على هذا النحو البدائي ، فللجينات دور هام على اعتباره خلف أحمق منحدر من ذلك السلف المعتوه! أضف إلى ذلك امراض الشخصية العربية المتمركزة في اللاشعور،و الخ مما تجود به جعبة علمي النفس والاجتماع.
ولكن ما لا افهمه حقا لماذا يتصرف الساسة الإيرانيين على نفس النحو ،فها هم وبكل بساطة يعيدون نفس السيناريو العراقي، نفس التصريحات الملتهبة ،المستندة إلى خواء ،نفس استعراضات القوة ،الفارغة ،العراق كان ثامن دولة تدخل نادي الفضاء ،والإيرانيون ثامن دولة تدخل النادي النووي، نجادي يريد أن يزيل إسرائيل من الخارطة ،كما أراد صدام أن يحرق نصف إسرائيل .
حتى طريقة استغفالهم من قبل الدوائر الغربية واحدة،يتغافل عنهم الغرب ،فيظنون أنهم نجحوا في استغفاله ،وبدلا من أن ينفقوا أموال العباد في مجالات البَنى التحتية ، ترضعها منهم الدوائر الغربية رضع الحمل لأمه .
وفقا لبروتوكولات معدة سابقا ،ففرنسا وروسيا والمانيا ،تبيع ضحاياها من الدول الغبية بما تحتاجه ،لتشبع أوهامها المريضة ،في الحصول على أسلحة الدمار الشامل مقابل أرقاما فلكية من أموال الفقراء طبعا، وما أن تصل قريبا من الخطوط الحمراء ،يأتي دور أمريكا وبريطانيا ، لتنفذ الجزء الثاني من الخطة، لتنقذ العالم من خطر أسلحة الدمار الشامل، وتحصد شركاتها استثمارات إعادة بناءٍ البَنى التحتية التي دمرتها الحرب .
أنا لا أبالي بساق نجادي وان مدها في وسط الجحيم ،ولكنني أتألم إلى ما سيئول إليه مصير الشعب الإيراني المسكين، الذي ما زال الكثير من فقراءه يسكنون بيوتاً من طين سقوفها من عمد الخشب البالي ،فموضوع توجيه ضربة أمريكية إلى إيران أصبح مفروغ منه،والسؤال الآن هل ستكون الضربة إلى إيران تحت غطاء الشرعية الدولية ،أم خارجها؟!
أنا لا أبالي بساق نجادي ،ولكن أبالي بمصير الناس الفقراء في جنوب العراق ،فيما لو أغرتهم الفتوى ، ودفعتهم المشاعر الدينية ليكونوا وقودا لمحارق لا ناقة لهم فيها ولا جمل ، وما يشهده الجنوب العراقي اليوم من عدم الاستقرار ألأمني ما هو إلا أوّل الغيث.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 200 يوم على حرب غزة.. ماذا جرى في «مفاوضات الهدنة»؟| #الظهير


.. مخاوف من اتساع الحرب.. تصاعد التوتر بين حزب الله وإسرائيل| #




.. في غضون أسبوع.. نتنياهو يخشى -أمر- الجنائية الدولية باعتقاله


.. هل تشعل فرنسا حربا نووية لمواجهة موسكو؟ | #الظهيرة




.. متحدث الخارجية القطرية لهآرتس: الاتفاق بحاجة لمزيد من التناز